قط راح ينظر الى ظله فأصابه العجب من خياله
فأراد ان يجلس في مكان الأسد، ويصبح ملكاً عليه
نعم هذا ما يجري في بلدي، منذ سقوط النظام ولغاية الأن، فجميع من يتصدى للسلطة، ويمسك دفة الحكم لا يلتفت الى ما قبل ذلك، انما ينظر الى الظل الذي عكس اليه، من خلال المرتزقة التي حوله، فيرى نفسه بحجم هو لا يستوعبه او لم يكن ليتوقعه، فيعتقد بانه ذاك الهيرقل الذي لا يقهر، وتلك السفينة التي من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق وهوى.
فنجد حكم دام لثمان سنين اخذت لغة الأنا مأخذها منه، فحطم البيت الشيعي، ومزق وحدة التحالف وانجب مولود لقيط اسمه دولة القانون، اخذت تبطش وتفتك وتتعدى حتى على المراجع في سبيل مصلحتها الخاصة.
وكان لابد على الوطنين ان يقلموا اظافر هذا اللقيط، وان يعلموه حجمه ومقدرته الحقيقية.
لكن لكون الشعب قد اعطى مكان اكبر مما يستحق لهذا الكائن الغريب، لم يكن امام الخيار الوطني الا استبدال هذا الأشخاص وليس الكيانات لقيادة البلد
فكان الخيار المتاح امام الكتلة الوطنية ان يستبدل عليوي بعلاوي كما يقال
مع وضع بعض المحددات، التي لا تسمح بنمو اظافر هذا الوحش الجديد، الذي يبدوا وديعاً للوهلة الأولى
وربما هذه الوداعة انطلت حتى على الوطنين، فسمحوا لمخالبه ان تطول، وكانوا يتأملون ان يستخدمها ليدافع بها عن المصلحة العامة، وليفترس بها اعداء الوطن.
لكن بدأت للأسف هذه المخالب تحاول التطاول على من معه، محاولاً فرض ارادات تشبة كثيراً ما كان يريده سلفه.
وهي ان كنت ان تكون معي فيجب ان تبايعني على الولاء والطاعة، وان تخضع خضوعاً كاملاً
فتوقع لي على الولاية الثانية مقدماً بغض النظر عن النتائج وما تحققه من مكاسب في الانتخابات القادمة
والأكثر من ذلك ان تكون تابع لي فيما اقول، فانا من يختار مرشحيك وانا اقرر اين يكونون وما يأخذون من ارقام وتسلسلات
نعم انه لا يختلف عن سلفه سوى بالأسم، فلغة الأنا تطغى عليهم وحلم السلطة لا يفارق تفكيرهم
والغريب في الأمر، انهم لا يتخذون عبرة من التاريخ القريب، فأن من يحاولون اليوم فرض ارادتهم عليه هو نفسه من قلم اظافر من كان قبله بالرغم من محاولة استصغار كتلته وما تملك من مقاعد
نعم ان للسلطه سطوتها، وان لكرسي الرئاسة طعم يجعل من يتذوقه لا يستطيع ان يتركه، بالخصوص اذا كان هذا الشخص يخاف ان يرى نفسه في ذلك المكان حتى في احلامه
ومن هنا يجب على الخيار الوطني، ان يعلن الرفض لهذه الارادة الفاسدة، والوقوف بوجه من يحاول الغطرسة مرة اخرى، فالعراق لا يتحمل ويلات اخرى
لكن السؤال هنا
هل يكفي هذا الأجراء وحده؟
قطعاً لا، فيجب ان يمنح هذا الخيار الثقة من الشعب، ويمنح المساحة الواسعة ليكون صوته قوي صادح، ليذود عن حقوقهم امام الطامحين للنيل من العراق في سبيل مصلحتهم الشخصية
وبما ان الكتلة الوطنية ادت ما عليها
اعتقد الأن على كوادرها السعي سعيا حثيثا لتوضيح ذلك الى الشارع
والثاني على الشعب ان ينظر الى مصلحة الوطن، قبل كل شيء ان اراد عراقا مزدهرا، يواكب باقي دول العالم
نعم قالتها الحكمة، ورفعت شعار البناء كهدف ومتبنى يسعى لتحقيقه
فهل سوف يفعل الشعب ما عليه؟
كما فعلت الحكمة
بالخصوص ان الفرصة سانحة للتغير، والأنتخابات على الأبواب
هذا ما ستفرزه الانتخابات القادمة