مع استمرار التظاهرات السلمية في إيران و دخولها في مراحل لا بأس بها خاصة و أنها أفرزت للمجتمع الدولي الكثير من الحقائق التي كان نظام ولاية الفقيه يحاول جهد الإمكان تغيبها عن أنظار الرأي العام حتى لا يقع تحت طائلة المسائلة و العدالة و القانونية الأممية و في طليعتها السياسة القائمة على تكميم الأفواه و مصادرة الحريات و مناهضة الفكر المعتدل و قمع كافة وسائل التعبير عن الرأي كلها جرائم عرفية رفضتها الإنسانية و القوانين الدولية جملة و تفصيلاً و لعل الأحداث الأخيرة التي شهدتها طهران وما رافقها من عمليات قمعية تعسفية بحق المتظاهرين و المنددين بعقم إدارة حكومة الملالي ، وما ارتكبته من جرائم بشعة بحق شعبها ناهيك عن تصدر إيران في كثرة الإعدامات و التغيب القسري في سجونها السرية سلسلة التقارير للمؤسسات و المعاهد العالمية و المنظمات الإنسانية و حقوق الإنسان و التي تتقصى الحقائق بالأدلة و البراهين التي لا تقبل الشك فكم هي الأنفس البريئة التي طالتها يد القمع و سياط التعذيب بأبشع الوسائل الحديثة التي تستخدمها أجهزة البطش و التنكيل بحق الأبرياء و المستضعفين على مرأى و مسمع هذه الحكومة الجائرة و مرشدها الأعلى عنوان الاستبداد العالمي و الاستكبار الحديث حتى باتت إيران بفضل تلك العمائم تلعب دور شرطي الخليج الجديد بعد أن كانت أمريكا تلعب هذا الدور ، مقدمات لا يمكن تغافلها أو تجاهلها حقائقها فهذا الشعب قد خرج بمظاهرات عارمة ترفض الركون لحكم نظام الملالي و تطالب بالعدل و المساواة بين شرائحه المختلفة و إعادة ترتيب أوراق البيت الإيراني بما يخدم مصالحه و ينتشل البلاد من الأوضاع المزرية التي تعيشها في ظل هذه الحكومة المستبدة ، حتى طفح الكيل فيها فأخذت تستصرخ الضمائر العربية الحية و تدعو المجتمع الدولي إلى وقفة جادة تبث الروح و تعطي الأمل في المتظاهرين حتى يستمروا بالضغط على حكومة الظلم و الطغيان و يناولوا مرادهم و يحققوا أحلامهم و التي هي بمثابة الامتداد الطبيعي لحلم و أمل شعوب الشرق الأوسط برمتها و التي هي الأخرى لم تكن بمأمن من لدغات هذه الأفعى الشمطاء فنالت نصيباً ليس بالقليل من سياسة القمع و السطوة و سلب الحريات وخير مثال على ذلك إعدام الشاعر العراقي احمد النعيمي الذي طالته يد الإرهاب و الإعدامات و هتك الحريات بسبب قصيدته الأخيرة و التي تعرض على إثرها لحكم الإعدام في ايران و ليس في العراق حيث كشف فيها عن الوجه الحقيقي للملالي و عملائهم السياسيين و المتمرجعين الفاسدين المفسدين في العراق فاعدم على إثرها و بحكم عرفي و بقرار قاضي إيراني في مشهد إجرامي يدلل على مدى تغلل مليشيات الملالي في العراق و غيره من دول المنطقة ، فيا أيتها الشعوب العربية و قادتها و حكامها و سلاطينها أما آن الأوان لتقولوا كلمتكم و تمدوا يد العون و الدعم اللوجستي للشعب الإيراني الثائر و المنتفض بوجه أعتى دكتاتورية و أبشع حكومة قمعية شهدتها المنطقة ، فما الضير لو توحدت كلمتكم على نصرة المتظاهرين و الرافضين لسياسة القمع و التعذيب و الإرهاب و الإعدامات و الفساد والإفساد ، فالغول الملالي بدأ يترنح و يعد أيامه الأخيرة حتى باتت سياسته تنحسر شيئاً فشيئا و تنذر بقرب زواله فصمتكم يا أيها العرب ليس بحله و لا بزمان أوانه .