19 ديسمبر، 2024 6:24 ص

على مر التاريخ كان حب الوطن هو الأساس ، فكم من دولة فقدت الآلاف من أبنائها دفاعا عن الوطن ، وكم من الممالك قامت وتطورت بفعل سواعد رجالها المخلصين الوطنيين الشرفاء . ان الوضع الطبيعي في الحياة ان يكون للانسان وطن ينتمي اليه ويعيش في كنفه بعزة وكرامة ، ويموت ويُدفَن تحت تراب الوطن … فتراب الوطن ليس كتراب الغربة … وسماء الوطن اكثر رحابة من سماء الغربة .. ومياه الوطن هي من أعذب المياه ورحم الله الجواهري الذي قال وهو في بلاد الغربة ( اني وردتُ عيونَ الماءِ صافية …. نبعا فنبعا فما كانت لترويني ) .. الوطن اكبر من مجرد الارض والمساكن بل هو الاهل والاحبة والاخوة والخلان والذكريات والطفولة والجذور .. الوطن هو المكان الذي تسكن اليه النفوس وهو أولى الاماكن بالحب والحنين … هكذا تعلمنا من سلفنا الصالح ….
بعد هذه المقدمة المتواضعة التي لاأمتلك لغة غيرها أقول : لقد تبددت أحلامنا ، كل الاحلام التي كانت تراودنا في ان نعيش في وطن آمن مستقر يسوده العدل والامن والامان وان يأخذ كل ذي حق حقه … تبددت أحلامنا بسبب البعض من السياسيين الطارئين الفاشلين … هؤلاء الطارئون رسموا لنا ( مربعا ) مشؤوما متساوي الأضلاع ، وكل ضلع فيه يمثل (: المحاصصة البغيضة ، الطائفية المقيتة ، الفساد ، الصراع من أجل الكاسب )
وان جذر كل الويلات والمآسي التي حصلت بالبلد هو المحاصصة المقيتة التي جاء بها القرصان الأمريكي .. ورقص لها الطائفيون والانتهازيون الذين ركبوا الموجة ومن خلالها حققوا مآربهم الرخيصة والدنيئة ، وحصل ماحصل من قتل وتهجير وخراب ونهب لثروات البلد من خلال الصفقات والسرقات من قبل حيتان الفساد …ناهيكم عن الآلاف من الأيتام والارامل والعاطلين وتردي الخدمات … ثم الأرهاب الأعمى الذي تناسل وجاءنا بمولود مسخ اتخذ من الدين جسرا ووسيلة لتحقيق دولة الخرافة .. داعش وأخواتها وبنات عمها وبنات خالها … لقد حاولوا تقسيم العراق … خسئوا ومن صفق لهم لان العراق لايقبل القسمة على اثنين بدماء الشهداء الذين عفّروا تراب الوطن بدمائهم الطاهرة وبتضحياتهم الأسطورية التي أصبحت معروفة للاعداء قبل الأصدقاء … بعد كل ماتقدم أقول ان الذي يحز في النفس ان اولئك السياسيين الذين كانوا سببا في كل الويلات يحاولون الان خلع ثيابهم القديمة وابدالها بأخرى جديدة براقة من خلال تسويق انفسهم من جديد وترشيح انفسهم في الأنتخابات القادمة ، وكل واحد منهم اسس له حزبا جديدا بشعارات ( وطنية ) رنانة وبدأت جولاتهم مبكرا مع المنتفعين منهم الى المناطق الفقيرة وهم يطلقون الوعود في ان يجعلوا حياة اولئك الفقراء .. عسل في عسل
… نعم .. لأنهم غارقون في العسل بعد ان امتلكوا السلطة والمال والجاه …
السطر الأخير .. تبا لذلك المربع المشؤوم .. والمجرب لايجرب ….

أحدث المقالات

أحدث المقالات