كما حدث في السنين الماضية وعلى نفس المنوال في التهيئة الزمانية والمكانية الإستباقية قبل أن يحين موعد الإنتخابات المحلية أو البرلمانية حيث يعمد رؤساء الكتل السياسية على نصب مصائدهم المعتادة لإصطياد نفر ضال من هذه المحافظة في تلك المدينة وهذا القضاء أو تلك الناحية وهذه القرية ولا ضير بإصطياد أبعد شخص من أبعد قصبة مادام في حوزته بطاقة إنتخاب ولديه صوت وبالتأكيد ممن تستهويه المناصب ويسيل لعابه لعظام بقايا موائد ساسة المركز ، وتمنيهم بترشيحهم في قوائمها وإن كانوا ممن لفظتهم قوائم كتل أخرى في إنتخابات سابقة فلا ضير في ذلك في فقه السياسة الإنتهازية والغاية تبرر الوسيلة فيتسارع هؤلاء الإمعات كل منهم على تلميع الصورة القاتمة لرئيس كتلته السياسية والمبادرة للدفاع عنه بشتى الوسائل وإظهاره بالمظهر الملائكي والسيرة الوطنية الناصعة وإلصاق كافة الألقاب النبيلة به وتبرئته من كل المفاسد التي حلت بالبلد وبالتالي يصبح لكل رئيس كتلة سياسية فريق يدافع عنه ، وتصبح المحصلة النهائية أن أغلب أبناء هذه المحافظة بمختلف شرائحهم وطبقاتهم وثقافاتهم الدينية والعلمانية يدافعون عن جميع الكتل السياسية ويبرؤونهم من الفساد براءة الذئب من دم يوسف . حقآ هذه المحافظة التي تشهد لها الأحداث والوقائع بأن لها السبق في تقديم كل شيء منذ أمد بعيد وتجود بكل مالديها إلا أنها تفقد شيء واحد لاتقوى عليه ولاتستطيع التصدي له والإشارة اليه وحقيقة الحال لاتملك الشجاعة والجسارة على الإقدام عليه وتبنيه والدفاع عنه ألا وهو تكوين كيان بصري نقي من شوائب الإنتماء العلني أو السري الى رمز من رموز الطبقة السياسية الفاسدة أو المفسدة أو الجبانة أو المهادنة ، ويأخذ هذا الكيان السياسي دوره الريادي الوطني في تحمل مسؤولية إستحصال حقوق البصرة والدفاع عن مستحقات أهلها وعدم التهاون في نيلها ومحاربة المفسدين فيها ، ولكن !! الشيء الوحيد الذي تتقنه هذه المحافظة التضحية بكل شيء من أجل الآخرين وبعدها تتسابق لتكون أول الصارخين بالويل والثبور على المظلومية التي تعيشها ..