في محرابك سيدي أبا الحسن تتعثر الكلمات ويتلعثم النطق ويتيه الفكر شاردا يبحث عن مدلولات عظمتك وشخصيتك وعن سر هذا الانشداد والإلهام في نفوس محبيك وعارفيك واتباعك وعن سر هذا الإيحاء الروحي والعقلي في التمسك بمبادئك وسلوكياتك وخطاك .
الم تكن حبيب رسول الله وربيبه الذي احتضنك في حجره وأسبغ عليك من عطفه ومودته وأخصك في دينه ورسالته ,فكنت الأمين والسيف الشجاع الذي استقام الإسلام بقوته وعزيمته , وكنت المرجع والمفزع لكل معضلة مستعصيه ايا كان جنسها ونوعها ,فانت رجل الشدائد والملمات والذائد المنيع عن حياض الاسلام ومنعته وكنت العادل الذي لم يبق له الحق من صديق ,آثرت الدين على الدنيا بعد ان دانت اليك ,فلم تكن عاجزا او متململا ولا وجلا ,لكنك خشيت على دينك من ان يعتريه التمزق والضياع .
فيامن بهرت الدنيا وحارت بك الافهام ما أحوجنا إليك ألآن ودينك الذي نذرت إليه حياتك وقومته بسيفك يحاصر ويوضع في قفص الاتهام بعد إن ضاهى كل حضارات العالم وشرائعه ودخل كل البيوت والاروقه منافسا شريفا فحاز إعجاب الخليقة جمعاء لما يحمله من فكر وعقيدة وتسامح ورحمه ويرفع النفس البشرية ويكرمها إلى المقام والمنزلة التي اخصها الله بها.
فما احرانا لو اقتفينا اثرك روحا وعقيدة ومنهجا وسلوك لما وضعنا الأدعياء والمارقون على الإسلام في هذه المحنة والموقف الحرج الذي نحن عليه , وهم يتسترون وراء الإسلام ودوحته الوارفة السمحاء ,فاساؤا اليه وشوهوا صورته وتعاليمه وأحكامه وتراثه الحضاري الضخم .
واليوم أدعياء نهجك من ساستنا وقادة مسيرتنا يحتفلون و يطبلون ويتغنون وتضج أبواقهم وإعلامهم مستغلين اسمك وهيبتك وعشق اتباعك ومريدك وتعلقهم بك وتوددهم إليك .
وفي الخفاء يتمردوا عليك و يجردوك ويسلبوك وينقضوا على كل خصالك وسجاياك ووصاياك بالحسنى والرقة والرأفة بأبنائك ومحبيك ,فيمتصوا دمائهم ويسرقوا قوت عيشهم ويتلذذوا بامتهان كراماتهم والتلاعب بمشاعرهم وأحاسيسهم .
ولكن أنى لهم إن يقتفوك طبيعة وتطبعا