عندما نجلس لبرهة نستمع لأغنية من اغاني ناظم الغزالي او مائده نزهت من منا لا يتذكر شارع (ابونؤاس) بوقت زهوته او شارع الرشيد او احياء بغداد قديماً (وعندما اقول قديما فهذا لا يعني بوقت الستينيات والسبعينات بل اكتفي بثمانينيات القرن الماضي) او قد نذكر مدرسة قضينا فيها احدى مراحل الدراسة او امسية جميله قضيناها مع اصحاب او اقارب لا نعلم عن حاضرهم شيء ,وقد تصل بنا الذكريات للحظة نجد انفسنا نقهقه ضحكاً على لحظة مرت بنا او لدمعة تغرغر عيوننا لموقفٍ عشناه تمنينا زواله ولكننا نجد انفسنا نتحسر على المه لأنه اهون بكثير من المنا بهذه الايام.
ولكن رغم كل هذه المشاعر المتضاربة فأننا قد حيينا حياة تفاصيلها كثيرة تكفي لسرد احداثها لأطفالنا واحفادنا ,تكفي لمدهم بالنصح والعبر , تكفي لنقول ان لنا اماكن واحداث واشياء ننتمي لها او حتى ….. انتمينا لها في وقت من الأوقات………… ولكن!!!
ولكن لو نظرنا لهذه الاجيال(اجيال الأيباد والأيفون والانترنت) فمن هم؟ وما هو المكان الذي ينتمون له؟ وما هي احداث حياتهم وذكرياتهم؟ ماهي مشاعرهم ؟
هل لهم شارع يحنون اليه؟ هل يعرفون من هو المتنبي وما هو محتوى سوق السراي؟ وغيرها من الامور التي قد يراها البعض انها غير مهمه وان هناك امور اهم تدعو الاهتمام بها,
ولكن ما أساله او قد يسأله الكثير لأي شيء ولأي زمن تنتمي هذه الاجيال فقد ضاعوا بوسط اعاصير (التعصب والانفتاح) و(الحرية و الدكتاتورية)
فهم انفسهم لا يعرفون الى أي جزء من الحياة ينتمون, ينادون باسم الدين الواحد ويجدون من حولهم ما لذ وطاب من المحرمات …فإذا التزموا بصلاتهم ضنهم الناس متشددين, واذا تركوا دينهم قالوا عنهم انهم من اهل الكفر والهوا, حتى بعادتهم وتقاليدهم فقد ضاعوا بين سطور الامس وجداول الغد فقد نسى الناس إن لكل ورقة ملاحظاتها وهذه الاجيال هي اهم الملاحظات التي يجب ان نركز عليها فهي من سينقلنا لمراحلٍ قادمة نجهلها , سيتزوجون وينجبون ,سيربون و يعلمون ,سيبنون مستقبل قادم مبني على المتضادات من الافكار ,,, وربما سيكون اغلبها خاطئ .
ورغم كل هذا فالخطأ ليس خطئهم فقط ,فقد ولِدوا بعصر الجاهلية الجديد ,ليس هنالك من طريق سوي يسيرون فيه ولا من تعاليم ثابتة تربوا عليها(وانا لا اشمل الجميع) ,وحتى فنهم و ثقافتهم اصبحت ضائعة فبعدما كان العاشق يسهر على (ليل البنفسج) يطالع وجه حبيبته في القمر اصبح اليوم يسمع (تفاهاتٍ) غير مفهومه بعد غدره لحبيبته,, وبعدما كان الحبيب يخفي حبه و محبوبته عن الناس خوفاً عليها اصبح الشاب اليوم يتفاخر بخوضه بأعراض الناس بكل وقاحة… وحتى الفتاة فقد تغيرت , ذهب من كان يرافقها دون ملل او كلل…( فقد ذهب (الحياء) بأخلاقها), ذهب الصوت المنخفض بكلامها ذهبت الابتسامة الخجولة فوق وجنتيها وبدلتها بقهقهةٍ مزعجة تتفاخر بها امام الناس ناسية بأنهم سيُعلمون عليها بألف علامةٍ وعلامة…
الخطأ ليس فيهم او منهم فقط ولكن ايضاً بالمتضادات التي جعلت ابائهم ينسون رسم خطوات صحيحة لأولادهم و التهوا عنهم بتوفير قوتهم ومصروفهم ناسين أن النقود لن تُغني من الاخلاق شيء .
فما سيكون تاريخهم ؟ وما ستكون احداث حياتهم وكيف سيكون انتمائهم لوطنهم ؟؟؟ هل سيتخلون او سيتمسكون؟؟؟ إن تخلوا فستكون هناك اسباب كثيرة نعلمها ,وإن تمسكوا فسننحني لهم شكراً واحتراماً فقط لانهم احترموا ارضاً حاولت ان تقدم لهم افضل ما عندها ولكن كان هناك اوغاد يمنعون خيرها عن غيرها….