27 نوفمبر، 2024 6:43 م
Search
Close this search box.

طقوس الميلاد في العراق: قرع أجراس ورسائل إلكترونية

طقوس الميلاد في العراق: قرع أجراس ورسائل إلكترونية

لن يكون بوسع المسيحيين العراقيين في مدينة الموصل إحياء مراسم أعياد الميلاد مثل أقرانهم في ‏دول العالم داخل الكنائس والأديرة بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة في المدينة وخشية تعرض ‏المسيحيين لأعمال عنف من قبل الجماعات المسلحة التي تنشط في مدينة الموصل . ‏

ويقول المطران لوقا الثاني من دير متى شمالي مدينة الموصل “ستقتصر مراسم الاحتفال هذا العام ‏على قرع الأجراس فجر اليوم 25 من الشهر الجاري وهذا الشيء الوحيد الذي لا نستطيع الاستغناء ‏عنه تضمانا مع جميع الكنائس في العراق والعالم اجمع لنعلم الناس انه اليوم الأول من أعياد ‏المسيحيين والمسيح والتي تعودت عليها جميع شرائح المجتمع”. ‏
ويضيف ” المراسيم الأخرى غيبت في مدينة الموصل بسبب العمليات الإجرامية التي تطال المسيحين ‏قبل كل عيد لهم ومع استقبال عشية أعياد الميلاد وأننا اليوم وحرصا على أبناء طائفتنا المسيحية ‏سنكتفي فقط بدق أجراس الكنائس فجر يوم الثلاثاء”. ‏
ويضم العراق أربع طوائف مسيحية رئيسية هي الكلدان أتباع كنيسة المشرق المتحولين إلى الكاثوليك ‏والسريان الأرثوذكس والسريان الكاثوليك وطائفة اللاتين الكاثوليك والآشوريين أتباع الكنيسة الشرقية، ‏إضافة إلى أعداد قليلة من أتباع كنائس الأرمن والأقباط والبروتستانت. ‏
واختفت طقوس أعياد المسيحيين في مدينة الموصل والتي اعتادت عليها شوارع المدينة بالأعوام ‏الماضية بتزيين الأشجار والنشرات الضوئية بالقرب من الكنائس وأديرة العبادة الموزعة في مدينة ‏الموصل ابتهاجا بأعياد مولد المسيح وتستمر حتى فجر اليوم الأول من بداية أعياد راس السنة ‏الميلادية الجديدة. ‏
واكتفى البعض بتبادل التهاني عبر الهواتف النقالة وشبكات التواصل الاجتماعي، وحملت الرسائل ‏طابعا حزينا ومؤلما بسبب أعمال العنف المستمرة ضد المسيحيين. ‏
وقال القس أبلحد أدور من كنيسة الطاهرة وسط الموصل إن “المدينة تشهد اليوم الاثنين إجراءات ‏أمنية مشددة مع تكثيف حركة الدوريات العسكرية في محيط الكنائس والأديرة و الأحياء التي يقطنها ‏المسيحيون في الموصل “. ‏
وأضاف أن” الإجراءات الأمنية اضطرت الكثير من العوائل المسيحية إلى ترك منازلهم والذهاب إلى ‏منطقة سهل الموصل ذات الغالبية المسيحية من اجل إقامة مراسم أعياد الميلاد بهدوء وامن”. ‏
ويتعرض المسيحيون العراقيون منذ العام 2003 إلى أعمال عنف من قبل الجماعات الأصولية، حيث ‏تم اختطاف وقتل المطران بولس فرج رحو عام 2008، كما أدى الهجوم على كنيسة سيدة النجاة عام ‏‏2010 مقتل وإصابة 125 شخصاً. ‏
وتبنى تنظيم “دولة العراق الإسلامية” التابع للقاعدة الهجوم، مهدداً باستهداف المسيحيين في العراق ‏مؤسسات وأفرادا. ‏
وقال الفريق الركن باسم الطائي قائد العمليات الأمنية في الموصل في تصريح صحفي إن قيادة عمليات ‏الموصل قامت بنشر قوات أمنية إضافية بالأحياء التي يقطنها المسيحيون تزامنا مع أعياد الميلاد. ‏
واعتاد العراقيون من الأديان والمذاهب الأخرى إلى مشاركة المسيحيين في احتفالاتهم بأعياد الميلاد ‏والسنة الجديدة من خلال تقديم الهدايا وشراء الزينة وشجرة الميلاد ودمى بابا نويل، لكن أعمال العنف ‏اضطرتهم إلى أخفاء جزء من هذه المراسم والاقتصار على أحيائها في المنازل من دون الظهور في ‏الأماكن العامة والحدائق والمطاعم . ‏
وقالت ميسون سرسم (طبيبة أسنان) “لقد تسببت أعمال العنف في إخفاء مباهج أعياد الميلاد مما ‏اضطرنا إلى أحيائها بشكل هاديء في المنازل حتى لا نخسر إخواننا وابائنا ورجال الدين وستقتصر ‏الاحتفالات يوم غد على زيارة الأقارب وتبادل التهاني بين الأصدقاء والأقارب”. ‏
وذكرت أن” طقوس الأعياد اختفت ليس في هذا العام فحسب بل منذ أعوام عديدة بسبب التفجيرات ‏التي شهدتها محافظات العراق وتسببت بقتل الأبرياء من سنة وشيعة ومسيحين وكرد وعرب ‏وغيرهم”. ‏
وحتى وقت قريب، كان المسيحيين يشكلون 3 بالمئة من سكان العراق، وبلغ عددهم في الثمانينيات ‏حوالي مليوني نسمة، لكن هذه العدد انخفض كثيرا بسبب هجرة الآلاف إلى الخارج نتيجة أعمال ‏العنف التي تضاعفت بعد الاحتلال الأميركي للبلاد عام 2003.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة