مالذي يجري في ايران ومن هؤلاء العالنين سخطهم . رافضين النظام والحياة التي يعيشونها تحت ضله , الجواب على هذه الاسئلة وبأختصار شديد . هم كل الشعب معبّرين عنه رغم قلّتهم , أخوة وابناء وآباء كل شرائح المجتمع الايراني المدنين والعسكرين حالهم يعني انعكاس لحالة الرفض والقهر والاضطهاد والاستغفال .. نعم الاستغفال لعقول الآخرين والاستهانة بهم وعدم احترامهم وسلب حرياتهم العامة والخاصة على عموم ايران بل يتعداها ذلك للساحة الشيعية الموالية للحركة الخمينية . بعد 40 عام مالذي جناه الفرد والمجتمع الايراني .. لم يجني شيء غير الخراب والدمار
والفقر . وتعميم هذه الشواهد على الآخرين من غير الايرانيين , اعلنوا مايدعونه ثورة ضد الشاه الذي وصفوه بالسيئ فكانوا اسوء منه بآلاف المرات واعلنوا تصديرها واستثمارها في بلدان الجوار والاسلامية ونصرة المظلمومين فكانوا النقيض لما يدّعون . يحاربون الشيطان الاكبر ” اميركا ” وهم يقتدون به ويقلدونهُ ,, مالفرق بين هذا وذاك مستعمرين يأتون من اقاصي العالم للأستعمار والقتل والتخريب واللصوصية مثل ما فعلوه مع بلدان العالم والعراق . وحكام ايران يسلكون نفس طريقهم ويحذون حذوهم في ذلك . الفارق الوحيد أنهم” مسلمون ” يقولون هذا . لكن الحقيقة غير ذلك .. كيف غير ذلك ..؟ لأن الاسلام كدين وكرسالة يحترم الجميع مسلمين وغيرهم يسعى لتطبيق مبدء العادلة بينهم وعزتهم وعدم المساس بحقوقهم واذلالهم . مسلمين مسيحيين يهود وغيرهم . لكن حكام ايران غير ذلك , ما فعلوه بواسطة عملائهم واتباعهم في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها من بلاد المسلمين من قتل وخراب ودمار تحلم به دول الاستعمار اميركا واسرائيل والموالين لهم وتعجزعن فعله . أنجزته ايران وبجدارة عالية ويقولون بأنهم ” مسلمين ” والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده . فضاق ذرعاً بهم شعبهم وبقية مجتمعات العالم . هدر كبير وهائل للموارد المالية والبشرية الايرانية . في العراق فقط من جراء عدوانهم والعدوان الاميركي أريعة ملاين نازح ومهجر داخلياً ومليون ونصف مهجر للخارج واكثر من مليون قتيل وتخريب للبنى التحتية في معظم مناطق العراق جاوزت السبعين في المائة بسببهم وسبب شيطانهم الاكبر” اميركا ” الذين يأتلفون معهُ في الباطن . يدركون تماماً ان حالة الاستقرار والتطورفي الدول المجاورة لهم ليست في صالحهم وعند قولنا ان الدول الاستعمارية مثل الاميركان والفرنسيين والبريطانيين واسرائيل . هي من خلق حركتهم ” الخمينية ” لأنهم يشتركون في موضوع ” الصالح ” لطموحاتهم العدوانية الغير مشروعة .. اذاً نحن على حق فيما ما ندّعيه . الزيف والكذب وعدم العمل بمبدأ ” العدالة ” في داخل مجتمعاتهم ومع الآخرين نتيجته هذه التداعيات . الدولة الاسلامية عند انتشارها السريع المذهل وتفوّقها على بقية الأمم ووصولها لقلب اوربا ولحدود الصين واحتوائها للهند وضمها . لم يكن السيف والرمح واساليب القتال المعتمدة هي العامل الاساس والحاسم في ذلك . الامم التي تعاملت معها دولة الاسلام كانت تمتلك ماهو الأفضل . لكنها كانت تفتقر وعاجزة عن تطبيق ارقى المفاهيم واتخاذها كمنهج وعرف عام وخاص ” العدالة ” المجتمعات التي تتعامل وتتخذ هذه الصفة في مناهجها تكون الاقوى والاسعد والاغنى بين مجتمعات العالم . معظم الدول العربية والاسلامية لا تتعامل مع شعوبها بهذا المفهوم ” العدالة ” فكانت الثورات والانقلابات والرفض الاجتماعي مثل ما حدث ويحدث في معظم هذه الدول . وادارتها تنتظر المتوقع من هذا . مثل مايحدث الآن في ايران وتونس وسيحدث فبي بعض دول المنطقة العربية وغيرها . عند حدوث الثورة في تونس عام 2011 كان المتوقع أن تُغيير الادارة الجديدة ما بعد الثورة الشعبية من اساليبها وتلبي طلبات شعبها المشروعة في الحياة الكريمة والعيش الآمن حسب امكانات الدولة واقتدارها وان تكون صريحة وصادقة في ذلك لكنهم كأدارات سياسية لم يستطيعوا فعل ذلك بل أغرقوا تونس واقتصادها بديون ثقيلة جاوزت حد المعقول مما انعكس ذلك سلباً على حياة المواطن التونسي من ارتفاع حاد وعالي في اسعار السلع والبضائع وتقليص فرص العمل ” وكأنك يابو زيد ماغزيت ” , لكن مصيبتهم لايكترثون متجاهلين مستصغرين شعوبهم مستغلين صبرهم كاتمين مشاعرهم وقهرهم مرغمين . ينتظرون ظهور المهدي والمهدي مل انتضارهم ويوعدوهم بعدالته ولا يعدلون ويعلنون اتّباعهم لعلي بن ابي طالب ولا يعملون بنهجه ولا يسلكون سلوكه ويروّجون ويشيعون وينكرون صفات من ظلم الحسين ويقلدوهم في ظلمهم وصفاتهم . كشعوب ثارت في مصر وتونس وسوريا والعراق وايران وسيكررون ثوراتهم ما لم تستجب هذه الادارات لحقيقة مشاعر شعوبها وتطلعاتهم واحترام مشاعرهم . الثورة الفرنسية كانت شاهد تاريخي قريب . عندما تظاهرالفرنسيّون قالت الملكة مندهشة تسأل ماذا يريدون .. أجابوها بأنهم يبحثون عن الخبز ولا يجدونه .. جوابها .. ليأكلوا الكيك بدل الخبز .. فكانت المقاصل بأنتظار العائلة الملكية حكام فرنسا . وانعاد هذا المشهد في الثورة البلشفية على الحكام القياصرة في روسيا . التطور الحاصل في العالم في اتساع رقعة وحجم المتعلمين ووسائل الاتصال السريعة الطائرة والسائرة والمرئية والمسموعة قربَ العالم ونشر كل مكتوم ومجهول لمن يريد ان يرى ويطّلع . فكانت المقارنة وكان الرفض والقبول . هل تستطيع هذه الادارات على فهم مشاعر وحاجات شعوبها وتتناغم معها وتسعى لإرضائهم . هل تقتنع هذه الادارات بأن ” الانسان يعيش مرة واحدة ” ومن الواجب ان يأخذ حقه من هذه الحياة . وهل يعون ” ماهي الحكمة من أن تربح العالم وتخسر نفسك ” الانظمة الظالمة لشعوبها المستغفلة لعقولهم في كل العالم ومنه ايران معرّضين للثورة وستكون نهاياتهم كارثية أسوة بمن سبقوهم من الظالمين . وَ ما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهُم يَظلِمون ؛ النحل 118 ؛ . و. كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ؛ آل عمران 110 . انها شرط للامم القوية العظيمة و العدل اساس الملك . نعم اساس الملك .. فاليفهم الجميع ومن لا يفهم راحل غير مأسوف عليه . . عبدالقادر ابو عيسى كاتب ومحلل سياسي حر مستقل .