تترقب الأوساط السياسية وقطاعات الإقتصاد المختلفة في العراق تحولا كبيرا في غضون الأسابيع المقبلة التي ستعقب مؤتمر المانحين الدوليين الذي تحتضنه دولة الكويت الشقيقة التي بادرت وبتوجيهات سمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد الصباح الى موقف تأريخي كبير ، وهو المعتاد من سموه الذي يتحرك وفق رؤية تكاملية في محاولات مخلصة لجمع الشمل العربي والخليجي والتعاون المثمر من أجل إستعادة روح التعاون خاصة في مراحل الأزمات الكبرى كالأزمة الخليجية الأخيرة التي أثبتت ان الكويت وأميرها نموذج مشرف للإنسانية والإحترام للدول والشعوب ، وما مواقف الأمير المفدى من أزمة قطر والشقيقات العربيات إلا صورة لدور وموقف مخلص سيبقى خالدا في الذاكرة العربية والخليجية .
في الثاني عشر من شهر فبراير سيكون العالم على موعد حدث كبير تحتضنه دولة الكويت وترعاه ، وهو مؤتمر الدول المانحة لإعمار العراق بعد الإنتصار على الإرهاب وتحرير المدن العراقية التي ساهمت الكويت بكل قوة لدعم العراق في تحقيقه ، ولكنها اليوم ومثلما ساهمت في الإنتصار هاهي تعود لتكمل مسيرة المواقف المشرفة وهو رعاية المؤتمر الذي ستشارك فيه عديد دول العالم وهدفه جمع الأموال اللازمة لإعادة الإعمار وعودة العراق الى وضعه الطبيعي الذي يضمن له الإستقرار والنهوض والرقي .
ومن المؤمل ان يقدم العراق لائحة بعشرات المشاريع الكبرى العمرانية الحديثة لمعالجة أزمة السكن في محافظات العراق وخاصة المناطق التي عانت من الإرهاب والعمليات العسكرية خلال العامين الماضيين ، وكذلك المشاريع الخدمية والبنية التحتية التي يحتاجها العراق وشعبه ، ما يفرض إلتزامات دولية وتعهدات وهي أجواء من التلاحم العالمي يعود الفضل فيها للكويت وشعبها وإنسانية وحكمة أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح .
من الواضح إن العراق يعيش مرحلة تحول كبرى سياسية وإقتصادية ، وهو بحاجة الى موقف تضامني عربي ودولي تجلى في أروع صوره بموقف دولة الكويت التي ستشرق منها شمس المستقبل العراقي ، وهي مواقف لن تمر مرور الكرام بل ستفرض على العراق وشعبه العرفان والتقدير والإحترام ، لأن ما قامت به الكويت يمثل روحها الحقيقية النقية الجامعة للعرب والمبشرة بعهد جديد من التعاون والإنفتاح المثمر في جميع المجالات ، والعراق حكومة وشعبا لن ينسوا وقفة الكويت وشعبها وأميرها .