في سلسلة بغداد تراث وتاريخ كانت لنا محاضرة عن اقضى القضاة العاقولي الذي تولى القضاء في بغداد بعد سنة من دخول هولاكو لبغداد عام ٦٥٦ هج حيث تولى القضاء في بغداد عام ٦٥٧ هج واستمر في مجلس القضاء في بغداد حتى وفاته عام٧٢٨ واسمه شيخ العارفين جمال الدين عبد الله بن محمد بن علي بن ثابت العاقولي حيث تولى القضاء زمن تسعة من حكام بغداد المغول والتتر حيث انتهى حكم المغول لبغداد بعد عشر سنوات من وفاته عام ٧٣٨ هج وهذا يعني ان قاضي بغداد العاقولي تم تعيينه كقاض كان زمن الفاتح هولاكو خان بن جنكيز خان عام ٦٥٧ هج واستمر في مجلس القضاء زمن حاكمي بغداد وكالة عن هولاكو وهما فخر الدين الدامغاني وعلاء الدين الجويني وعهد أباقاخان بن هولاكو ٦٦٣ هج وزمن تكودار خان الابن الثاني لهولاكو الذي اعتنق الاسلام واسمى نفسه باسم أحمد وزمن حكم آرغون حفيد هولاكو بن اباقاخان وزمن حكم بغداد من كيخاتوخان الحفيد الثاني لهولاكو وزمن حكم بايدو خان حفيد هولاكو وزمن غازان بن آرغون وزمن الجايتو محمد خدا بنده وزمن حكم ابو سعيد بهادر حيث توفي القاضي العاقولي عام ٧٢٨ هج واستمر ابا سعيد في حكم بغداد حتى سنة ٧٣٦ هج
والقاضي العاقولي سمع في بغداد من الصاحب محيي الدين بن الجوزي وروى عنه ابو طالب علي ابن الساعي وكان مدرساً في اشهر مدارس بغداد في تلك الفترة وهي المدرسة المستنصرية وجلس للفتوى في بغداد اكثر من ستين سنة وكان عالما فاضلا شجاعا قوي النفس آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر أعطي حظاً عظيما في الفتوى وحتى لو كتب بالفتوى جميع من في العراق لم يلتفت الا لخط العاقولي وفتواه عليه هيبة ووقار ما ليس لأمثاله وبعد وفاته تم دفنه بداره ببغداد
وبعد وفاته خلفه في قضاء بغداد القاضي حسام الدين الفوري الذي استمر في قضاء بغداد حتى غادر بغداد الى مصر عام ٧٣٨ حيث تولى قضاء القضاة الحنفية بالدولة المصرية
وقد وصفوا القاضي العاقولي فقالوا لم يكن في زمانه من يماثله في العلم ورفعة المقام وهو باني جامع العاقولي ببغداد الذي يسمى باسمه حيث اوقفه على شيخه وعشرة صبيان يقرؤون القرآن واوقف عليه املاكه كلها ومنها اراضي في سلمان باك ودكاكين في سوق باب الاغا وتم ايقاف املاك كثيرة على هذا الجامع بأزمان مختلفة اذ استمر هذا الجامع حاملا اسم القاضي العاقولي حتى الان وتم ترميمه وصيانته وبناء اجزاء منه طيلة هذه المدة الطويلة وكان اخر ترميم له في نهايات العهد العثماني زمن والي بغداد نامق باشا الصغير سنة ١٩٠١ والوالي ابو بكر حلمي سنة ١٩٠٢ وعلى قبر القاضي في هذا الجامع صندوق من الخشب كتبت عليه ايات كريمات وكتب عليه هذا ضريح المفتقر تعالى عبد الله ثم ذكر الاسم كاملا وكتب ايضاً تاريخ ولادته عام ٦٣٨ وتاريخ وفاته عام ٧٢٨ هج .