جاء في وسائل الاعلام العراقية أن اتحاد الأدباء العراقيين رشح المناضل والشاعر العراقي الرافض المخضرم العريق مظفر النواب لنيل جائزة نوبل ..!
مظفر النواب عازف الوتريات الليلية ، وصاحب قمم قمم ، وجزر الملح ، والصارخ بوجه أنظمة العهر والتخاذل العربي : القدس عروس عروبتكم ، هو أشهر من أن يعرف ، فهو أمير ورائد الشعر الثوري الاحتجاجي ، والقصيدة الشعبية العراقية بلا منازع ، وشاعر المنافي ، وبسطاء الشعب والغلابى والمسحوقين والبؤساء المتمردين على الظلم والقهر والبطش والاضطهاد السلطوي والطبقي ، عاش في سوريا وليبيا والجزائر واوروبا ، لكن أغلب حياته بعد أن هجر وترك العراق، عاشها في سوريا الشام .
مظفر النواب الشاعر الملهم المجيد الثائر على كل المسلمات والواقع العربي ، هو أكبر من كل الجوائز والنياشين والشهادات ، وترشيحه لجائزة نوبل أقل ما يقال عنه انه من باب رفع العتب ، ودعاية ليس الا ، فكل من ينتمي الى اتحاد الأدباء العراقيين يدرك تماماً أن الحصول على الجائزة غير قابل للتحقيق ، وذلك بسبب سياسة القائمين على هذه الجائزة ، والشروط التي يضعونها ، فهي جائزة ” مسيسة ” ، أي أنها سياسية من الدرجة الأولى ، ولذلك من الصعب بل المستحيل أن تكون لشاعر نقي ونظيف وملتزم ومتمرد وغاضب مثل مظفر النواب .
ولذلك فان خير وافضل تكريم لمظفر النواب وهو على فراش المرض ، حيث يعاني الألم والوجع الذاتي والقهر النفسي والمرض وعجز الشيخوخة ، اعادته الى موطنه الاصلي ، عراق الحب والهوى . فالنواب يستحق أن تخصص له جائزة وطنية تقديراً وتكريماً لابداعاته الشعرية الملتزمة الرصينة العميقة والواقعية الثورية ، واعترافاً بدوره في الحياة الثقافية والكفاحية النضالية العراقية والعربية ، وعرفاناً له كشاعر مبدع أصيل ، ومناضل عريق تغنى الناس بقصائده وأشعاره وأهازيجه الشعبية الرافضة الاقتحامية الموجعة والمؤثرة ، ووترياته التي مست صميم الشعب وتناقلها الناس وحفظوها عن ظهر قلب ، ومنعت كتبه واسطواناته في عدد من الأقطار العربية .
وما من شك أن وجود النواب في المنفى بعيداً عن العراق الذي أحب وعشق ، وعن دجلة والفرات ونخيل البصرة وبغداد ، هو وصمة عار كبرى ، وادانة صارخة وفاضحة للنظام السياسي في العراق ، وللمشهد الثقافي العراقي .
طوبى لمظفر النواب شاعراً ساطعا
ومضيئاً وثورياً ، ومبدعاً حقيقياً ، ترك أثراً عميقاً ، وبصمة على الحياة الأدبية العراقية والمشهد الثقافي في الوطن العربي ، والمجد كل المجد لصوته الثوري المدوي ، ولشعره الرافض واللاهب كالنار ، الذي يعري الديكتاتوريات العربية المتسلطة ، التي باعت نفسها بابخس الأثمان في سوق النخاسة الامبريالية الاستعمارية ، وستبقى بشعرك أيها المظفر ، يا عاشق الجماهير الذي يحكي نبضها ، وينطق بلسانها ، ولك العمر المديد العريض لتظل صوتاً صارخاً في البرية .