اسئلة تتبادر الى ذهن كل مواطن , هل نحن دولة ؟ هل لدينا حكومة ؟ هل لنا سياسة خارجية واضحة ؟ هل لنا سياسة اقتصادية واضحة ؟ هل لنا سياسة تربوية محددة ؟ هل لنا سياسة صحية تؤمن الوقاية والعلاج من الامراض لكل مواطن ؟ هل شوارعنا مبلطة ؟ هل مستشفياتنا جاهزة؟ هل المجاري صالحة ؟ لماذا في كل شوارع العاصمة اكوام من القمامة والذباب يتطاير من حولها ؟ لماذا كل هذا ؟ الم يات الحاكمون من الخارج والمفروض انهم عاشوا في بلدان متقدمة او على الاقل شاهدوا التطور الذي حدث في الخارج؟
اسئلة مشروعة ومعقولة , ونضيف اليها ميزانية سنوية تفوق المائة مليار دولار ترى اين تنفق وعلى من ؟ والسؤال الاهم هو من هم الذين ينفقون الميزانية ؟ وهنا ياتي الجواب , مجموعة من الجهلة هم من يرسمون وينفذون وينفقون ويخططون , فالذي يخطط للاجيال ومستقبلهم ودراستهم وتعليمهم معلم متوسطة ترك التعليم ثلاثين سنة ليتولى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ( علي زندي الاديب ) فهل نتوقع تعليما وتدريبا يخرج لنا كفاءات تستطيع ادارة البلاد ؟ خريج ابتدائية عمل قصابا في العراق ايام النظام السابق ثم ذهب الى سوريا بنفس المهنة مع اختلاف في التسمية ( لحام ) ثم ذهب الى استراليا وعمل بوابا لاحدى العمارات السكنية يتبوأ اليوم وظيفة مستشار رئيس الوزراء ( ابو مجاهد او كاطع نجيمان الركابي ) فهل تعتقد رئيس الوزراء يكون صائبا في قراراته اذا كان هذا الامي مستشارا له ؟ كاتب حسابات في شركة صغيرة في الكويت ثم بائع متجول لعقدين من الزمن يجوب في شوارع مونتريال يبيع لعب اطفال وطائرات ورقية ( علي محسن اسماعيل العلاق ) ليكون في غفلة من الزمن امين عام مجلس الوزراء , فهل نتمنى في يوم من الايام تطورا في الاداء وابداعا في العمل ؟ قارئ الكف وروزخون في المنافي لمدة اربعين عاما يتولى وزارة التربية ليبني لنا مدارس من طين ومكافاة على فساده يرقى الى نائب رئيس للجمهورية (خضير الخزاعي ) فهل نتمنى ان يقود العراق نحو التقدم والرخاء؟ تصوروا وزير التعليم العالي والبحث العلمي بهذه المواصفات يجتمع مع رؤساء جامعات عالمية ترى بماذا يتحدث معهم وباية لغة يتكلم ؟ بائع متجول بصفته الجديدة امين عام مجلس الوزراء يستقبل رئيس البنك الدولي ترى بماذا يتحدث معه ؟ ابلعب الاطفال ام بماذا؟ هذه بعض النماذج التي تريد ان تاخذ بالعراق الى الظلمات فاي مشروع للنهوض نتوقع ان ينفذه مجموعة من الاميين الغافلين ؟ نعم نحن لسنا دولة وليس لدينا مقومات دولة وليس لنا الا مثل هذه النماذج التي جاء ت بها القوى الخارجية لتقود بلد عرف بمهد الحضارات, اين الكفاءات العراقية التي تنافست الدول في حينها لاستقطابهم والعمل لديهم وفعلا استفادت تلك الدول من مهنيتهم وخبراتهم , فهل استفاد العراق الجديد منهم ؟
ان المرحلة الحالية وبهذه الوجوه التي استعرضناها لايمكن ان نتوقع ترحيبا بالكفاءات العراقية الوطنية وان يسمح لها ببناء العراق , وكما ذكر السيد عزيز الدفاعي في مقالاته الرصينة عن البنك المركزي والتي نشرت على موقع كتابات حيث ذكر ان علي محسن العلاق هو الذي فجر موضوع البنك المركزي , بمعنى ان بائعا متجولا يقف امام كفاءة عالية , وهو نفس البائع المتجول الذي وقف مقابل كفاءة سابقة وهو حسين الازري رئيس المصرف التجاري , وفي كل مرة تجد من يقف امام كل كفاءة وطنية شخص جاهل , وهذا يعني ان الخوف الذي يرتاب هؤلاء الجهلة من الكفاءات الوطنية وهم في موقع القرار يجعل من العراق يراوح في وحل التخلف , والحل الوحيد هو ازاحة هؤلاء من مواقعهم واعطاء تلك المناصب وغيرها للكفاءات الوطنية , وهذا لايحصل الا بايجاد دولة تمتلك المقومات و قيادة كفوءة تديرها باقتدار , فهل نحن على اعتاب هذا التغيير ؟