19 ديسمبر، 2024 6:47 ص

شيعة السلطة … رمتني بدائها وانسلت !

شيعة السلطة … رمتني بدائها وانسلت !

حين سقط نظام صدام عبر الاحتلال الاميركي في 2003 اصبح العراق ساحة مفتوحة وسهلة للتدخلات الاجنبية وعاث في ارضه من عاث فسادا وتخريبا وقتلا وانتقاما من كل شيء فيه من رجاله و وتراثه العريق وحضارته الانسانية الضاربة في عمق التاريخ وكأني بهؤلاء انهم كانوا يتحينوا الفرص للقيام بهذا الخراب لا لشيء سوى الحقد الاعمى والشعور بالدونية والنقص من عراق المجد والحضارة والتاريخ والمقدسات عراق الانبياء والائمة والعلماء والمبدعين في شتى مجالات الحياة.
 
رافق الاحتلال الاميركي للعراق الاحتلال الايراني فقد دخلت ايران بكل امكاناتها كدولة الى العراق ولكم ان تتخيلوا دولة بقدرات ايران ماذا سيكون فعلها وتاثيرها وحجم الخراب الذي قامت به في العراق فقد قتلت اطلاعات الايرانية وتخلصت من كل من قاتلها في حرب الثمان سنوات من معظم الطيارين والقادة والضباط الذين دفعوا ارواحهم ثمنا لتنفيذ الاوامر العسكرية التي اعطيت لهم من قبل القيادة العراقية انذاك. لم تترك ايران مجالا للتدخل في الشؤون العراقية الا وتدخلت فيه وبكل وقاحة وصلافة ضاربة عرض الحائط كل الاخلاقيات والاسس المتبعة في التعامل بين الشعوب والدول.
 
ان شيعة السلطة واحزابها ومجالسها السياسية هم من فتحوا الابواب لايران للتدخل الوقح في شؤون العراق الداخلية وهم من استقووا بها على اهل العراق وجعلوها مرجعا لهم يحجون اليها لحل خلافاتهم واختلافاتهم على المال والسلطة ناسين او متناسين ان المكونات الاخرى لا يصعب عليها ايجاد الحلفاء او التمويل او ما شابه من اجل الدخول كلاعب رئيسي في عراق اليوم الا انهم ابوا الا الصبر والتحمل ولمعرفتهم ان حلفائهم في الدول الاخرى يتقنون فن التعامل السياسي ويدركون ان التدخل في شؤون الدول الاخرى الداخلية شر مستطير وخط احمر لذلك التزموا الحياد والهدوء في التعامل مع العراق وازمته وتركوا الباب مفتوحا لاي مساعدة يقدمونها املا في قيام عراق موحد قادرا على النهوض من جديد وتحمل مسؤوليته امام شعبه والعالم.
 
لقد فاجأت القيادات السنية ازلام ايران في العراق بتحالفاتها الخارجية مع تركيا والسعودية وقطر وقلبت الطاولة على هؤلاء المراهقين السياسيين الذين ظنوا ان اهل السنة في العراق امسوا بلا ظهير او سند وباتوا صيدا سهلا لكل مريض او ناقم على اهل العراق الاصلاء والذين عملوا على اذلال كل سني في بغداد واتهامه بالارهاب ولا اعلم هل الذي عارض صدام كان اعمى البصيرة وتصور ان صدام يمثل السنة العرب ام انه قاد حزبا كان جله من الشيعة وهل نسي هؤلاء ان اهل السنة في العراق هم اكثر من قاموا بالمحاولات الانقلابية للتخلص من صدام ونظامه البائس وتحملوا ما تحملوا من بؤس وفقر وخراب كان وما زال صدام اهم اسبابه. لقد فاجأ النجيفي والعيساوي شيعة السلطة بتحالفاتهم مع تركيا والسعودية وقطر وصاروا ندا لهم وراحوا يتوسلون اليهم في اقامة افضل العلاقات مع هذه الدول والتي لم ترسل مخابراتها او ميليشياتها لتدمير العراق وقتل اهله بل اثرت فقط تقديم المشورة والنصيحة والاستعداد لحل اي ازمة بين السنة والشيعة في بغداد وهي تدرك ان التدخل في شؤون العراق الداخلية ليس من الحكمة في شيءومرفوض ولا يجوز فهل اتعظت ايران وازلامها من سياسة هذه الدول تجاه العراق ؟
 
شيعة السلطة نقول لكم لا تبكوا ولاتولولوا ولا تدعوا حرصكم على العراق ووحدته فانتم ابعد ما يكون عن ذلك  وعليكم تحمل تبعات ما قمتم به في العراق وما قدمتم من تسهيلات لايران الشر على القيام بكل الافعال المشينة والمخزية بحق العراق واهله ولا تعيبوا على الاخرين لجوئهم الى التحالفات مع الدول ذات الطابع المذهبي السني فانتم اول من قام بذلك ومن يريد العراق ان يكون دولة مستقلة و بلد عزيز وكبير فليبادر الى طرد اللوبي الايراني وتشكيلاته وميليشياته من العراق وليضع حدا لتدخلاتهم في شؤون العراق الداخلية وليمد يد الاخوة الى اخوانه في الوطن املا في بداية جديدة تعيد للعراق عزته وتعيد لابنائه كرامتهم واحترامهم لدى شعوب العالم.

أحدث المقالات

أحدث المقالات