سؤال بريء آخر تطرحه الحالة العراقية البائسة بشؤونها وشجونها واحزانها وجموعها اليائسة وحالاتها المتجهمة العابسة وهي حال العراقيين اليوم …هذا الشعب المغلوب على امره المظلوم من حكامه المحروم من خيرات بلاده ابد الدهروالمحسود من العالمين المطرود من جنته ….والمحروق بنفطه ….
والسؤال الذي لم يعد بريئاً ….وأذ صار قضية ومعضلة ومستفزا ومشاكساً وهو …لماذا كل هذا التكالب والتسارع والتصارع والتنافس لتأسيس الأحزاب …وهذا العدد الهائل من الأحزاب الصغيرة والكبيرة والمتوسطة بأهداف غير معلنة وليست لى الخبرة والقت الكافي لدراسة جمهورها الغفير الذي يتقاتل على السلطة فهي اذن بلا ادنى شك انتهازية وصولية …او ميكافيلية مثلما وصفها احد كتاب اعمدتنا الصحفية … فاخر المعلومات تؤكد وصولها الى الرقم ((304)) حزباً والبقية تأتي وكما تعلمون ويعلمه الراسخون في العلم انها جميعها احزابا طائفية او تصب في نفس المجرى الطائفي النتن او خارجة او من نفس مجراه القذر او تساير تياره الوسخ او تتوازى به او تدور مع جرفه الهار ونعلم ان اغلبها انشطارات لأحزاب السلطة التي اثبتت فشلها وسقوطها في مستنقع الفساد العراقي المعروف والذي يتحدث عنه القاصي والداني …ونفس الوجوه والروؤس المعروفة بفسادها تتنقل من حزب الى اخر ومن كتلة الى كتلة وحسب مراكز القوة ونحن كما تعلمون في زمن اللعبة الأنتهازية التي يسميها البعض جزافا ديمقراطية ….ويالديمقراطيتنا العتيدة التي تنتج فساداً لا مثيل له في الكوم
فأغلبها تحمل الفكر السياسي الطائفي وتزرعه وتوزعه بوسائلها بأتقان خلال ثقافة تروجها بأعلامها المدعوم من دول الجوار والمدفوع ثمنه من خزينة الدولة السائبة التي تتحول بعد فوز الكتل الى حصص تتوزع بينهم وبين احزابهم واحبابهم ومريديهم ومليشياتهم واشتاتهم والفوز يعني الحصول على بطاقة اليانصيب الأنتخابي والفوز أوالحصول على الغنائم والارباح وجنة السلطة العراقية الأسطورية …
ونعود الى السؤال البريء عن التقاتل والتناحر للوصول الى قبة البرلمان او الفوز بمنصب قيادي او سيادي او خدمي أو برلماني ..أو …أو ….سيقول المحللون السياسيون والمتابعون ان ثمة فورة ديمقراطية وثورة جماهرية عظيمة للتعبير عن روح الحرية والأنسانية المتجذرة في النفوس بعد كبت وتسلط وحرمان وخوف … ويقول المفكرون بالشأن العراقي انهم يستقتلون لخدمة شعبهم وطوائفهم وعشائرهم ومناطقهم وكل ممثليهم وقد يعجب المراقب من وراء الحدود عن هذا العدد الأسطوري من الأحزاب امام هذا الأندفاع والأصرار في اجرائها فوصل عدد المرشحين المتنافسين نحو ((10000)) عشرة الآف مرشح ورغم عدم جدواها وتكرار لعبتها ولعنتها بعد تجربة مريرة مع الشعب لأكثر من ((14)) عاما وويلات ولايات الدورات الانتخابية انتجت خرابا واحتلالا وتمزيقا وتشتتا وتهجيرا ونزوحا وازمات ومشكلات وبطالة… وفسادا لا نظير له في الكون …
القراءة الاولى لهذه الاحزاب وهي تتكاثر يلا قانون يؤطر عملها واذا تحدثنا عن المباديء والاهداف والستراتيجية التي تميزها فجميعها تحمل نفس الاهداف الطائفية ولكي لا نظلم اسلامنا الدين الحنيف فهي لا تمت له بأية صلة سوى العناوين التي تفضحها لافتاتها وشعاراتها الانتخابية والمرحلية وصراخات قادتها وحوارات مرشحيها ومناظراتهم واعلانهم الصريح عن تشبثهم بالسلطة ومخاوفهم من الآخر …شخصيات لا هم لها سوى الوصول الى البرلمان والحصول على الامتيازات الخيالية الاسطورية التي يحصل عليها النائب من راتب كبير جدا مع مخصصات لا مثيل لها في اي برلمان في العالم مع حمايات وسيارات خاصة ومصفحة وسفرات وايفادات وعلاج خاص وحج وعمرات وزيارات وامتيازات اخرى كثيرة وآخرها تقاعد يكفيه وعائلته واحفاده وذريته الى يوم يبعثون ..!!..ولا علاقة لها بالبناء والتطور وخدمة المواطنين وقيادة الدولة والمجتمع …. وهي جزء من الهدر والعبث الذي ارهق الخزينة السائبة فالسلطة التشريعة شرعت هذه الامتيازات لأعضائها المنتجبون…. المنتخبون ….المميزون وهم يحصدون حرب انتخاباتهم الاسطورية …..
……..