منذ سنوات طويلة والتحقيق في النجف يعاني من قلة الاهتمام الكافي وبعد سنوات من غياب الاهتمام بمثل هذه الأعمال في الوضع الحديد نجد أن الكثير من الأشخاص الذين يمارسون عمل التحقيق في مؤسساتنا ليسوا مؤهلين للقيام بمثل هذا العمل وبالتالي فإن النتائج التي تخرج إلينا يوما بعد آخر تعاني من كثير من الخلل فتارة تجد الدخلاء في العمل يأخذون مكان الاصلاء وأخرى تجد أن الأعمال التي تصدر لا تعرض على الجهات ذات العلاقة
ووصل الأمر أن بعض المؤسسات الدينية تفتح الباب أمام الأشخاص من دون أن توفر لهم الفرصة للقيام بتلك الأعمال بشكل مهني فتجد أحيانا أشخاصا يصنفون على المراجعة والسلامة الفكرية ويراجعون أعمال الآخرين مع أنهم لا يعرفون الفرق بين مايكتب في المقدمة وما يكتب في البحث ووصل الأمر إلى درجة تجد فيها من يكتب اسمه في تحقيق بعض القضايا العلمية يعجز عن كتابة مقدمة من صفحة واحدة بسبب الضعف في الجانب الأدبي
كما أن رجال التحقيق الذين يعملون وفق المنهج الاستقرائي في معرفة الكتب المطبوعة أصبحوا في عالم آخر عن النتاج الجديد في عالم الكتب والمخطوطات
ومما يؤسف له أن البعض منهم أخذ يتعمد حتى إخفاء طبعات بعض الكتب ليدعي أنها غير مطبوعة أو طبعت ولكن بطبعة ليس فيها تحقيق يذكر
ومن هنا يبد بأن الحاجة ماسة لعمل كبير في هذا الجانب لمواكبة الحاجة والتغيرات الحاصلة في عالم التحقيق لأن وسائل الاتصال الحديثة أصبحت تساعد بشكل كبير في معرفة المزيد من معلومات الكتب والمخطوطات
وقد سمعت من بعض الإخوة أن هناك مشاريع في هذا المجال سيبدأ العمل بها في وقت قريب لكن المرجو أن يكون هذا العمل مهنيا ولا يكون استنساخا للأعمال التي سبقت من بعض المؤسسات التي صرفت الملايين على مشاريع أقل ما يمكن أن توصف به أنها غير نافعة …