ان الفساد باشكاله المتنوعة فعلا لمرض خطير من امراض العصر الحالي الاجتماعية فهو لايعشعش فقط في سلطات الدولة الثلاث وينخرها وانما تراه يصيب الجهة المتخصصة والمعروفه بتشخيصه وفحضه للشعب وهي الاعلام اثنا ممارساته لفعالياته اليومية.
فعندما تقيم وحدات العلاقات العامة في كيانات القطاعين الخاص والعام فعاليات مختلفة كجزء من مهامها الاساسية تدعوا الاعلاميين بمختلف مسماياتهم الحالية للحضور وربما للمشاركة لغرض نقل الحدث عبر وسائل الاعلام لزيادة تحسين سمعة الكيان صاحب الفعالية و لزيادة تلميع صورته لدى الجمهور الخارجي لتحقيق الغايات المرجوة.
بعد الحضور والمشاركة والتفخيم من طرف المنظمين والحاضرين ودعوات الغداء والعشاء الفاخرة يطوف الاعلامين في مباني الكيان صاحب الدعوة ويقدم الى راس الكيان الذي يقوم بدوره بتكريمهم بافخر الدروع والاوسمة وربما بمكافأت مالية لابأس بها تحت مسميات مختلفة لابعاد الشبهات. وكل هذا يتم من طرف مسؤول العلاقات العامة في الكيان المتخصصى والمجرب في كيفية تطويع الابواق في خدمة الكيان واسكات اصوات الانتقاد وغض الطرف عن سلبيات الكيان والتركيز على الجانب الايجابي
هؤلاء (مسؤولو العلاقات العامة )هم رجال وسيدات متخصصون في كيفية اخراج صورة الكيان للجمهور الخارجي في احلى حلله واسماع الجماهير عن اسمى فضائله وابلاغ القراء بأ نقى محاسن منتجاته والدعوة الى التعامل الايجابي مع هذه المنتجات سواء أ كانت سلع اوخدمات والمحصلة النهائية كسب كبيرة للكيان وترويج الى و اقبال على المنتجات.
مما لاشك فيه ان هناك علاقة صميمة ووثيقة بين ممارسة عمل العلاقات العامة وتسخير وسائل الاعلام بمسمياتها الحالية من اجل خدمة مؤسسات القطاعين العام والخاص والذي يفترض ان تكون هذه العلاقة علاقة مهنية ونزيهة وتخلومن الالتواءات وتاخذ بعين الاعتبار اخلاقيات المجتمعات التي تعمل فيها واعرافها ومعتقداتها.
الا ان توظيف وسائل الاعلام من طرف اية جهة بشكل غير اخلاقي ومبني على الفساد والقيم الخسيسة لشيء مرفوض وبائن وممقوت من قبل الجميع . اي ان العلاقة بين العلاقات العام وسائل الاعلام علاقة مبينة على مصلحة في هذه الحالة وان طرفي هذه “الجريمة ” ان صح التعبير هما وحدة العلاقات العامة في الكيان ووسائل الاعلام المدعوة لهذه الفعاليات وتعد تشويها للطرفين لمخالفتهما كل الاعراف في المجتمعات البشرية الحديثة ولايمكن ادراك ممارستها الا في مجتمعات ينخرها الفساد ويبررها من لا ضمير لهم وتتم وفق شريعة الغاب .
وعند استفسار المراقب او الرجل العادي وطلب التوضيح من الطرفين يأتيك الرد.الجاهز-الباطل من الاعلامي ان هذه الاشياء مجرد هدايا وهبات تعطى لمن يكون موجودا في هذه الفعاليات ولايمكن الاعتذار واحراج الطرف المقابل . وبالمقابل ياتيك الرد ايضا الجاهز- الباطل من مسؤول العلاقات العامة ان هذه امور من واجبات الضيافة العربية ولا دخل لها بالرشوة.
ولكن الحقيقة يسمعها المراقب في الجلسات الخاصة ومجالس الاصدقاءوهي قول الاعلامي ولماذ لا عندما تقدم لك هذه الهبات خذها . انها فرصة ذهبية قد لاتتكرر فلاتضيعها وأجورنا لاتكفي لاقتناءها او امثالها لذلك خذها متناسيا قدسية واجبه اما رجل او سيدة العلاقات العامة فله او لها ذخيرة من المبررات…. من امثال ان الاعلامي اذا لم يمدحك يكون محايد ا على الاقل واذا تعرضت لهجوم اعلامي او انتقاد سيطلب منك ان تكتب الرد موفرا لك السلاح المناسب.
كل هذا يعني ان الفساد والرشوة تحديدا تغري او تخدع طرفي اية ممارسة من الممارسات بتلبيسها اثواب مختلفة وتجعل الطرفين يتناسيان فدسية الواجب.