18 ديسمبر، 2024 8:58 م

مجلس حسيني – العلاقة بين المسيح والمهدي عليهما السلام

مجلس حسيني – العلاقة بين المسيح والمهدي عليهما السلام

إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ}.. [البقرة : 46]
البشرى اشارَة ، خبر سارّ ومُفرِح لا يعْلَمه المُخْبَر به .. والبشرى عادة هناءةً ومسرَّةً ،زفّ البشرى إلى فلان : ساق إليه خبرًا سارًّا مفرحا .. فقوله تعالى :” إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين”
**** معنى الكلمة : الكلمة عادة لفظة واحدة أو مجموعة ألفاظ دالة على معنى :- الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ حديث { تَعَالَوْا إِلَى كِلْمَةٍ سَوَاءٍ بيننا وبينكم ) المراد :بها التوحيد شهادة أن لا إله إلاّ الله :- ونقول فلان أعطى له الكلمةَ : سمَح له أن يتحدَّث ، وفلان أعطى كلمة أي أعطى عهد شرف .. ونقول الجماعة اجتمعت كلمتُهم على كذا : اتّفقوا ، والكلمة الأخيرة : القرار النهائيّ ، وغالبا ما تكون الانحرافات من الكلمة…يقول تعالى :” مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ” قوله : ( مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ ) يعني من يقول: (اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا) فإذا أطلقناها إلى الله , فتكون ( َكَلِمةُ اللهِ هِيَ العُلْيَا ) فتكون كلماته قرارات إلهية إلزامية يقول تعالى :” كَذِلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا ) .. أي قرار الله كلمته .. فحين تقول الملائكة لمريم ان الله يبشرك بكلمة منه أي قرار اتخذ بحقك من قبل الله ..

المسيح لقب لعيسى ومعناه الصديق ;قال ابن فارس : المسيح العرق ، والمسيح الصديق ، والمسيح الدرهم الأملس لا نقش فيه ; يقال مسحها . … واختلف في المسيح ابن مريم فقيل : لأنه مسح الأرض ، أي ذهب منها فلم يستكن ولا قبر له فيها حسب رأي القران .. ( بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما ) أي منيع الجناب لا يضام من لاذ ببابه ( حكيما ) في جميع ما يقدره ويقضيه من الأمور التي يخلقها وله الحكمة البالغة ، والحجة الدامغة ، والسلطان العظيم ، والأمر القديم .

عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : لما أراد الله أن يرفع عيسى إلى السماء ، خرج على أصحابه – وفي البيت اثنا عشر رجلا من الحواريين خرج عليهم من باب في البيت ، ورأسه يقطر ماء ، فقال : إن منكم يلقى عليه شبهي ، فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي ؟ فقام شاب من أحدثهم سنا ، فقال له : اجلس . ثم أعاد عليهم فقام ذلك الشاب ، فقال : اجلس . ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال : أنا . فقال هو أنت .فألقي عليه شبه عيسى ورفع عيسى من روزنة فتحة في البيت إلى السماء .

قال : وجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشبه فقتلوه ، ثم صلبوه وكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرة ، بعد أن آمن به ، وافترقوا ثلاث فرق ، فقالت طائفة : كان الله فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء . وهؤلاء اليعقوبية ، وقالت فرقة : كان فينا ابن الله ما شاء ، ثم رفعه الله إليه . وهؤلاء النسطورية ، وقالت فرقة : كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء ، ثم رفعه الله إليه . وهؤلاء المسلمون ، فتظاهرت الكافرتان على المسلمة ، فقتلوها ، فلم يزل الإسلام طامسا حتى بعث الله محمد {ص} .. عن وهب بن منبه قال : أتي عيسى وعنده سبعة عشر من الحواريين في بيت وأحاطوا بهم . فلما دخلوا عليه صورهم الله ، عز وجل ، كلهم على صورة عيسى ، فقالوا لهم : سحرتمونا . ليبرزن لنا عيسى أو لنقتلنكم جميعا . فقال عيسى لأصحابه : من يشري نفسه منكم اليوم بالجنة ؟ فقال رجل منهم : أنا . فخرج إليهم وقال : أنا عيسى – وقد صوره الله على صورة عيسى – فأخذوه وقتلوه وصلبوه . فمن ثم شبه لهم ، فظنوا أنهم قد قتلوا عيسى ، وظنت النصارى مثل ذلك أنه عيسى ، ورفع الله عيسى من يومه ذلك . وهذا سياق غريب جدا . قال ابن جرير : وقد روي عن وهب نحو هذا القول ، وهو ما حدثني به المثنى ، حدثنا إسحاق ، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم ، حدثني عبد الصمد بن معقل : أنه سمع وهبا يقول : إن عيسى ابن مريم لما أعلمه الله أنه خارج من الدنيا ، جزع من الموت وشق عليه ، فدعا الحواريين فصنع لهم طعاما ، فقال : احضروني الليلة ، فإن لي إليكم حاجة . فلما اجتمعوا إليه من الليل عشاهم وقام يخدمهم . فلما فرغوا من الطعام أخذ يغسل أيديهم ويوضئهم بيده ، ويمسح أيديهم بثيابه ، فتعاظموا ذلك وتكارهوه ، فقال : ألا من رد علي شيئا الليلة مما أصنع ، فليس مني ولا أنا منه . فأقروه ، حتى إذا فرغ من ذلك قال : أما ما صنعت بكم الليلة ، مما خدمتكم على الطعام ، وغسلت أيديكم بيدي ، فليكن لكم بي أسوة ، فإنكم ترون أني خيركم ، فلا يتعظم بعضكم على بعض ، وليبذل بعضكم نفسه لبعض ، كما بذلت نفسي لكم . وأما حاجتي الليلة التي أستعينكم عليها فتدعون لي الله ، وتجتهدون في الدعاء أن يؤخر أجلي . فلما نصبوا أنفسهم للدعاء ، وأرادوا أن يجتهدوا ، أخذهم النوم حتى لم يستطيعوا دعاء ، فجعل يوقظهم ويقول : سبحان الله ! أما تصبرون لي ليلة واحدة تعينونني فيها ؟ قالوا : والله ما ندري ما لنا . لقد كنا نسمر فنكثر السمر ، وما نطيق الليلة سمرا ، وما نريد دعاء إلا حيل بيننا وبينه . فقال : يذهب بالراعي وتفرق الغنم . وجعل يأتي بكلام نحو هذا ينعي به نفسه . ثم قال : الحق ، ليكفرن بي أحدكم قبل أن يصيح الديك ثلاث مرات ، وليبيعني أحدكم بدراهم يسيرة ، وليأكلن ثمني ، فخرجوا وتفرقوا ، وكانت اليهود تطلبه ، وأخذوا شمعون أحد الحواريين ، وقالوا : هذا من أصحابه . فجحد وقال : ما أنا بصاحبه فتركوه ، ثم أخذه آخرون ، فجحد كذلك . ثم سمع صوت ديك فبكى وأحزنه ، فلما أصبح أتى أحد الحواريين إلى اليهود فقال : ما تجعلون لي إن دللتكم على المسيح ؟ فجعلوا له ثلاثين درهما ، فأخذها ودلهم عليه ، وكان شبه عليهم قبل ذلك ، فأخذوه فاستوثقوا منه ، وربطوه بالحبل ، وجعلوا يقودونه ويقولون ، له : أنت كنت تحيي الموتى ، وتنهر الشيطان ، وتبرئ المجنون ، أفلا تنجي نفسك من هذا الحبل ؟ ويبصقون عليه ، ويلقون عليه الشوك ، حتى أتوا به الخشبة التي أرادوا أن يصلبوه عليها ، فرفعه الله إليه ، وصلبوا ما شبه لهم فمكث سبعا .

ثم إن أمه والمرأة التي كان يداويها عيسى عليه السلام ، فأبرأها الله من الجنون ، جاءتا تبكيان حيث المصلوب ، فجاءهما عيسى فقال : علام تبكيان ؟ فقالتا : عليك . فقال : إني قد رفعني الله إليه ، ولم يصبني إلا خير ، وإن هذا شبه لهم فأمرا الحواريين يلقوني إلى مكان كذا وكذا . فلقوه إلى ذلك المكان أحد عشر . وفقدوا الذي كان باعه ودل عليه اليهود ، فسأل عنه أصحابه فقال : إنه ندم على ما صنع فاختنق ،ولكنه قتل نفسه انتحر فقال : لو تاب لتاب الله عليه . ثم سألهم عن غلام كاد يتبعهم ، يقال له : يحيى ، قال : هو معكم ، فانطلقوا ، فإنه سيصبح كل إنسان يحدث بلغة قومه ، فلينذرهم وليدعهم .

*** سبب تسميته بالمسيح … روي عن ابن عباس أنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برئ ; فكأنه سمي مسيحا لذلك ، وقيل : ان في جسده رائحة طيبة ممسوح بالبركة ،طيب الرائحة ;ويقال انه كان جميلا نسمي فلان له مسحة من الجمال , لأن الجمال مسحه ، أي أصابه وظهر عليه . وهناك قول على ان المسيح ضد المسيخ ; يقال : مسحه الله أي خلقه خلقا حسنا مباركا ، ومسخه أي خلقه خلقا ملعونا قبيحا . وقال ابن الأعرابي :المسيح أصله بالعبرانية مشيحا بالشين فعرب كما عرب موشى بموسى . وأما الدجال فسمي مسيحا لأنه ممسوح إحدى العينين . وقد قيل في الدجال مسيخ …

إن المسيح يقتل المسيخا :.. ورد وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله {ص} ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة الحديث . ووقع في حديث عبد الله بن عمرو ( إلا الكعبة وبيت المقدس ) وقيل :”ومسجد الطور ” وهذا الخبر المذكور في صحيح مسلم اشارة واضحة لنزول عيسى بن مريم {ع} حيث تقول الرواية :. عن فلان وفلا .. عن سمرة بن جندب عن النبي{ص}أنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس وأنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس : فبينا هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه فلا يحل لكافر يجد رائحته إلا مات ،وقيل : إن المسيح اسم لعيسى غير مشتق سماه الله به .

{{ وجيها أي شريفا ذا جاه وقدر }} ومن المقربين عند الله تعالى .. يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله هذه الاية المباركة تُحملّ على انها من العقائد الأصولية من القران .. لان كلمة علم الأصول في بعض معانيها ان الناقل للحديث سمعه تحديدا من الإمام المعصوم .. فيعتبر أصلاَ عقائديا .. ويكلم الناس في المهد “، والمهد هو : مضجع الصبي في رَضَاعته. كيف تكلم وما هو كلامه …؟

*****الكلام: معناه اللفظ الذي ينقل فكر الناطق إلى السامع، وقول الحق: {وَيُكَلِّمُ الناس فِي المهد}، معناه أن المواجه لعيسى(ع) في المهد هم الناس ..(المهد) هو فراش الوليد. ولقد أورد الحق {المهد وَكَهْلاً} رمزية لشئ، وهي أن عيسى ابن مريم من الأغيار، يطرأ عليه مرة أن يكون في المهد، ويطرأ عليه مرة أخرى أن يكون كهلا، وما دام في عالم الأغيار فلا يصح أن يفتتن به أحد ليقول إنه (إله) أو (ابن إله).{{ معنى كلمة الاغيار … هو مصطلح يهودي يطلق على غير اليهودي باعتبار انهم شعب الله المختار .. حتى في وعد بلفور جاء نص من بلفور يقول : على ان العرب غير الأمة اليهودية : ويعني بذلك ان الدولة المقترحة التي ستضم اليهود لا يمكن ان يكون فيها غير يهودي سواء من العرب او غيرهم .. وهذا المصطلح اطلقه اليهود على عيسى , يريدون بذلك انه ليس ابن الله لانه ليس يهودي}.

**** اذن نفهم من {وَيُكَلِّمُ الناس فِي المهد} أي هناك آية ومعجزة التي وهبها له الله وهو طفل في المهد. لأن المسألة تعلقت بعِرض أمه وكرامتها وعفتها وشرفها ، فكان من الواجب أن تأتي آية لتمحو عجب الناس حين يرونها تلد بدون زوج هذا الوليد ..

إن كلام طفل في المهد يعتبرأمرا عجيبا كان لابد أنّه سيكون محل حفظ وتداول بين الناس، ولن يكتفي الناس برواية واقعة كلامه في المهد فقط، بل سيحفظون ما قاله، ويرددون قوله.والكلمة التي قالها عيسى (ع) في المهد لا تفيد من يصف عيسى (ع) بوصف يناقض بشريته؛ لأن الكلمة التي نطق بها أول ما نطق: إني عبد الله، فأخفوا هم هذه المسألة كلها لأن هذه الكلمة تنقض القضية التي يريدون أن يضعوا فيها عيسى {ع} إن الحق يقول: {وَيُكَلِّمُ الناس فِي المهد وَكَهْلاً}. ونحن نعرف أن الكلام في المهد أي وهو طفل ولكن كلمة (كهلا) أي بعد الثلاثين من العمر أي في العقد الرابع. والبعض قد قال: إن الكهولة.. بعد الأربعين من العمر. وهو قد حدثت له في روايتهم حكاية الصلب قبل أن يكون كهلا، فإذا كان قد تكلم في المهد فيبقى أن يتكلم وهو كهل،(( وقالوا إن حادثة الصلب أو عدم الصلب، أو الاختفاء عن حس البشر قد حدثت قبل أن يكون كهلا)) ، إذن فلابد أن يأتي يوم يتكلم فيه عيسى بن مريم عندما يصير كهلا، لان هذا قول القران .. قوله الحق: {وَيُكَلِّمُ الناس فِي المهد وَكَهْلاً} أي انه تكلم في المهد طفلاً ويتكلم كهلا أي ناضج التكوين، وبذلك نعرف أن عيسى بن مريم ان له دورين وواجبين في الحياة الدنيا ..

******الكهولة متى يصل الانسان الى سن الكهولة …؟ الكهولة هي مرحلة النضج والاكتمال، يقابلها الابتداء بمرحلة الضعف والانحدار من العمر،…. يصل الكهل فيها إلى استقلاله الذاتي وتكييف آماله لمظاهر بيته وبيئته ومتطلباتها . ويرى علماء النفس أن مرحلة الكهولة تقع ما بين ((45-65 سنة ))من عمر الإنسان، وهي من الناحية الفيزيولوجية تبدأ بتناقص نمو الإنسان عن مستوى الذروة . فيكون في قمة نضج شخصيته نفسياً واجتماعياً التي بلغها في مرحلة اكتمال الشباب.. يعني انه يحس من خلال جسمه وضعفه الذي طرا عليه .. ومن خلال تطلعاته انه غادر فترة الشباب التي هي من أحب الفترات الإنسان .. وهي من الناحية الزمنية وعاء من السنين تمَّ فيها التحول الفيزيولوجي، وهو أمر قد يختلف فيه الناس باختلاف موقعهم الجغرافي، فقد يتأخر بلوغ الإنسان مرحلة الكهولة في مدينة او أجواء اجتماعية معينة … أو يتقدم تبعاً لاختلاف الوراثة والبيئة والجنس. يرغب الكهول في تأكيد دورهم في حياة مجتمعهم، فهم الذين يوفرون ما يناسب أبناءهم يلائم نموهم وتأهيلهم..

**** يعاني الإنسان في مرحلة الكهولة تغيرات جسدية: بنائية ووظيفية، فتتباطأ أجهزته عن تأدية وظائفها عما كانت عليه حالها في مرحلة سابقة، وقد يكون حظ المرأة في هذا أكثر من الرجل، حيث تتخذ الكهولة عندها طابعاً مميزاً ببلوغها الياس، ويحدث هذا التغير في بلادنا بين سن الخامسة والأربعين والخمسين،…. ويعد هذا تعبيراً عن تجاوزها سنوات الشباب والقدرة على الإنجاب …

ومن ناحية أخرى فإن أعراض الإياس قد تختلف في شدتها ونوعها من سيدة إلى أخرى باختلاف الحالة الصحية العامة وطبيعة تركيب الجسم والمزاج، ولا تظهر هذه الأعراض بترتيب أو نسق واحد عند كل النساء. وبوجه عام فإن الدخول في مرحلة الكهولة يأتي مرفوقاً بتغيرات تظهر تدريجاً، من أبرزها:

– جفاف أنسجة الخلايا وتباطؤها في النمو وفي تأدية وظائفها…. و نقص معدل تمثيل الغذاء وامتصاصه، الأمر الذي يظهر سلباً على قوة البدن. – تباطؤ في سرعة ردود الفعل العصبية- العضلية. – تراجع في قوة الحواس الخمس، وازدياد في حجم القلب مما يؤثر سلباً على قيامه بوظائفه ترافقه زيادة في تصلب الأوعية الدموية. – تأخر التئام الكسور العظمية والجروح، وفي شفاء الإصابات والنقاهة منها. – ضعف في قساوة العظام وزيادة في هشاشتها وتعرضها للكسور، وفي قوة العضلات وقدرتها، وفي تحمل الكهل للآثار الناجمة عن ارتفاع درجة الحرارة وهبوطها والإفراط في تناول الطعام والجفاف واستهلاك الأملاح. … وتتميز لدى الكهل ثلاث بؤر انفعالية هي: المحبة … والغضب والخوف، وتتأثر دوافعها تأثراً عميقاً بالسن التي بلغها وبالثقافة التي نشأ فيها وبالجماعة التي عاش بين ظهرانيها. وللكهل حاجاته النفسية الاجتماعية، فمن تمام التعرف النفسي بالكهول النظر في حاجاتهم، فهي قوى كبيرة في شتى اتجاهاتها، وتختلف عن حاجات من هم أصغر سناً منهم أو أكبر تعقيداً وعمقاً، فهي متعددة ومتنوعة، تتأثر بالظروف والعوامل الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشون فيها، وهي حاجات أفراد في جماعة وثقافة معينة وإن التعرف عليها يكون من الكهول أنفسهم، ….

**** مراحل عمر الانسان**** المرحلة الأولى: (الرضاعة / الحضانة) وتبدأ من الولادة وحتى بداية الـ3 من العمر، وفي هذه المرحلة يعبر الرضيع عن مشاعره المؤلمة بالبكاء.*** المرحلة الثانية: (الطفولة الأولى) وهي تبدأ من سن الـ3 سنين إلى سن 5الـ سنين،ويتعلم فيها الطفل الخطأ والصواب ، ولكنه يستصعب فهم ذلك، مما يجعله على خلاف مع أفراد أسرته. ولتحقيق رغباته واحتياجاته يعبر عن أحاسيسه ومشاعره بالكذب أو البكاء أو العنف العام.

** المرحلة الثالثة: (الطفولة الثانية المتأخرة) وتبدأ من سن الـ6 سنوات إلى سن الـ12 سنة، وتسمى فقهيا فترة التمييز { الطفل المميز } وهي المرحلة الدراسية للطفل ويواجه في هذه المرحل مع أفراد أسرته والآخرين وسبب ذلك هو الأنانية والإلحاح في تحقيق رغباته الخاصة.

*** المرحلة الرابعة: (المراهقة) وهي من الـ12_21 عام، هذه المرحلة أصعب ما يمر بها الإنسان ، بسبب التغير الفسيولوجي الكبير الذي يطرأ على الفكر والفرد، وتولد هذه المرحلة للإنسان حالة من عدم الاستقرار، كما أنه يرى أنه دوماً على حق والآخرين على باطل لأنه يرى أنه بلغ الرجولة أنه مستقل عن ذويه، لذلك فهو دائماً يطالب بالتحرر الأمر الذي يجعله يتصرف بعنف تجاه المواقف.

المرحلة الخامسة: (الرشد أو النضج) وهي من سن 21 _ 30 عام، يكون الشاب فيها قد أنهى مرحلة المراهقة وهنا يبدأ بالتفكير في مستقبله وعمله وحياته الزوجية واستقراره الاجتماعي والنفسي ، فيبدأ بالتكيف مع الحياة، إلا أن مطالب الحياة أحياناً تثقل العبء عليه فيصطدم بالمشكلات والصعوبات العديدة في هذه الحياة.( وهذا التوصيف غير دقيق باعتبار انت سن الرشد 21 سنة .. لان الرشد يعني اكتمال العقل , ولا علاقة له بالعمر , فهناك من يكون عمره 50 سنة وهو غير راشد .. يتكلم بسخف ويستغيب الناس , ولا يمكن ان يكون أنساناً سويا .. فالرشد حالة استقرار العقل بما يرضي العرف ..

المرحلة السادسة:(الشباب والرجولة) وهي من سن 31 _ 40 عام، ويكون الإنسان فيها قد بلغ أشد ما يمكن واستقر فكره على العقلانية والواقعية ويعتبر من تجاربه السابقة ويصمد أمام صراعه مع الحياة إلى أن يدرك النجاح الذي يمكن إدراكه ويطمح إليه.

المرحلة السابعة: (مرحلة الكهولة) وهي من سن 40 _ 60 سنة، يكون الإنسان فيها على مشارف القوة ، فيبدأ في التدقيق بما حققه ونجح به وما أخفق به أيضاً، ، والعائق في هذه المرحلة أن الحيوية والنشاط ليسا في صالحه بسبب كبر عمره ، إضافة إلى تدني العلاقات الاجتماعية والروح المعنوية. المرحلة الثامنة: (مرحلة الشيخوخة المبكرة) وهي من سن 60 _ 70 عام، وفيها يكون الفرد أكثر انعزالية وميلاً للمكوث في المنزل، ولا يخرج إلا للحاجات الضرورية فقط. ويفقد الكثير من الأصدقاء بسبب الوفاة أو انعزالهم مثله، ويعتمد في الكثير من الأحيان على الآخرين لتأدية شؤونه العامة بسبب بداية مرحلة الشيخوخة. المرحلة التاسعة: (مرحلة الشيخوخة) وهي من سن 70 _ 80 عام، وهي المرحلة ما قبل الأخيرة ويكون الشخص ملتزم في المنزل تماماً، وتبدو أعراض وأمراض الشيخوخة ظاهرة عليه، وقد يصاب بأمراض منها فقدان الذاكرة وهو الأكثر إنتشاراً بين كبار السن، وأمراض أخرى جسدية في العمود والمفاصل، والضعف العام في الحواس كالنظر والسمع وانخفاض الصوت عند الكلام وأمراض أخرى تتعلق بالصحة وقد تكون مزمنة أو غير مزمنة ولذلك فهو يعتمد كلياً على أداء حاجاته العامة والخاصة

. المرحلة العاشرة: (أرذل العمر) وتبدأ من سن 80 سنة فما فوق، وهذه المرحلة تغنى عن التعريف؛ لأن الكل يعرف ما تؤول له وهي عودة الإنسان كالطفل تماماً، فهو لا يستطيع أن يحرك ساكناً إلا بمساعدة الآخرين، إلى أن يتوفاه الموت..

**** للإسلام رأي في بعض الفقرات .. كما ذكرنا ان فترة الرشد لا تحدد بعمر معين .. يقول تعالى {وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ۖ} يقول المفسرون تحديد سن الرشد خاضع للعرف .. حين يقولون فلان راشد او لا زال تافها او سخيفا ..

اما الكهولة :+++ التي وردت في الأحاديث عندنا ” الْكُهُولُ: جَمْعُ الْكَهْلِ، وَهُوَ – عَلَى مَا فِي الْقَامُوسِ – مَنْ جَاوَزَ الثَّلَاثِينَ أَوْ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ إِلَى إِحْدَى وَخَمْسِينَ سنة …. ووردت أحاديث مستفيضة ان من يدخل الجنة يرجع عمره عن هذه الفترة .. فيدخل شابا …

وَقِيلَ: مَنْ مَاتَ كَهْلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَدَخَلَ الْجَنَّةَ، لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهَا كَهْلٌ ، بَلْ مَنْ يَدْخُلُهَا ابْنُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ ، وَإِذْ كَانَا سَيِّدَيِ الْكُهُولِ ، فَأَوْلَى أَنْ يَكُونَا سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِهَا “مرقاة المفاتيح” (9/ 3913) .

ويؤيد ذلك ما رواه عبد الله بن أحمد في “زوائد الزهد” عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: ” كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ {ص} فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، فَقَالَ: ( يَا عَلِيُّ، هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَشَبَابِهَا بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ ) .

أما المراد من الفرش فهن النساء , يقال للجارية صارت فراشا أي زوجه , وإذا صارت فراشا رفع قدرها قياسا إلى جارية التي لم تصر فراشا ، الفرش حظايا تقديرية أي تقديرا لها فهي مرفوعة ..

غير ان كلمة الانشاء تعني شدة الجمالية التي تطون فيها المؤمنة الداخلة الجنة .. لانها في احد الاقوال انها اجمل من الحور العين ..ولذلك عرفن بأوصافهن ولباسهن إشارة إلى صونهن وخدرهن ، وقوله تعالى : ( إنا أنشأناهن ) يحتمل أن يكون المراد الحور فيكون المراد الإنشاء الذي هو الابتداء ، ويحتمل أن يكون المراد بنات آدم فيكون الإنشاء بمعنى إحياء الإعادة ، وقوله تعالى: ( أبكارا ) يدل على الثاني ؛ لأن الإنشاء لو كان بمعنى الابتداء لعلم من كونهن أبكارا من غير حاجة إلى بيان ولما كان المراد إحياء بنات آدم قال : ( أبكارا ) أي نجعلهن أبكارا وإن منهن ثيبات ، فإن قيل : فما الفائدة من القول ..

بغير جنسها فربما يتوهم منها سوء عشرة فقال : ( أبكارا ) فلا يوجد فيهن ما يوجد في أبكار الدنيا .

ثانيها : أترابا متماثلات في النظر والعمر .. وكلمة تريبك أي من هو في عمرك .. لذلك تكون المجانسة في اجمل صورها كما وردت في الاية المباركة ..والاتراب وجدن في زمان أو في أزمنة ، والظاهر أنه في أزمنة ؛ لأن المؤمن إذا عمل عملا صالحا خلق له منهن ما شاء الله . وأخيرا الأتراب لأصحاب اليمين ، أي على سنهم ، وفيه إشارة إلى الاتفاق ؛ لأن أحد الزوجين إذا كان أكبر من الآخر فالشاب يعيره . وكلمة ” أنشأتاهن ” يكون معناه أنشأتاهن لأصحاب اليمين .. وورد راي ان أصحاب اليمين هم أصحاب أل بيت محمد {ص} وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين ….

***** الحكمة من نزول نبي الله عيسى(ع) آخر الزمان … يقول احد الكتاب كنت أتناقش مع بعض النصارى في مكان عملي ، فسألني : لماذا لم يمت سيدنا عيسى عليه السلام ؟ ولماذا سوف يظهر في آخر الزمان ، ويكون ذلك من علامات الساعة ؟ فكان جوابه على هذه الاسئلة …

أولا : ثبت أن عيسى {ع} ينزل في آخر الزمان فيقتل المسيح الدجال ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ولا يقبل من أهل الكتاب إلا الإسلام أو السيف ، وقد دلت على هذا مجموعة من النصوص الشرعية . قال الله تعالى 🙁 وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ) الزخرف /61 . قال ابن كثير : ” قوله: ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ ) : أن المراد من ذلك : ما بعث به عيسى{ع} ، من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص ، وغير ذلك من الأسقام ، وفي هذا نظر، عن الحسن البصري وسعيد بن جبير: أن الضمير في ( وَإِنَّهُ ) عائد على القرآن ، بل الصحيح أنه عائد على عيسى{ع} .والمراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة ، كما قال تبارك وتعالى : ( وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ) أي : قبل موت عيسى{ع} ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ) ، ويؤيد هذا المعنى القراءة الأخرى ” وإنه لعَلَم للساعة ” أي : أمارة ودليل على وقوع الساعة ، قال مجاهد : ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ ) أي : آية للساعة خروج عيسى ابن مريم {ع} قبل يوم القيامة . رواه أبو هريرة ، وابن عباس ، وأبي العالية ، وأبي مالك ، وعكرمة ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، وغيرهم . وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله (ص) أنه أخبر بنزول عيسى {ع} قبل يوم القيامة إماما عادلا وحكما مقسطا” تفسير ابن كثير ” ( 7 / 236 ) .

**** ثانيا : يظهر أن في نزول عيسى{ع} آخر الزمان ، من الحكم ، والله أعلم بمراده من ذلك : أن يجعل من أسباب ظهور الإسلام ، الذي هو دين الأنبياء جميعا ، ظهورا كاملا شاملا على هذه الأرض ؛ أن ينزل عيسى ابن مريم ، بعدما اختلف الناس فيه ، وتحزبوا لأجله على أحزاب وطوائف ، ليدل هؤلاء المختلفين على حقيقة أمره ، ويفصل بينهم فيما اختلفوا فيه من شأنه ؛ فينصر المسلمين ، ويقاتل اليهود ، ويقتل زعيمهم المسيح الدجال ، ويلزم النصارى بالإسلام ، ولا يقبل منهم جزية ، ويبطل مقالتهم ، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير.عن أَبي هريرة قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ{ص}:( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا ، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ ، وَيَفِيضَ المَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا . ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : ( وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ، وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ) ) رواه البخاري ( 3448 ) ، ومسلم ( 155 ) .وفي هذا بيان لإبطال ما سوى الإسلام من الأديان ، وعدم إقرار أهلها عليها ، لا بجزية ولا غيره ، وإظهار أحكام الإسلام ، وشريعته التي جاء بها النبي{ص} ، وإقامة الحجة على أهل الكتاب ، في بطلان ما هم عليه .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ” والمعنى : أن الدين يصير واحدا ، فلا يبقى أحد من أهل الذمة يؤدي الجزية” .انتهى من “فتح الباري” (6/568) . وقد تلمس بعض أهل العلم حكما أخرى لذلك ، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : ” قال العلماء : الحكمة في نزول عيسى دون غيره من الأنبياء الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه ، فبين الله تعالى كذبهم وأنه الذي يقتلهم ، أو نزوله لدنو أجله ليدفن في الأرض ، إذ ليس لمخلوق من التراب أن يموت في غيرها ، وقيل إنه دعا الله لما رأى صفة محمد وأمته أن يجعله منهم فاستجاب الله دعاءه وأبقاه حتى ينزل في آخر الزمان مجددا لأمر الإسلام ، فيوافق خروج الدجال ، فيقتله ” انتهى من ” فتح الباري ” ( 6 / 493 ) .

ما علاقة الامام المهدي بالسيد المسيع عليهما السلام :.. نحاول هنا الاجابة على السؤالين معاً, حيث ثبت أن الامام المهدي (عجل الله فرجه) إذا ظهر فسوف يعم العدل والقسط, ولا يعني هذا أن الخلق سوف يكونون معصومين, أو أنهم بأجمعم عدول, بل المقصود أن الامام (ع) يحكم بين الناس بالعدل ويأخذ للمظلوم من الظالم وهكذا. كما ورد في الروايات أن الائمة لا يموتون حتف أنفهم, فهم أما مقتول أو مسموم, ثم تكون الرجعة التي هي على إجمالها من عقائد الشيعة دون النظر إلى التفاصيل. أما كيفية نهاية العالم فقد قال تعالى: (( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب )) (الانبياء:104), وهنالك آيات كثيرة توضح النفخ في الصور وانتهاء العالم……

**** هل الامام المنتظر عجل الله له الفرج يموت مقتول او مسموم ؟ واذا كان ذلك فمن يرتكب تلك الفعلة ؟ ومن يدفن الامام المنتظر عجل الله له الفرج ؟ الجواب :…. اشتهر بين علماء الشيعة ومحدثيهم كلام رسول الله (ص) حيث قال: (إن هذا الامر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد علي وفاطمة, ما منّا الا مسموم أو مقتول) (بحار الانوار ج27 والإمام المهدي (ع) هو أحد أئمة أهل البيت (ع) وخاتمهم, فيشمله هذا الحديث, فانه يترك الحياة الدنيا بسبب القتل أو السم. أما القتل، فلم نجد في المصادر الموجودة ـ عندنا ـ شيئا يدل على ذلك سوى ما ذكره اليزدي في كتابه (الزام الناصب ص190/ من الطبعة الاولى) بدون ذكر المصدر, قال: (… وممّا ينفي اعتقاده: رجعة محمد وأهل بيته… ـ الى ان يقول ـ فاذا تمت السبعون سنة, أتى الحجة الموت فتقتله امرأة من بني تميم ـ اسمها سعيدة, ولها لحية كلحية الرجال, بجاون صخر من فوق سطح , وهو متجاوز في الطريق, فإذا مات تولّى تجهيزه الحسين{ع} وما ذكرنا هنا ملتقط من روايات الأئمة الأطهار…).

أما السم، فلم نجد في الأحاديث تصريحاً بدس السم إلى الامام المهدي (ع). وحول دفنه (عج), فالامام الحسين (ع) يدفن الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، حيث سئل الامام الصادق (ع) عن الرجعة… أحقٌ هي؟ فقال: نعم. فسئل من أول من يخرج؟ قال (ع): الحسين يخرج على أثر القائم. (منتخب الانوار المضيئة للفقيه السيد علي بن عبد الكريم النيلي ـ من علماء القرن التاسع الهجري, بحار الانوار ج53

قال الامام الصادق (عليه السلام): (… ويقبل الحسين عليه السلام فيدفع اليه القائم (ع) الخاتم (لعل المقصود من الخاتم هنا : هو خاتم النبي سليمان, باعتبار من مواريث الانبياء), فيكون الحسين هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه, ويواريه في حفرته (بحار الانوار ج53, ص103)).

قال الامام الصادق (ع) ـ في تأويل قوله تعالى: (( ثمَّ رَدَدنَا لَكم الكَرَّةَ عَلَيهم )) (الاسراء:6): (… خروج الحسين في سبعين من أصحابه, عليهم البيض المذهبّة… يؤدون الى الناس: إنّ هذا الحسين قد خرج حتى لا يشك المؤمنون فيه… والحجة القائم بين أظهرهم, فاذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين أنه الحسين, جاء الحجة الموت, فيكون الذي يغسله ويكفنه ويحنطه ويلحده في حفرته: الحسين بن علي, ولا يلي أمر الوصي إلاّ الوصي)

****** نزول المسيح عليه السلام من السماء :… أجمع المسلمون على أن روح الله عيسى المسيح على نبينا وآله وعليه السلام ينزل من السماء إلى الأرض في آخر الزمان ، وبذلك فسر أكثر المفسرين قوله تعالى : وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً. ( النساء : ١٥٩ ) ، وقد نقله صاحب مجمع البيان عن ابن عباس وأبي مالك وقتادة وابن زيد والبلخي ، وقال : اختاره الطبري.

وروى تفسيرها بذلك في البحار : ١٤/٥٣۰ ، عن الإمام الباقر عليه السلام قال : ( ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا ، فلايبقى أهله ملة يهودي ولا نصراني إلا آمن به قبل موته ويصلي خلف المهدي ).

وأحاديث نزوله في مصادر الفريقين كثيرة منها الحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( كيف بكم ( أنتم ) إذا نزل عيسى بن مريم فيكم وإمامكم منكم ). ( البحار : ٥٢/٣٨٣ ورواه البخاري : ٢/٢٥٦ ، وروى غيره في باب : ( نزول عيسى عليه السلام ).

وأورد ابن حماد في مخطوطته نحو ثلاثين حديثاً تحت عنوان : ( نزول عيسى بن مريم (ص) وسيرته ) وتحت عنوان : ( قدر بقاء عيسى بن مريم عليه السلام بعد نزوله ). منها ،الحديث المروي في الصحاح وفي البحار عن النبي{ص}قال : ( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً وإماماً مقسطاً ، ويكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزيرة ، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ) ..

وفيها : ( إن الأنبياء إخوة لعلات ، دينهم واحد وأمهاتهم شتى. أولاهم بي عيسى بن مريم ، ليس بيني وبينه رسول ، وإنه لنازل فيكم فاعرفوه ، رجل مربوع الخلق ، إلى البياض والحمرة. يقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية. ولايقبل غير الإسلام ، وتكون الدعوة واحدة لله رب العالمين ).

وقد ورد في عدد من روايات ابن حماد نزوله عليه السلام في القدس ، وفي بعضها عند القنطرة البيضاء على باب دمشق ، وفي بعضها عند المنارة التي عند باب دمشق الشرقي. وفي بعضها باب لد بفلسطين.

كما أورد في بعضها أنه يصلي خلف المهدي عليهما السلام ، وأنه يحج إلى بيت الله الحرام كل عام ، وأن المسلمين يقاتلون معه اليهود والروم والدجال. وأنه يبقى في الأرض أربعين سنة ، ثم يتوفاه الله تعالى ويدفنه المسلمون. وورد في رواية عن أهل البيت عليهم السلام أن الإمام المهدي عليه السلام يقيم مراسم دفنه على أعين الناس ، حتى لا يقول فيه النصارى ما قالوه ، وأنه يكفنه بثوب من نسج أمه الصديقة مريم عليها السلام ويدفنه في القدس في قبرها.

والمرجح عندي في أمر نزوله عليه السلام أن قوله تعالى : وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً. ( النساء : ١٥٩ ) يدل على أن الشعوب المسيحية واليهود جميعاً يؤمنون به ، وأن الحكمة من رفعة إلى السماء وتمديد عمره أن الله تعالى ادخره ليؤدي دوره العظيم في هداية أتباعه وعباده ، في مرحلة حساسة من التاريخ يظهر فيها المهدي عليه السلام ويكون النصارى أكبر قوة في العالم ، ويكونون أكبر عائق أمام وصول نور الإسلام إلى شعوبهم العالم ، وإقامة دولته وحضارته الإلهية. فيكون عمره كهلا ……

لذا فإن من الطبيعي أن تعم العالم المسيحي تظاهرات شعبية ، وفرحة عارمة ، ويعتبرون نزوله لهم في مقابل ظهور المهدي عليهما السلام في المسلمين. ومن الطبيعي أن يزور المسيح عليه السلام بلادهم المختلفة ، ويظهر الله تعالى على يديه الآيات والمعجزات ، ويعمل لهدايتهم إلى الإسلام بالتدريج والنفس الطويل ، وأن تكون أول الثمرات السياسية لنزوله تخفيف حالة العداء في الحكومات الغربية للإسلام والمسلمين وعقد اتفاقية الهدنة بينهم وبين الإمام المهدي عليه السلام التي تذكرها الروايات.

وقد تكون صلاته خلف المهدي عليهما السلام على أثر نقض الغربيين معاهدة الهدنة والصلح مع المهدي عليه السلام وغزوهم المنطقة بجيش جرار كما تذكر الروايات ، فيتخذ المسيح عليه السلام موقفه الصريح إلى جانب المسلمين ، ويأتم بإمامهم. أما كسر الصليب وقتل الخنزير فلا يبعد أن يكون بعد غزو الغربيين للمنطقة وهزيمتهم في معركتهم الكبرى مع المهدي عليه السلام.

كما ينبغي أن ندخل في الحساب التيار الشعبي الغربي المؤيد للمسيح عليه السلام والذي يكون له تأثير ما على الحكومات قبل معركتهم الكبرى مع المهدي ، وتأثير حاسم بعدها.

وأما حركة الدجال ، فالمرجح عندي من أحاديثها أنها تكون بعد مدة غير قصيرة من قيام الدولة العالمية على يد المهدي عليه السلام وعموم الرفاهية لشعوب الأرض ، وتطور العلوم تطوراً هائلاً ، وأنها حركة يهودية إباحية أشبه بحركة الهيپز الغربية الناتجة عن الترف والبطر. غاية الأمر أن حركة الأعور الدجال تكون متطورة ذات أبعاد عقيدية وسياسية واسعة ، حيث يستعمل الدجال وسائل العلوم في ادعاءاته وشعوذاته ، ويتبعه اليهود الذين هم في الحقيقة وراء حركته ، ويستغلون المراهقين والمراهقات ، وتكون فتنته شديدة على المسلمين.

وينبغي التثبت والتحقيق في الروايات التي تذكر أن المسيح عليه السلام هو الذي يقتل الدجال ، لأن ذلك من عقائد المسيحيين المذكورة في أناجيلهم ، ولأن المجمع عليه عند المسلمين أن حاكم الدولة العالمية يكون الإمام المهدي عليه السلام ويكون المسيح عليه السلام معيناً له ومؤيداً. وقد وردت الروايات عن أهل البيت عليهم السلام بأن الذي يقتل الدجال هم المسلمون بقيادة الإمام المهدي عليه السلام.