الواضح في الحملة الانتخابية للرئاسة الأميركية ثبات المصالح الإستراتيجية التي تمثل مصالح كبريات الكارتيلات المالية والصناعية التي تجعل من الولايات المتحدة احد أقوى وأغنى بلدان العالم إن لم تكن الأكثر نفوذا وسيطرة على مقدرات الاقتصاد الدولي .
والأكثر وضوحا ان هذه الانتخابات لن تأت بجديد فيما يتعلق بعالمنا العربي او في حدود إقليم الشرق الأوسط، كون هذه الإستراتيجية الإقليمية لواشنطن محددة في تعريفات نوعية عن محور الشر الإيراني – السوري، وأهمية الحفاظ على امن اسرائيل وضمان تدفق النفط عبر خطوطه لمعروفه بالأسعار التي تراها واشنطن معقولة لها ولشركائها.
وكل ما يحصل اليوم في المساجلات الانتخابية ،ليس إعادة نظر في الاستراتيجيات الكلية، بل في نوع وأسلوب إدارة الدولة ما بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ومرشحيهما، فيما يعتقد -خطأ – الكثير من المتابعين العرب والعراقيين بالطبع ، ان نتائج هذه الانتخابات يمكن أن تأتي بالجديد في المستوى الاستراتيجي ، كون هذا الأمر يخطط له باعتبار البيت الابيض وسيده ليس أكثر من مجلس إدارة لمصالح تلك الكارتيلات الكبرى التي تمويل الدين العام الاميركي الذي ربما يبلغ نهاية العقد الرابع من هذا القرن اكثر من ثلثي الناتج القومي للولايات المتحدة ، فيما تواصل واشنطن تطبيق سياساتها وهي تقود الدولة الأكثر دينا في العالم
هذه المفارقة تتطلب من جميع المثقفين التوقف عن طرح آمالهم العريضة كل 4 سنوات حين تظهر سيناريوهات الدعاية الانتخابية ، في صياغات إعلامية متقنة ، ما زال عالم ما بعد ربيع الثورات العربية يحتاج الى تعلم الكثير منها ، لان الإرادة الشعبية عند الناخب العربي ما زالت تتوقف عند مشاعره القبلية او الدينية ، وربما الاثنية القومية عند بعض الأقليات، فيما ينتخب المواطن الأميركي من يقدم له أفضل الخدمات ويعاقب حزبه في الانتخابات حين يتخلف عن وعوده الانتخابية ، اما في برلماناتنا العربية والعراقية بالأخص ،فان مشاريع الأحزاب ووعودها الانتخابية تتبخر مع اعلان نتائج الانتخابات وهذا الفارق بين شعب أميركا حين ينتخب وشعوب عربية تنتحب !!