23 نوفمبر، 2024 6:41 ص
Search
Close this search box.

العام الاصعب لإيران

العام الاصعب لإيران

من حق نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أن يذرف دموعا من دم على عهد الرئيس الامريکي السابق أوباما الذي حقق خلاله مکتسبات و منجزات لم يحلم يوما بالحصول عليها يوما بسبب من الامريکيين، ولکن يبدو إن هذه الفرحة لم تدم طويلا عندما أسدل الستار على عهد أوباما و بدأ عهد الرئيس ترامب الذي هو أشبه بالشتاء القارص و الخريف الذابل معا بالنسبة لهذا النظام، ذلك إنه بقدر ماکان عهد أوباما فضفاضا و مفتوحا بالنسبة له فإن عهد ترامب على الضد من ذلك تماما.
عام 2017، الذي باشر فيه الرئيس ترامب ولايته فيها، لم يمر سريعا على النظام الايراني أبدا بل مر بطيئا و ثقيلا جدا على طهران بحيث واجه مصاعب و أزمات و مشاکل جمة لم يسبق له وأن صادف مثلها من قبل، إذ الى جانب تشديد العقوبات عليه فقد تم إضافة عقوبات جديدة ضده بل وإن الاتفاق النووي الذي إعتبرته المعارضة الايرانية النشيطة المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، إتفاقا في الکثير من العيوب و النواقص، فقد أکدت ادارة ترامب تحفظاتها عليه و طالبت بتغييره، وهو ماأعتبر ضربة قوية للنظام لم يکن يتخيلها يوما.
تصاعد الضغوط على النظام الايراني و الذي لم يقف عند حد معين، ولاسيما وإنه و بسبب تدخلاته في المنطقة و برامجه التسليحية و الصاروخية و و إخفاض أسعار النفط و الفساد المستشري في کل مفاصل النظام، فإنه قد بدأت أزمة إقتصادية خانقة غير مسبوقة إنعکست على الاوضاع المعيشية بقوة، وهو الامر الذي لم يستطع الشعب الايراني تحمله خصوصا وإن الاموال التي حصل عليها بسبب الاتفاق النووي قد تم صرفها لصالح الاجهزة القمعية و التدخلات في المنطقة، ولذلك فقد کانت الانتفاضة التي أرعبت النظام و أفقدته توازنه خصوصا وإن منظمة مجاهدي خلق التي يعتبرها النظام العدو رقم واحد ضد‌، قد کان وراء الانتفاضة کما إعترف خامنئي بنفسه، ولکن وإن إنتهى العام 2017، فإن ذلك لايعني أبدا بأن العام 2018 سيکون أفضل منه، بل وبحسب تقديرات و توقعات کافة المراقبين و المحللين السياسيين، سيکون الاصعب بکثير من العام الذي سبقه، وقد تحدث فيه مفاجئات لاتخطر على البال و الخاطر.
هل سيتمکن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من تخطي عام 2018 والعبور منه بسلام الى الضفة الاخرى و تذليل کافة العراقيل و المعوقات التي تقف بوجهه؟ الاجابة على هذا السؤال مرتبطة بمسألة أخرى وهي هل إن هناك أمل للنظام بأن يحسن ظروفه و أوضاعه و يصنع المعجزة الاقتصادية و السياسية و الفکرية و الاجتماعية کي يتسوعب الشعب الايراني و يکسبه کله الى جانبه؟ کل من صدق بأن هذا النظام بإمکانه أن يحقق هکذا معجزة فليقرأ على عقله السلام!

أحدث المقالات

أحدث المقالات