بعد ان تيقن خامنئي ان العالم كله اكتشف اكاذيبه حول انهاء الانتفاضة الشعبية الايرانية وان جرائم القتل التي ارتكبها ضد المنتفضين واعدام اكثر من خمسين معتقلا من المنتفضين تحت التعذيب وارتفاع عدد المعتقلين منهم الى ما يزيد على 8000 معتقل ذهب الى اتهام عدد من الدول بالتامر على ايران وهدد بالانتقام منها وكلنا نعرف ان وسيلة العاجز التهديد ،ففي سلسلة من المنشورات الغاضبة عبر موقعه الرسمي على الانترنت ، وصف المرشد الاعلى الايرانى آية الله علي خامنئي يوم الثلاثاء 9 يناير, الرئيس الامريكي دونالد ترامب “بالمريض النفسي” وأعتبر ان الولايات المتحدة الامريكية هي المسؤولة الرئيسية عن تحريض الجماهير للاحتجاج واقامة المظاهرات التي تشهدها ايران في الاسابيع الاخيرة.
وبين “خامنئي” في تصريح نشر في صحيفة النيويروك تايمز بتاريخ الثلاثاء 9 يناير 2018 انه لو كانت الحكومة الإيرانية تخشى من السلطة الأمريكية, اذاُ فكيف طردنا النفوذ الامريكي من إيران في أواخر السبعينيات ومن المنطقة باسرها في2010؟ وتلك لعمري ذريعة بائسة فقد تجرع خامنئي قسرا كاس السم النووي ليتخلص من العقوبات الاميركية والدولية .
وقد اعترف “خامنئي” بان الاحتجاجات واصوات شعارات المتظاهرين ضده شديدة وقاسية، وتوعد الولايات المتحدة بالانتقام, واضاف ” بانهم اضرونا خلال هذه الايام ولكن سيكون هنالك رد على ذلك, وهو طبعا لا يعرف الرد ولم يشر اليه وابقاه غامضا لسبب بسيط انه لارد لديه لكنه يريد ان يقنع الايرانيين انه ما زال قويا ومهابا وعليهم طاعته واضاف خامنئي – هذا الرجل الذي يتراس البيت الابيض والذي يبدو بانه غير متزن للغاية – يجب ان يدرك ان هذه السلسلة المتطرفة وتاثرها الذهني لن يترك دون رد”.
ويذكر بان الاحتجاجات قد اجتاحت اكثر من 80 مدينة في جميع انحاء البلاد, ما يحمل مخاوف اقتصادية ستؤثر حتما على عموم البلاد حيث تحولت الانتقادات الى نطاق اوسع شمل المؤسسة الدينية الايرانية, ومن جهة اخرى اعلن المسؤول في البرلمان الايراني محمود صادقي يوم الثلاثاء 9 يناير اعتقال حوالي 3700 شخص الى الان بينما قالت الابار الواردة من ايران ان العدد تجاوز ال 8000.
ويبدو أن الانتفاضة التي فشلت في اجهاضها بعد القمع وفرض قيود صارمة على وسائل التواصل الاجتماعي باتت تشكل هاجسا مرعبا لخامنئي ونظامه وازلامه ،حتى صار مشتتا في توزيع الاتهامات بالتامر هنا وهناك فمن ترامب واميركا واسرائيل والسعودية ومجاهدي خلق الى عائلة صدام حسين ما اثار السخرية ،
فلانتفاضة التي ادعى ازلام خامنئي انها ماتت وقال روحاني انها ستهدأ بعد يومين ما لبثت ان تجددت من جديد في العديد من المدن الايرانية فقد اندلعت فى مدينة الاهواز ليلة الاثنين، وفقا لما ذكره احد السكان فى مقابلة هاتفية مع اشتباك المتظاهرين وقوات الامن داخل المدينة.
وطلب المقيم عدم الكشف عن هويته خوفا من الانتقام , الانتفاضة بدات تتوسع الى نطاق اوسع بعد حملة القمع وفرض القيود الصارمة على وسائل التواصل الاجتماعي , حيث اندلعت الاحتجاجات فى مدينة الاهواز ليلة الاثنين، وفقا لما ذكره احد السكان فى مكالمة هاتفية بحدوث اشتباك بين المتظاهرين وقوات الامن الداخلي في المدينة, وفي مدينة اراك اندلعت احتجاجات عديدة.
ويذكر بان الممثلة الايرانية ذات الشعبية الكبيرة ، مهناز أفشار، كتبت وعبرت عبر موقعها الرسمي ، قائلة إن الموت غير مقبول. “ليس هناك مبرر مقبول لوفاة شاب يبلغ من العمر 23 عاما، وطالبت بالحجر الصحي لسجن إيفين.
وعلى وفق تطورات الموقف الداخلي في ايران والموقف الولي صار خامنئي ونظامه يتوقعان اسوأ الاجراءات وبخاصة من واشنطن وتحديدا في ما يتعلق بالاتفاق النووي ،وهذه الايام تتجه الأنظار إلى واشنطن حيث سيعلن الرئيس دونالد ترامب الأسبوع المقبل موقف بلاده فيما يتعلق بالتزام إيران بالإتفاق النووي وبناء عليه التزام الولايات المتحدة به أو الخروج منه.
وقبيل هذا الموعد يسود الحذر الأسواق المالية الإيرانية وهناك حالة من التشائل (التفاؤل – التشاؤم) عند الناشطين الاقتصاديين في إيران حول موقف الرئيس الأبيض المفاجئ الذي يرى بأن الاتفاق النووي هو أسوأ الاتفاقات التي يعرفها حيث أنه أتاح ويتيح لإيران فرصة لإستعادة قوتها العسكرية ودعم حلفائها في المنطقة.
وليس هذا هو السبب الوحيد لإمتعاض ترامب من الاتفاق النووي بل الأسوء هو أن الاتفاق النووي يمثل إنجازًا لإدارة اوباما وهذا هو السر الرئيس في معارضة ترامب هذا الاتفاق، وبعد اخفاقه في تمزيق الاتفاق النووي والخروج منه بذل ترامب جهدًا مستميتًا لاستبدال اتفاق جديد به ولما رأى ان حلفاءه الأوروبيون وخاصة المشاركون منهم في صنع الاتفاق النووي ليسوا مستعدين للمفاوضة مع إيران لعقد اتفاق جديد أو بالأحرى هم يائسون من قبول إيران بتغيير الاتفاق النووي بعد إبرامه أمميًا عاد الرئيس ترامب الى مشروع التعديل في الإتفاق عله يتمكن من ترك بصمته عليه ليثبت بأنه هو صاحب القرار وليس ملزما بتنفيذ ما وقع عليه سلفه الأسود الرئيس أوباما.
وخلال الشهور التي مضت أظهر ترامب بأنه لن يرضى بالإتفاق النووي بصيغته المعترف بها أمميًا واذا لم ينجح في تعديله أو استبداله فإنه يفضل الخروج منه وهذا ما اكد عليه رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو يوم أمس للسفراء الأوروبيين لدى الكيان المحتل محذرًا الدول الأوروبية من عدم انصياعهم لترامب حيث ان من المحتمل خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بحال عدم تعديله.
وفي المقلب الإيراني هناك تحذير من مغبة خرق الإتفاق النووي من قبل الولايات المتحدة، وأكد كمال خرازي وزير خارجية إيران الأسبق والذي يترأس حاليًا المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية على أن “عدم تمديد أمريكا تجميد العقوبات ضد إيران هذا لا يعني إلا خرقها له وخروجها عنه” وفيما يتعلق بالموقف الإيراني حيال خرق الولايات المتحدة الالتزام بالاتفاق النووي قال خرازي إننا” سنرى كيف يواجه الأوروبيون سياسة ترامب حيث إنهم اذا رفضوا الرضوخ للقرار الأميركي سيكون الوضع مختلفًا عما اذا اتبعوا سياستها واعادوا العقوبات”.
وأضاف خرازي بأن “إيران تبقى ملتزمة بالإتفاق النووي طالما تتمتع منه واذا حرمت من الفرص التي أتاحها لها الإتفاق النووي فليس هناك داع لبقائها في الاتفاق”.
وبينما اتخذ خرازي موقفا معتدلا تجاه خرق الولايات المتحدة الالتزام بالاتفاق النووي يؤكد المعاون السياسي لمكتب الرئيس روحاني مجيد تخت روانشي على أن” إيران جاهزة لأسوء الاحتمالات وخططت له وأن الرد الإيراني السريع سوف يفاجئ الولايات المتحدة”.
وأضاف روانشي بأن “من الصعب جدا التنبؤ بقرار ترامب نظرا لأنه رجل المفاجآت وغير قابل للتنبؤ”.
يبدو أن موقف إيران الحقيقي هو ما أعلنه المعاون السياسي للرئيس وليس ما أعرب عنه وزير خارجية إيران الأسبق.
إيران لن تبقى مكتوفة الأيدي تجاه إلغاء الإتفاق النووي من قبل الولايات المتحدة وخلافًا للأوهام الأميركية فإن إيران ليست ضعيفة ولا تعاني من هشاشة الاوضاع الداخلية ولديها أوراق لم تكشف عنها بعد، فما هي تلك الأوراق التي ستثير استغراب الولايات المتحدة؟ لا شك في أن أولى تلك الأوراق إغلاق المنشآت النووية أمام أي تفتيش دولي واستئناف التخصيب بشكل يكسر رقمًا قياسيًا وهو ما سيعرضها الى مزيد من العقوبات والاضرار .
الى ذلك أعلن مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ساتيرفيلد أن “الولايات المتحدة تعتزم محاربة وجود إيران في سوريا، بمساعدة عقوبات شديدة”.
وأشار ساتيرفيلد الى أنه “ستتخلص واشنطن من وجود إيران بسوريا، وسيكون هذا عبر مجموعة من التدابير، وقبل كل شيء العقوبات الشديدة”.
ولفت أمام مجلس الشيوخ الى أن “الولايات المتحدة تعتزم العمل بشأن سوريا من خلال الأمم المتحدة، “مقابل” مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي”.
ولفت الى “اننا عازمون على العمل في كل ما تقوم به الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، من خلال الأمم المتحدة، من خلال شرعية الأمم المتحدة وقرار 2254. هذا مقابل مؤتمر سوتشي”، مؤكدا أنه “لا يمكننا ولن نضفى الشرعية على العملية البديلة التي تقوم بها روسيا”.
وأوضح أن “إعادة إعمار سوريا بعد النزاع تتطلب ما لا يقل عن 200-300 مليار دولار”
، مشيرا إلى أن “بلاده لن تساعد روسيا وإيران والسلطات السورية في إعادة الإعمار من دون “تحول سياسي” في البلاد”.
وأشار ساتيرفيلد الى أن “سوريا بحاجة لإعادة إعمار. وتختلف تقديرات التكلفة، لكن، نقول إنها تتراوح ما بين 200-300 مليار دولار أو أكثر. ونحن نعتقد أن روسيا وإيران والنظام السوري لا يملكون هذه الأموال. لكنهم يريدون استقرارا وشرعية معينة. ونحن سنحتفظ بهذه الأموال حتى نشهد تقدما
وما دامت الانتفاضة الايرانية الشعبية قائمة وتتوسع فان على ايران خامنئي ان تتوقع المزيد من العقوبات والاضرار واتساع الدعم الذي تقدمه اميركا والحكومات الغربية لمنتفضي الشعب الايراني وان عليها ان تكف بترديد عبارة لن تقف ايران مكتوفة الايدي والرد سيفاجيء اعداء الثورة فالجميع يعرف انه لا شيء قي يد ايران وانها في قلب الاعصار داخليا وخارجيا .