لقد أثبتت الايام مدى إنعدام مصداقية مقتدى و زيفه ، و كيف أنها كانت على المحك ، إن مقتدى الذي بات الكثير من الناس لجهلهم ، تشرأب له أنظارهم على انه هو المخلّص و المنقذ و هو القائد و هو الملهم ، حتى ان أنور الحمداني في برنامجه في فضائية البغدادية كان قد طبّل له و نفخ في صورته ، و لهذا علينا ان نعذر أنور الحمداني على ما فعله من تهريج ، ما دام أبناء الحزب الشيوعي أنفسهم اليوم يتدافعون في تقديم التبريرات لوضع الحزب الشيوعي يده بيد هذا الفاجر السارق القاتل المحترف ، و نسينا انه بخطواته لاقتحام المنطقة الخضراء و اعتصامه فيها كان يهدف لبعض الاهداف منها ،
الاول – تجريد الحراك الوطني من حيويته و اندفاعه ، و هو المهم في قطع الطريق امام الحراك المدني و تشويه صورته بعد ان بلغ أوج حماسه ، خصوصا بعد ان غرّر ببعض القائمين على الاحتجاجات و مَن يمثلونهم ، و ذلك بزج مقتدى لبعض عناصره او جميعها و ترتب على ذلك تمييع المظاهرات و الاحتجاجات و سحب البساط من تحتها و السيطرة عليها في تلك الايام ، بل و توجيهها و توقيتها حسب ما يشاء و كيفما يشاء ،
الهدف الثاني – هو الاستيلاء على الزعامة ليكون هو القائد الذي لا يدانيه أحد ، ليتحكم بمصير العراقيين ، ووصل به الامر ان يكون واجهة سيئة حتى في منصات الخطابة التي كان يمثل فيها الدور القبيح المستهجن ، حينما كان يوجه الكلمات اللاذعة في الشتيمة لانصاره ، و ينعتهم بانهم جهلة ، و هم من سذاجتهم يصفقون له كالامعات ، و كيف كان يختار الكلمات غير اللائقة مثل (شلع قلع) و التي لم تحقق معشار ما يصبو اليه المواطن غير إتخاذ تلك العبارات و إشاعتها للتهكم ، و كان يطلق تلك الكلمات الزائفة للتسويف و الخداع ، و هذا ما شهدت عليه الايام و التجارب
الهدف الثالث – هو للتغطية على فساده و عناصر تياره و أزلامه في البرلمان و الحكومة ، و إظهار نفسه بانه الغيور على بلده و شعبه ، انني لست ضد فكرة الانتخابات ، و انما حتى يتاح لنا الوصول الى الهدف المنشود ، علينا ان نخطو بخطوات صحيحة ، و برنامج متكامل واعد ، دون ان نلوّث أنفسنا بهذه النماذج السيئة ، فان فقدان الثقة لم تكن أمراً هيناً حتى نستطيع إرجاعها و لا يمكن إرجاعها ، و هنالك نوايا و غايات اخرى لتصرفات مقتدى الرعناء تجاه الحراك المدني ، قد يطول المقام في التطرق اليها