اقتربت الانتخابات النيابية وبدأ شد الأحزمة على البطون من قبل الذين يلهثون للوصول الى قبة البرلمان . وبدأت الكتل السياسية تتناسل ، فنرى كل يوم نائبا يعلن عن تأسيس حزب جديد يتزعمه ويروّج له بشعارات وطنية رنانة مستعينا بذوي الخبرة من بياعي الكلام ومن الذين لايحترمون قلمهم وكلمتهم . شعارات تدعو في ظاهرها الى حب الوطن والوطنية ومحاربة الفساد والفاسدين ونبذ الطائفية والعنف وتشغيل العاطلين ورعاية ذوي الشهداء والارامل والايتام والارتقاء باقتصاد البلد والتعليم والصحة والخدمات … شعارات فارغة سمعناها في الدورات السابقة حتى زكمت أنوفنا . نعم سوف يستقتلون من اجل الوصول الى البرلمان بعد ان عاشوا طيلة السنوات الماضية في العسل .. رواتب خيالية وامتيازات وسيارات فارهة وجاه وسلطة وجيوش تحيط بهم من المنافقين والمنتفعين والمصفقين لهم .. اما الذين لم ينالوا شرف عضوية البرلمان فنراهم قد بدأوا منذ الان من اجل الحملات الانتخابية وكسب اصوات الناس خاصة الفقراء والبسطاء والذين تنطلي عليهم الشعارات الرنانة
وهم يطلقون عليهم الوعود في ان يجعلوا حياتهم عسل في عسل بعد فوزهم ..
اقول وبملء الفم ان الغالبية العظمى من الذين سيرشحون للانتخابات القادمة من اجل اهداف ومكاسب وامتيازات شخصية بعد ان شاهدوا بأمّ اعينهم الذين سبقوهم من النواب وكيف اصبحوا في ليلة وضحاها من اصحاب الجاه والمال والسلطة حتى ان الكثيرين منهم لم يحصلوا على الحد الادنى للاصوات وربما صعدوا بالتزوير وشراء المقاعد من رؤساء الكتل وهذا ماصرح به الكثير من النواب … والسؤال هنا هل اصبح الفوز بعضوية مجلس النواب تجارة رابحة لاتحتاج الى رأس مال ..
ومن اجل قطع الطريق على امثال هؤلاء أتمنى وأتمنى وأتمنى واناشد الشرفاء اصحاب القرار في مجلس النواب ورئاسة الوزراء بالآتي :
الغاء كافة الامتيازات لاعضاء مجلس النواب من رواتب خيالية ومخصصات سكن وسيارات وحمايات ويُعطى النائب راتبا حسب شهادته او نفس راتبه ان كان موظفا يضاف اليه مخصصات بسيطة معقولة .
اما من غير الموظفين فيعطى لهم راتب مجزي
الغاء تقاعد عضو البرلمان بعد انتهاء الدورة الانتخابية ويُعطى مكافئة مجزية
يعود النائب الى وظيفته السابقة ويتقاضى راتبه السابق حسب خدمته وشهادته
والسؤال المهم هنا وهو بيت القصيد :: كم من العراقيين سوف يرشحون لمجلس النواب بعد سريان تلك القرارات الوطنية والموضوعية ؟؟ وهل سنراهم يتقاتلون وينحرون الخراف ويقيمون الولائم ويصرفون الملايين من اجل الدعاية الانتخابية ؟؟؟
لقد تعلمنا من السلف الصالح من الوطنيين ان السياسي هو اول المضحي وآخر المستفيد .. لكن الان السياسة اصبحت تجارة رابحة …. اكرر مناشدتي للشرفاء والوطنيين بأن يجرّبوا ويصدروا قرارات تأريخية وطنية بصدد ماتقدم وسوف نرى ان الذين سوف يرشحون انفسهم هم الشرفاء والوطنيون والذين يريدون لبلدهم ان يتعافى بعد ان سرقه المارقون وعاثوا بخيراته فسادا
السطر الاخير .. انها امنية من قلب مواطن بسيط يتمنى ان يرى الابتسامة والامل على وجوه الجميع .. والمجرَّب لايُجرَّب …