بداية وبالبغدادي الفصيح وقبل أن يذهب ماتبقى من عراقنا الحبيب أدراج الريح، أنوه الى ،أن “الفرعون بالعادة لا يغرق وحده ، أتباعه من المستحمرين يغرقون معه أيضا لسكوتهم طويلا عليه وللرقص بلا إعياء بين يديه، فحاول عزيزي المواطن بأن لا تكون يوما أحدهما !
ذات يوم دخل رجل ريفي الى أحد المقاهي الشعبية في أول زيارة له الى العاصمة بغداد لبعض شأنه وهناك سمع – الجايجي – وهو يصيح بأعلى صوته على صانعه ( لك جيب البيز ) ومن ثم ( لك ودي البيز ) وهكذا دواليك طيلة فترة وجوده في المقهى ” جيب البيز ..ودي البيز ..فوق الميز ..تحت الميز ” وهو يضرب أخماسا بأسداس عن سر هذا البيز الذي لم يسمع به من قبل في طول الريف العراقي وعرضه ، سواء ذلك الريف الذي تم تجريف أراضيه وحرق بساتينه عمدا بفعل العمليات الحربية أو لتحويله الى مجمعات سكنية لحساب الفاسدين وﻷغراض التغيير الديمغرافي ، او ذاك الريف الذي أهلكه الجفاف واﻵفات الزراعية وإرتفاع نسبة الملوحة و التصحر وغياب البرامج الزراعية الناضجة والحزام اﻷخضر إضافة الى تحويل مجاري اﻷنهار للدول المتشاطئة – تركيا وايران – مع العراق لتصب في اراضي المنبع بدلا من المصب وفتح اﻷبواب على الغارب امام المنتج الزراعي المستورد المسرطن والمعامل جينيا والذي ازاح نظيره المحلي ما أرغم الفلاح العراقي على هجر أرضه تجاه المدن ، فسأل أحد اﻷفندية الجالسين بقربه ( كلي يرحم والديك ، هذا البيز شنو سالفته ؟؟) فضحك الافندي حتى كادت سدارته الفيصلية أن تقع عن رأسه : ” عمي البيز هي الخرقة البازة التي تستخدم لمسك طرف القوري الفرفوري الحار الموضوع وسط الفحم تمهيدا لصب الشاي المهيل !!” .
فضرب الريفي كفا بكف وقال” ودي البيز ..جيب البيز ….طلع البيز خركة؟! “.
وﻻ سالفة مكافحة الفساد في العراق ” كافح الفساد ،واجه الفساد ،حارب الفساد،ناضل الفساد ، جاهد الفساد ، كلا كلا للفساد ، ﻻ للافساد “واذا بالفاسدين والمفسدين أقوى من اﻷول ، بل وقد رشح الكثير منهم نفسه وشكل حزبه استعدادا للانتخابات المقبلة ضمن 204 أحزاب اعلنت المفوضية خوضها الانتخابات المقبلة حتى اﻵن وشعارهم كلهم ” كلا كلا للفساد ..نعم نعم لإعمار البلاد !” .
يا أحزاب الـ( بيز بازة ) إن محاربة الفساد تبدأ باﻷقربين والمقربين و- اللوكية والحبربشية – أولا لإثبات حسن النية وصدق الطوية مع مصادرة ماسرقوه وإعادة مانهبوه – على داير مليم – تمهيدا لمحاكمتهم وإلا فإن كل شعاراتكم وخطبكم ومؤتمراتكم عن محاربة الفساد المستشري في كل مكان كـ” بيز بازة ” المقهى مجرد خرق بالية ﻻ أكثر ” .
ومن نتائج الفساد وعدم تطبيق القانون بحق مرتكبيه ومن مآلاته المحزنة ان وصل بنا الحال الى ان يعلمنا السفير الياباني في العراق اﻷدب !!
فبعد إطلاق 100الف رصاصة أعقبت فوز العراق على قطر بخليجي 23 ، ما اسفر عن مقتل طفلة وإصابة العشرات بجروح مختلفة ، ومن ثم إطلاق مايعادلها عقب فوز اسود الرافدين على اليمن بذات البطولة ومقتل طفل وإصابة العشرات بجروح متفاوتة من جرائها ، أضطر السفير الياباني في العراق الى تعليمنا الادب والنزاكة – نعم يعلمنا ذلك ﻷننا أصبحنا مضحكة – وكتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي ، فيس بوك ، قبيل انطلاق مباراة العراق مع الامارات والتي خسرنا فيها لنخرج من البطولة ربما رحمة بالاطفال الرضع والشيوخ الركع والمرضى الهجع ممن يرعبهم صوت الرصاص ويقض مضاجعهم وربما للحيلولة من دون سقوط المزيد من القتلى والجرحى رأفة بنا ، كتب السفير (لا للاطلاقات النارية بعد اللعبة حتى لو للتعبير عن الافراح ﻷن هذا السلوك غير مسؤول وغير مؤدب، وليس من حق احد ان يحول أفراح الاخرين الى أحزان) .
شكرا فوميو إيواي مجددا ، فعلا لقد استفدت من وقائع التأريخ ونقلت لنا صورة تخالف تأريخ اليابان – الدموي – الذي قتل خلاله أسلافك مئات الالوف من شعوب المحيط الهادئ ظلما وعدوانا وبدم بارد وضمير امبريالي حانق ، ولكن قلي بربك أية حرب وحرب وحرب وحرب ستعلمنا نحن العراقيين روعة مكافحة الفساد وتحقيق السلام واقعا لا شعارا بعيدا عن الـ” بيز بازة ” وعن اﻷحزاب التي تعتاش على منح العقول والضمائر إجازة وعلى قتل القتيل ومن ثم تأبينه والنحيب عليه والمشي جماعات خلف الجنازة ؟! اودعناكم اغاتي