بعد أكثر من أربعة عشر عاماً من الحكم، لم تتوصل الأحزاب والتيارات الإسلامية والمدنية المتنفذة وغير المتنفذة لحلول تنتشل المواطن العراقي من الواقع المأساوي المرير، والذي عانى منه طوال العشرات من السنين العجاف، حيث شكلت أخيراً معظم الأحزاب التي خفت نجمها والذي لم يخفت بعد، أحزابها وحركاتها الجديدة وبتوجهات مغايرة ؛ للمشاركة في الانتخابات المقبلة التي تم تحديد زمنها في الثاني عشر من أيار المقبل؛ آملين الحصول على أصواتٍ انتخابية تؤهلهم للحصول على مقاعد برلمانية ومحافظات، لأربع سنواتٍ قادمة.
هذه المرة تعتبر من أخطر المراحل الانتخابية تعقيداً لبروز جيل جديد ألتحق بعملية الأدلاء بصوته هذا الجيل ممن شهد الة الدمار البعثية وهي تقمع أبناء الشعب الذي أنتفض عليهم وهم الان يرون المشهد العراقي الدامي في كل يوم لذا على الساسة تغير نمط المهاترات السياسية للتعبير عن استياء الشعب منهم دون تغير محاصصة ومماصصة الشراكة التي لم تأتي بشيء جديد الا مصالح تعود اليهم بالمنفعة الدنيوية .
كثيرة هي المشاريع الخدمية التي اقتنع المواطن بوجودها على ارض الواقع وهذه المشاريع عادة بالنفع لوجود مافيات من السياسيين الذين سكنوا المنطقة الخضراء وغيرهم ومن قرب اليهم بدليل القربة أو دليل الصداقة وغيرها من المسميات التي عادت اليهم بالربح الوافر مع اناس افلستهم هذه المرحلة التي سبقت التقشف الاسود الذي عاد من جديد بصورة شبح مارس الموت من خلاله بسبب افلاس الحكومة التي لم تجعل في حسابها نزول سعر البترول وهذا سرعان ما جعل من الحكومة امام شعبها الذي اصبح عاجز عن شراء أي شيء .
اليوم يشاهد الكل تراجع الاحزاب السياسية نتيجة جهل ساستها وكما قال (الامر بوحدتها) هذه الكلمة تعود بالمنفعة الى وجود الشخص الذي يعلم بكيفية ادارة الوحدة من خلال بث روح الطمأنينة أو روح الهلع الذي مارس معهم, نعم اليوم العراق يريد قائد يعزز من خلال وجوده في العملية السياسية روح الطمأنينة التي افتقدها المواطن العراقي رغم الدمار الذي لحق بكافة الشعب العراقي الجريح لكن اليوم تغيرت الة الزمن وهيهات تعود الى الوراء عقاربها الا بمعجز اذا جعلهم الشعب الكل في خانة الفساد الاداري والمالي والسياسي وهذان دليلان يعودا الى عجزهما عن أدارة أنفسهم فكيف بقيادة بلد لم يرى النور طوال أربعة عشر عاماً لم يحصد الا أرواح البشر.
اليوم روج الشارع والساسة بمصطلح (الدولة المدنية) في كثير من المناسبات وحتى لم تسلم أي مظاهرة الا وهذا المصطلح يتردد على مسامع الشعب وحتى الدور الريادي للسلطة الرابعة التي تطمأن الشارع والشعب من خلال بثها ببرامجها الهادفة وغبر الهادفة نسمع ونشاهد دورها لبث هكذا دور, عادة ما يعود سلبا لا إيجابا عليهم وهل هذه الدولة قادرة على تحقيق رفاهية الشعب من جديد وما برامجها التي تجعل من عصا موسى التي تهتز كأنها جان بتحقيق أهداف المواطن البسيط الذي يحلم دون رمشه الكهرباء أو تحقق له سعادة دائمة في حياته لكن هيهات أن تعود العجلة للوراء دون حل كافة العقد التي جعلها السابقون وتبقى هذه الكلمات التي تقرأ يوميا من خلال منابر الحركة التوعوية في المجتمع الهادف وصدحت بها حناجرهم(كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ (39) (سورة الاعراف)
أن مرحلة الانتخابات التي سوف تعصف بالبلاد عصفاً وغير مجدي بين الكتل وتحالفها الجديد مع تسقيط لبعض الساسة بعضهم لبعض مع وجود دليل وغيرها من الأدلة وهذا ما يصعب على الشعب التحليل فيه والخوض به من دون الأدلة مقتنعة وهذا ما يدور في وسائل الاعلام وغيرها من الوسائل لنسف العملية السياسية برمتها ولعل سائل يسأل عن دور المفوضية المستقلة للانتخابات وما هو دورها الرقابي بعد تشريع قانون الأحزاب وما دورها بعد الانتخابات وقبلها وهل هي قادرة على محاسبة من أخفق في عمله أم تبقى في دورها المحايد كما هي عليه ألان مع العلم أنها تحمل عنوان رهيب (المفوضية العليا المستقلة للانتخابات) وهل هم مستقلون فعلا كما يدعون في هذا أم جاءت بهم أحزاب الصدفة بعد 2003 وهذا السؤال يسأل من جديد هل هذه المرحلة تحمل في جوانبها المصطلح السياسي الإعلامي (الدولة المدنية ) وعلاقتها بحكومة تكنوقراط الذين سيجعلون من أرض السواد وقوداً لتمشيت الحال لحين تشكيل الحكومة التي ينتظرها الشعب بفارغ الصبر أريد أن أراك قبل أن يجف الحبر وتنقطع أنفاسي الأخيرة