كل شيء مثير للأستغراب ومستهجن في الدول العربية أو الاجنبية صار امرا طبيعيا ومن صميم الواقع في العراق, فمن الغريب أن تدخل مستشفى وتجد الخراف تتجول فيها في الخارج, لكن الوضع طبيعي جدا في العراق ومن الغريب أن تجد الشوارع في الخارج تذوب بمجرد نزول المطر لكن في العراق الوضع طبيعي جدا بمجرد أن ينزل المطر تختفي الشوارع بقدرة قادر!
كذلك من الطبيعي أن تجد المسؤول يتجول في الشوارع, في أي دولة اخرى لكن في العراق لابد أن يقطع الشوارع بأرتال السيارات والحماية وجيش جرار ليس له أول من اخر ليمر صاحب السيادة ,وليس بغريب أن تجد المزور لشهادة يدعي أنها عليا يحتل مناصب مرموقة بينما حملة الشهادات يبيعون مخضر على أرصفة الشوارع, وتلك طبعا لحكمة لا يعلمها الا الله والراسخون في الكتلة الحزبية وصناع الكتل الكونكريتية!
أزمة حملة الشهادات واحدة من الاف الأزمات التي تعصف بالشعب العراقي, والتي لا توجد لها حلول مثلها مثل ازمة لكهرباء والخدمات وزارة التعليم ترى أن مهمة الوزارة فيما يخص حملة الشهادات وحسب ما صرح به المكتب الاعلامي للوزارة هو ( زيادة المثقفين وليس تعيينهم) فالوزارة ليست معنية بتعيين حملة الشهادات!
في كل دول العالم لشهادة مؤهل للحصول على الوظيفة, ولذلك تسمى مؤهل وظيفي, وليست مؤهل ثقافي ياوزارة التعليم العالي!! هؤلاء المثقفون لم يجدوا حلا لأزماتهم تلك سوى أن يدخلوا الاحزاب مجبرين, أو يفترشوا الارصفة, فهم ليسوا مشمولين بدرجات الحذف والاستحداث, رغم تأكيد ان الوزارة انها تذهب لحملة الشهادات غير المعينين الذين يتجاوز عددهم 3000, أين تذهب تلك الدرجات وكيف يتم توزيعها لا أحد يعرف؟
لماذا تغلق كل المنافذ بوجه الخريجين في العراق؟ لماذا تذهب قوانين التدريس المسائي؟ وقانون 5% وكل تلك القوانين التي تمت المصادقة عليها سدى؟ من يحرك قطع الشطرنج ويصر على أفراغ الشهادة العليا من محتواها؟ من يخطط للقضاء على التعليم يهمش الاوائل وحملة الشهادات وفي نفس الوقت يفسح المجال امام من هم اقل مستوى ليصلوا الى اعلى المراتب ليس لشيء سوى انهم ينتمون لكتل حزبية؟
لماذا لا توجد حلول جذرية لحملة الشهادات رغم ان أعدادهم بسيطة ودرجات الحذف والتدريس المسائي كفيلة بحل ازمتهم تلك؟ لماذا لا تغلق الوزارة أبواب الدراسات العليا ريثما يتم تعيين الخريجين العاطلين من حملة الشهادات؟ لماذا تُخرَج الوزارة مثقفين بجيوب فارغة يعيلون اسرهم من افتراش الارصفة؟ وهل تبقى للشهادة قيمة لمن يبحث عن لقمة العيش؟ من المسؤول عن وصول حال الخريجين من حملة الشهادات الى هذا الوضع؟ وكثير من الاسئلة يعلو ضجيجها بحثا عن اجوبة ليقابلها المسؤولين بصم الاذان!