إيران تستفيد من الأزمة القطرية الخليجية .. مشاركة جزيرة “كيش” في إقامة كأس العالم 2022 !

إيران تستفيد من الأزمة القطرية الخليجية .. مشاركة جزيرة “كيش” في إقامة كأس العالم 2022 !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

شهد الخميس الماضي حدثاً مهماً في تاريخ الكرة الإيرانية، حيث وقع اتحاد الكرة في إيران مع قطر اتفاق تعاون مشترك.

إذ استضاف الشيخ “حمد بن خليفه آل ثاني”، رئيس الاتحاد القطري، نظيره الإيراني “مهدي تاج” و”علي كفاشيان”، نائب رئيس الاتحاد الإيراني. ويحوز الاتفاق بين الجانبين أهمية بالغة لأسباب منها أن القطريون سوف يضعون الإمكانيات الحديثة لأكاديمية “أسباير” لكرة القدم تحت تصرف الفرق الإيرانية، لكن الأهم، بحسب صحيفة (الشرق) الإيرانية، إنما يرتبط باحتمالات مشاركة إيران في إستضافة قطر لمباريات كأس العالم 2022.

وحالياً يخضع الحوار، الذي كان بالأمس مقترحاً إلى النقاش والحوار باعتباره مشروع قائم، وهو تسكين بعض الفرق الكورية المشاركة ببطولة كأس العالم 2022 في جزيرة “كيش” الإيرانية. وقد حضر مراسم توقيع الاتفاق “مهرداد مسعودي”، الخبير الرسمي والعضو الإيراني بالفيفا والمقيم بقطر، وحول إمكانية مشاركة “كيش” في إستضافة فرق كأس العالم، قال: “دعا مسؤولي اتحاد كرة القدم الإيراني الشيخ حمد آل ثاني إلى زيارة كيش وتفقدها مدى إمكانية تسكين بعض المنتخبات المشاركة في كأس العالم بالجزيرة وإقامة معسكرات التدريب. وقد رحب الشيخ حمد بالمقترح جداً وتقرر أن يتوجه إلى الجزيرة في رحلة جوية خاصة نظراً لإنعدام الرحلات الجوية بين الدوحة وكيش، وبمجرد الإستقرار على تاريخ إنطلاق مباريات كأس العالم، سوف يُوضع الاتحاد الإيراني في الصورة”.

في السياق ذاته تقرر زيارة وفد من الخبراء القطريين إلى “كيش” في أقرب فرصة؛ للوقوف على أوضاع الجزيرة والتجهيز لمشاركة إيران في استضافة كأس العالم.

هل تستضيف “كيش” منتخبات كأس العالم ؟

السؤال الرئيس لعشاق كرة القدم يتعلق بما إذا كانت مشاركة جزيرة “كيش” في استضافة كأس العالم 2022، مناورة دعائية من جانب “الاتحاد الإيراني لكرة القدم” أم فعلاً مخطط عملي ؟.. الحقيقة أنه منذ تم إختيار “قطر” لاستضافة كأس العالم 2022، حتى أكد بعض الخبراء أن هذا الحدث سوف يكون فرصة بالنسبة للجمهورية الإيرانية.

وتتركز الأهداف الاقتصادية الإيرانية، أثناء المبارايات، حول المشاركة في الرحلات بالدوحة وجذب السياحة؛ لكن الأهم هو الاستفادة الرياضية من هذا الحدث. ذلك أن قطر دولة صغيرة، وهي وإن كانت متقدمة من حيث الإمكانيات الرياضية، فإنها تعدم القدرة على تسكين 32 فريق مشارك في بطولة كأس العالم.

وأكثر الحلول منطقية لحل هذه المشكلة هو إستغلال إمكانيات دول الجوار. وبالنظر إلى الخلافات السياسية القطرية مع السعودية والإمارات؛ فثمة فرصة ذهبية بالنسبة لإيران. ولعله كان المتصور سابقاً مشاركة “أبوظبي” و”دبي” في استضافة مباريات كأس العالم؛ لكن أضحت جزيرة “كيش” الخيار الأهم والأمثل.

إذ تبعد “كيش” عن الدوحة بـ 282 كيلومتر، وبالتالي فهي أقرب من “أبوظبي” و”دبي”. ومشاركة الفرق في كأس العالم يمثل طفقة مربحة بالنسبة لإيران وقطر. وسوف تستغل إيران هذه الفرصة الذهبية، وتحقق المكاسب من المنظورين الاقتصادي والرياضي، أضف إلى ذلك يحقق الطرف القطري بهذا الحل أهدافه الرياضية والسياسية.

وقد شهدت السنوات الأخيرة إقامة معسكرات للفرق الإيرانية في “كيش”، وحالياً تجري فرق “ݒيكان” و”سݒاهان” تمريناتها على الجزيرة.

تجهيزات لوجيستية وبنى تحتية..

مع هذا ثمة فجوة كبيرة، كما تقول (الشرق) الإيرانية، بين الإمكانيات الرياضية في “كيش” ومتطلبات فريق على مستوى كأس العالم، سواءً في الملاعب، وإمكانيات التحمية، وغيرها. وبالتالي فالجزيرة غير مؤهلة بمثل هذه الإمكانيات لاستضافة منتخبات كأس العالم؛ لكن ما يشغل تفكير رؤساء الاتحادات القطرية والإيرانية لكرة القدم؛ هو إمكانية تأسيس القطريين معسكرات تدريب حديثة على الجزيرة؛ إذ يحتاج هكذا مشروع إلى خمس سنوات على الأقل.

والواقع أنه تقرر تخصيص الأرض اللازمة للقطريين على الجزيرة والبدء في تأسيس معسكرات التدريب على غرار الموجودة في قطر. هذا فضلاً عن تدشين خط طيران مباشر بين “قطر” و”كيش”، وإنشاء وتجهيز الفنادق، وتسهيل رحلات الأجانب إلى “كيش”. وحين يتم تنفيذ ذلك، فقد ترجح بعض المنتخبات الإقامة بالجزيرة نظراً للتكلفة المتواضعة، خاصة أن الرحلة الجوية من “كيش” إلى الدوحة لن تستغرق أكثر من ساعة. وبالتالي قد تكون “كيش الخيار” الأمثل للدول غير الثرية. وقد فكر المسؤولون عن “كيش” قبل عامين في هذا المشروع المهم، وقد وجدوا قبولاً من القطريين نظراً للمشاكل القائمة بين الدوحة وأبوظبي والرياض.

أخيراً فالمشاركة في استضافة كأس العالم يمثل فرصة ذهبية بالنسبة لإيران، ويجب أن يفكر المسؤولون في كيفية استثمار هذا الفرصة رياضياً واقتصادياً واجتماعياً. وإذا تم بالفعل تنفيذ المشروع المذكور سلفاً فسوف يؤدي إلى إنتعاش السياحة الأجنبية في “كيش”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة