23 ديسمبر، 2024 9:27 م

الانتخابات اتية ….. ننتخب مَن°

الانتخابات اتية ….. ننتخب مَن°

اليوم وفي ظل الحراك السياسي المفتعل يومياً يقف المواطن العراقي في حيرة من امره اذ كيف يفوض اراداته الحرة ويعتقها قرباناً لانسان يمثله في رسم سياسة الدولة ويدافع عن طموحاته ويسعى لبناء اسس سليمة لعراق المستقبل , حقاً انها كارثة اذ تنعدم مقومات بناء الثقة لا بل الشكوك النفسية التي يحملها المواطن وكادت ان تخلق قناعة مطلقة بعدم جدوى المضي ولولا امتار لاختيار اي شخص او  قائمة لصبر اصبح معاناة والم يعزف به لترسيخ قناعة عدم جدوى الانتخابات – نعم انها الحقيقة التي تجذرت للمواطنين طيلة هذه السنوات بسبب انتهاء فترة التقادم بين المواطن والدولة حيث فشلت الاخيرة (السلطة التنفيذية والتشريعية) في تنفيذ ما يتطلع اليه من اماني واحلام ومقولات واصوات وتصريحات صورت لوحة وردية لوحة نهوض وعدل وحق وقانون وامن وسلام وعدالة تعم ربوع الوطن المواطن كان يحلم بعراق ديمقراطي ابي يرسم صورة وطن قوي حر مستقل اراداته تنبع من اعماقه الوطنية من تاريخه ووثباته وانتفاضاته من تاريخ وتضحيات شهداءه الابرار من مقارعة الطغيان والاستبداد والظلم تلكم هي احلام الشعوب لا بل كل الشعوب المستغلة … ولكن لم يحدث ما كان قد حلمنا به ومنينا نفوسنا اليه , فأي جامع يجمعنا من الجنوب الى الشمال تيارات وصراعات مذهبية وطائفية وقومية واثنية – نعم محاصصة مقيته تفاوت طبقي امتيازات لنخب مقابل بطالة ظاهرة ومقنعة فقر وبؤس تخلف وتراجع في ظل دولة كبيرة بجيشها وشرطتها وعديد مسؤوليها ولجانها الرقابية مع دولة يشل الفساد حركتها ويقمع ملذات العراقيين  , فساد بسبب سوء التخطيط والادارة والعلمية واتباع التقنيات واختيار اسس البناء , مدن متهرئة طرق متعبة نفايات تزكم الانوف تعيش بين اجسامنا التي لا يحرسها سوى الله , الاوبئة والامراض المزمنة كانت غريبة حتى في عشرينيات القرن الماضي.
سرطان – ملاريا – سحايا – كوليرا – شلل – انتحارات بالجملة هذه مبررات العزوف عن الانتخابات – ثقافة عرجاء سياحة غائبة الخطاب الامني والقمعي والتخويف هو السائد الوساطة والمحسوبية تلاحق المواطن ولنا في الاف الخريجين العاطلين عن العمل والمتقاعدون الذين يتقاضون راتباً لا يعادل بدلة برلماني او وزير في ظل خدمة يقضيها لاكثر من ثلاثين عاماً وبرلماني ومسؤول قد يخدم سنة او اقل …. هذه المفارقات تولد سؤال من ننتخب ايها المواطن الابي:-
ان صوتك يعني الشرف والامانة والاخلاق يعني الوطنية ويعني العراق صوتك كاشف الحقيقة موطد ومرسخ لحمة العراق صوتك لسان حق في ظل سلطان جائر صوتك يعني العلم والمعرفة ومواكبة الحياة صوتك لاجل الطفولة لامن شيوخنا لنسائنا لاجيالنا صوتك تطبيق الدستور واقرار قوانين العدل والمساواة والتمدن صوتك يعني الصناعة والزراعة والامن والتعليم صوتك يعني الثقافة والفن والادب صوتك دولة كبيرة محترمة حدود امنة استقلالية تامة وقرار عراقي صوتك الثروة النفطية والاقتصاد الحر المتين ايها المواطن الغيور غداً تنتصب امامك صندايق الاقتراع انظر الى مصلحة العراق فوق كل المصالح فوق كل العلاقات الحزبية والطائفية والقومية وانظر لمن يحمل وصايا العدل والانصاف لمن يعشق ان يخدمك لا ان تخدمه انتخب من لا يغريك بقطعة قماش او عباءة اسلامية او بطانية او كمبيوتر او وليمة (ثريد) اعرف انه يأخذها منك في قودام الايام انتخب من تراه الشرف والعفة والقيم والعراقية لا يغريك خطاب معسول  بالاماني ووصايا التاريخ والامانة الشرعية والحزبية انتخب من ترى ومض عينيه العراق بأكمله انتخب من يعتني بالعراق لا بمصالحه وحماياته … واذا سألت انتخب من فالشرفاء كثر وانت الاقدر على معرفتهم … انتخب من لا يغريك سوى بحب العراق.