حيثما توجد ضحية، لابد من وجود جان
وطالما هناك مظلوم، لا بد من وجود ظالم . .
وهذه قاعدة لا يختلف عليها اثنان، ومنذ نشأة البشرية، فعندما قتل هابيل كان القاتل هو قابيل، وعندما ظلمت ماشطة ال فرعون كان فرعون هو الظالم .
لكن هذا المقياس في بلدي يكاد يكون متوقفا او لنكن اكثر جرأة ونقول انه لا يعمل مطلقاً .
ففي الوقت الذي اخذ الوطن من الشعب بحارا من الدم ليبقى حرا ، لم يتجرأ ان يعطي قطعة ارض لأبنائه ليشعرهم بالأنتماء اليه .
والأكثر من ذلك حتى المتر الذي يدفن فيه الشهيد ، يجب ان يشتريه ذووه من مالهم الخاص .
والمفارقة المضحكة المبكية، ان هذا الوطن كان سخي مع جميع دول الجوار على العكس،تماماً من مسك يده وبخله مع ابنائه ، فجميع دول الجوار اقتضمت منه قضمة، وقطعاً كلاً حسب حجم وقوة اسنانه .
وهنا كان الوطن هو الظالم، والشعب هو المظلوم .
ومن ناحية اخرى، نجد هذا الوطن يخرج ما بداخله من ثروات، ويعطيها للشعب افراد وحكومات، لكن في نفس الوقت تجد هناك جحود لهذه النعمة من افراده ( المواطنين ) فتراهم يلعنوه ويشتموه وينتقصون منه حيثما ذكر اسم العراق .
ولا نقصد هنا الجميع، انما الأعم الأغلب يفعل ذلك
والحقيقة ان المذنب في ذلك هو افراده اشخاص وحكومات .
فالوطن لم يسرق او يخون، انما افراده من يفعلون ذلك .
وهنا كان ابناء الوطن هم الظلمة، والوطن هو المظلوم .
وبين وطن ظالم ومظلوم، وشعب مظلوم وجاحد .
هناك اجيال تفقد هويتها، ووطن يشكو الغربة .