22 نوفمبر، 2024 6:49 م
Search
Close this search box.

بين القدس والكعبة ما بين ترامب والحجاج

بين القدس والكعبة ما بين ترامب والحجاج

يعيدني عزم ترامب على نقل سفارته الى القدس، وهو سينفذ ما عزم عليه، بل انه يعتذر لليهود عن تاخره في اتخاذ هذا القرار، اي اسدال ستار النسيان على اسم القدس المسلم وابراز اسمها اليهودي اورشليم، كما تقول اساطيرهم ، يعيدني هذ الحدث الى الكعبة بيت الله الحرام عندما رميت بالمنجنيق، يقال انها رميت مرتين، مرة في عهد يزيد بن معاوية من قبل الحصين بن نمير، والحصين هذا واحد من قادة يزيد الذين قتلوا الامام الحسين عليه السلام في كربلاء، فهو موغل في عدائه لكل المقدسات الاسلامية، ومرة ثانية في عهد عبد الملك بن مروان من قبل الحجاج بن يوسف الثقفي، وهذا من ابرز الطغاة في التاريخ، ولكن ابن تيمية كعادته في الدفاع عن الامويين واتباعهم يقول وأما ملوك المسلمين من بني أمية وبني العباس ونوابهم فلا ريب أن أحدا منهم لم يقصد إهانة الكعبة، والملفت انه هنا يعترف انهم ملوك وليسوا خلفاء، الا انه يجهد على ان يغطي على مثالب الامويين حيث يقول ابن الزبير هدمها تعظيما لها، لقصد إعادتها وبنائها على الوجه الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها، وكانت النار قد أصابت بعض ستائرها فتفجر بعض الحجارة، ولكننا نساله ما هو مصدر هذه النار، اليس هو المنجنيق الذي كان يتساقط عليها، إذ يقول ابن كثير قال ابن جرير: وفي هذه سنة أربع وستين هدم ابن الزبير الكعبة، وذلك لأن جدارها مال من رمي المنجنيق، فهدم الجدار حتى وصل إلى أساس إبراهيم، بل ان جند بني امية، وهم يرمون الكعبة بالمنجنيق كانوا يغنون
خطارة مثل الفنيق المزبد نرمي بها أعواد هذا المسجد
كيف ترى صنيع أم فروة تأخذهم بين الصفا والمروة
وام فروة تعني المنجنيق، بل يروى ان احدهم، لست متاكدا ان كان الحصين او الحجاج، اراد ان توجه نيران المنجنيق مباشرة الى الكعبة بدلا من من توجيهها الى عموم مكة حيث يحاصر الامويون ابن الزبير واصحابه، فاشار عليه بعض مقربية بان لا يفعل، لانه ان فعل قد تقوم الناس ولا تقعد، فهذه اعظم مقدسات المسلمين، فاستجاب للمشورة ولم يفعل، الا انه ندم فيما بعد على اخذه بتلك المشورة، وقال كلاما مشهورا مفاده، ياليتني رميت الكعبة بالمنجنيق ولم التفت اشارة من حذرني باني ان فعلت قام الناس ولم يقعدوا، لو فعلتها لقام الناس يوما او يومين او اقل من هذا اواكثر ثم قعدوا، وهذ بيت القصيد من كل القصة، او الرباط كما يقول متحدثوا القبائل، فما هو متوقع ان ترامب قد استشار مقربيه من المستشرقين الملمين بتاريخنا الذي كتب في دواوين الملوك، فقال له افعل يا سيادة الرئيس ولا تتردد، لانك ان ترددت قد تبقي في نفسك حسرة الحجاج او الحصين، فهؤلاء العرب سيقومون يوما او يومين ثم يقعدون، فانك ان فعلت قد تسخط بعض العرب ولكنك ترضي كل اليهود، فتربح الرهان وتضمن بقاءك في البيت الابيض، وان لم تفعل ارضيت بعض العرب واسخطت كل اليهود، فتخسر الرهان، ومعه البيت الابيض، لا تراهن على قوم ورد في تراثهم ان سيدهم يزيد رضي الله عنه قتل سيدهم الحسين رضي الله عنه، اما حاضرهم فمحتدم بصراع طائفي يصرخ في القاتل والمقتول الله اكبر، بل ان زعماءهم سيقدرون لك ما فعلت، فهو فرصة ثمينة لهم ليحكموا شعوبهم حقبة جديدة تحت شعار القدس عربية فلتسقط الصهيونية، بعد ان حكموها حقبة مضت تحت شعار فلسطين عربية فلتسقط الصهيونية.

أحدث المقالات