23 ديسمبر، 2024 7:00 م

أبناء الخيانة ، يا قلبى لا تحزن

أبناء الخيانة ، يا قلبى لا تحزن

كثيرون منهم محتجزون فى العراق و فى سوريا و فى كثير من البلدان العربية ، أينما حل الارهاب و الجماعات الارهابية فقد ترك منهم الكثير ، لا أحد يريد ان يتحدث عنهم او ان يجلب الى نفسه وجع الرأس بالنبش فى هذا الموضوع ، وحدها بعض التقارير و التحقيقات الاعلامية و الاممية الشحيحة هى من تتحدث او تتناول الموضوع من زوايا مختلفة و حسب مقتضيات المصالح الاقليمية و الدولية ، الموضوع يستحق كثيرا من الجهد و التفصيل و المتابعة و البحث عن حلول لكن الجميع يتنصل من المسؤولية و حتى المنظمات الدولية فهى تحاول بكل الجهد الممكن ان لا تدخل نفسها فى عش الدبابير ، لكن يبقى السؤال أين الانسانية و أين الضمير العالمى و الانسانى و أين علماء المسلمين و أين المؤسسات الدينية العربية و أين كل الاصوات الخيرة التى تدافع عن الانسانية و عن الحق فى العيش بكرامة ؟ هى كارثة انسانية يأتم معنى الكلمة و هى نتاج لبؤس العقل العربى الوهابى التكفيرى و لهؤلاء الشيوخ المعممين و الدعاة المتكاثرين الذين اغرقوا المجتمعات العربية المنكسرة بسيول من الخطب و المقالات و الفتاوى و النصائح للحث على جهاد من نوع قذر اسمه ” جهاد النكاح ” ، اليوم تغرق الاوطان العربية فى الوحل الوهابى و تنهمر الاسئلة و تطرح التساؤلات الى اين و كيف ستحل المشكلة و من يحلها .

ما حصل أن هناك من شرع للزنا الحلال و للخيانة الحلال و لتبادل الزوجات الحلال و لسفاح الحلال و هناك من أوصى خيرا بما سماهم المجاهدين و طلب من الذين يقومون بتسفيرهم الى سوريا و العراق و غيرها من بلاد العرب و العجم أن لا يبخلوا على هؤلاء القتلة بعدد من نساء المسلمين ليقضوا منهم وترهم و يشبعوا منهم كبتهم و مجونهم و لا بان أن تركوهم لغيرهم دون الاكتراث بثمرات هذا المجون الزائد عن الحد ، فى عرف الارهابيين أن قضاء النزوات و الانتقال بين مخادع نساء المسلمين و صباياهم و من تم سبيهم اثناء غزوات الارهاب القذرة هو أمر حلال و لا بأس منه و فى عقل بعض شيوخ الظلام أن توفير المخدرات و النساء اضافة الى الاموال النفطية هو حافز ليس بعده حافز لدفعهم لذبح الابرياء و الاعتداء على بيوت الله و تدمير كل اثارة الحضارة البشرية ، هناك ارادة و مخطط ينفذ القصد منه هو خلق جيل ثان من الارهابيين الذين لا يعرف أصلهم و لا فصلهم و هؤلاء سيكونون على استعداد تام لتنفيذ بقية المخطط الصهيونى التكفيرى الوهابى عندما تتوفر الارضية السانحة و لذلك فهناك دعوات من هؤلاء الشيوخ الفاسدين لمزيد تسفير النساء و مزيد انجاب ابناء السفاح و نزع المسؤولية الاخلاقية من عقول القتلة .

هناك الالاف اليوم من تعتبرهم الدول العربية ابناء السفاح و ابناء النزوات الارهابية ، هؤلاء لا اسم لهم و لا مسمى و لا تاريخ و لا مستقبل و لا هوية ، هذه المشكلة المرعبة تتجاوز كل القوانين الوضعية و كل المبادئ الانسانية لأنها تتعلق بوضع مأسوى و هذه المشكلة تثير التساؤلات حول دور علماء المسلمين و كل الذين تخاذلوا فى كشف مبتغى الجماعات الارهابية و ارتدادات الفكر الوهابى التكفيرى الذى أساء كثيرا للإسلام و للمسلمين و لكل المصالح العربية ، الشيوخ الذين دعوا لجهاد النكاح معروفون بالاسم و اهل الاعلام و الثقافة و السياسة الصامتون على هذه الجرائم معروفون بالاسم و وزارات الداخلية فى كل البلدان العربية تعرف كل البغايا الذين مارسوا الجنس بلا مقابل و تحت شرعية الغاب و شرعية البؤس التكفيرى الوهابى لكنها ترفض التعليق ، نحن نعيش عصر الزنا الحلال و الخطيئة الحلال البلال بعلم كل الدول و الانظمة العربية و لكن الجميع لا ينظر الى تبعات الخطيئة الحلال و لا الى ما سيحدث بعد ممارسة زنا تبادل الزوجات ، ربما يخرج علينا البعض منددين شاهرين سيوف النفاق مطالبين بمحاسبة كل الذين ارسلوا هؤلاء النساء الى بؤر الارهاب و التمثيل بجثث المسلمين تحت يافطة الجهاد المقدس و لكن ماذا سيتغير و قد حصل ما فى الصدور .

تقول بعض الاحصائيات الخجولة ان هناك فى العراق فقط ما يزيد عن 1500 امرأة و طفل اجانب يشتبه فى أنهم من فضلات جهاد النكاح ، هذا العدد يجب ضربه فى ثلاثة مرات لمعرفة عدد النساء و الاطفال العرب الذين تركوا لمصيرهم الاسود بمجرد هروب القتلة الارهابيين من مناطق العراق ، فى الحقيقة الاعداد أكثر بكثير من الاعداد التى توصل اليها الباحثون فى هذا الميدان و المشكلة متفرعة و عميقة و ذات ابعاد انسانية و صحية و اخلاقية متنوعة ، هناك مشكلة تطرح و هى مصير هؤلاء النساء عند عودتهن الى بلدانهن خاصة فى ظل بعض القوانين الصارمة المتعلقة بمكافحة الارهاب و فى ظل بعض العادات القبلية المتميزة بروح الانتقام و غسل العار لكن مع هذا تبقى المشكلة الاهم و هو مصير ابناء السفاح فى ظل انعدام الوثائق الثبوتية و فى ظل تنكر الفاعلين الاصليين لجرائمهم ، ربما يجب على الانظمة العربية اليوم التى تتحمل تبعات سياساتها الاقتصادية الفاشلة طيلة سنوات ان تحاول انقاذ ما يمكن انقاذه و تتحمل مسؤوليتها فى البحث عن الحلول الواقعية الممكنة لمعالجة هذه الكارثة بدل التلويح مجددا بالحل الامنى لا غير .