5 نوفمبر، 2024 6:49 ص
Search
Close this search box.

التدريب … وأهميته في تأمين أحتياجات سوق الطيران العراقي

التدريب … وأهميته في تأمين أحتياجات سوق الطيران العراقي

أن المقياس الحقيقي للنهضة الشاملة لاي بلد هو ” التنمية البشرية ” لما لهــا مــن تأثيــر إيجابــي فــي مواجهــة التحديــات التكنولوجيــة واالاقتصاديــة ، لذلك يجب ان يكون للاكاديميــات والمعاهد المتخصصــة فــي مجــال الطيــران المدنــي الــدور الحيــوي فــي تهيئة وتدريــب وبنــاء القــدرات لكــوادر الطيران في مختلف التخصصات .

لقد أحدثت المتغيــرات العالميــة والاقليميــة تأثيــرات جذريــة فــي مفاهيــم اإلادارة الجديــدة من خلال الاهتمام بالمــوارد البشــرية واعتبارهــا الحجـر األاسـاس الـذي تعتمـد عليـه أي مؤسسـة أو إدارة فـي تحقيـق أهدافهـا , فتطويـر قـدرات الموظــف أو الفنــي أو العامــل مرتبطــة باكتســاب المعـارف الجديـدة التـي تسـاير مسـتجدات العصـر مـن تكنولوجيـا حديثـة وابتـكارات ومناهـج وطـرق عصريـة وأســاليب ناجحــة للتســيير وهــو مــا يؤكــد علــى مزايــا التدريـب والــتأهيل المسـتمر لرفـع مــن وتيــرة العمــل وجودتــه ومردوديتــه .

ان النهــج الذي اتخذتــه منظمــة الطيــران المدنـي الدولـي ICAO لمسـاعدة الـدول المنظوية تحت شعارها، ببناء خريطة مستقبل الطيران المدني في العالم واعتبار التدريـب مـن أهـم آليـات تكويـنها , حيـث حقـق هـذا الجانـب الكثيـر مـن الفوائـد لرفـع كفـاءة المـوارد البشـرية التـي مـن خلالهـا يتحقــق عنصـر التشغيل ومواكبـة التقــدم التكنولوجــي الســريع الــذي يعرفــه مجـال الطيـران المدنـي بعد ثـورة المعلوماتية , ومن ابرز ماتحقق بروز مســتجدات المراقبــة الجويــة عبــر ألاقمــار الصناعيــة والتجهيـزات والكواشـف إلالكترونيـة الخاصـة بأمــن الطيــران والمكونــات التقنيــة الدقيقــة التـي تدخـل فـي صناعـة الطائـرات الحديثـة، وغيرهــا مــن التجهيــزات الخاصــة بالملاحــة الجويــة والاتصــالات والمراقبــة بالاضافــة بالاضافة إلــى تطور بارز في اقتصاديــات النقــل الجــوي وإدارة المطــارات وتحديث قوانيــن الطيــران ومســتجدات البيئــة للحــد مــن انبعاثــات الغــازات.
إن وتيــرة التطويــر والتحديــث فــي مجــال صناعــة الطيــران المدنــي هــي ســريعة بحكــم المنافســة القويــة بيــن الشـركات المصنعـة التـي تدفـع نحـو المزيـد مــن االابتــكارات والمزيــد مــن المنتوجــات الفنيــة ذات الفاعليــة والدقــة والجــودة. والاسـتفادة مـن هـذه التطـورات وإدخالهـا فـي سـوق الطيـران المدنـي ،لذلك أصبــح مــن الضــروري تهيئة المــوارد البشــرية مــن إلادارييــن والفنييــن والمختصيــن الذيــن يعملون علــى تشــغيل التجهيــزات الفنيــة الحديثــة لقطاع الطيران ، ذات الصبغـة التكنولوجيـة الدقيقـة، مما تطلب إعــادة التأهيــل لكافــة المــوارد البشــرية العاملــة فــي شــتى مجــالات هذا القطاع .

يوميــا تطــل علينــا المســتجدات واالاختراعــات واالابتــكارات الفنيــة الجديدة ، وتســايرها كذلــك تطــورات علــى مســتوى التشــغيل وإلاصــلاح والمعالجــة، وهــذا مــا يســتدعي التنبيـه علـى بـذل أقصـى الجهـود للعمـل علـى فتـح المجـال للعامليـن فـي الطيـران المدنـي لإعـادة تأهيلهـم وتكوينهــم، مــن خــلال الاكاديميات والمعاهــد والكليــات المتخصصــة، وتوفيــر المدربيــن الاكفاء في كل تخصص، ووضــع برامــج تدريبيــة ومناهــج متطورة تكــون بمثابــة خريطــة طريق للمسـتقبل , مــع فتــح آلافــاق الواســعة للبحــث العلمــي والتطـــور التكنولوجـــي ,ممـــا يعـــزز الاســـتفادة مـــن البحـــوث وخلاصـــات الدراســـات النظريـــة ونتائـــج الـــدورات التدريبيـة والورشـات المهنيـة.
أن الضـــرورة تقتضـــي مـــن جميـــع مكونــات الطيــران المدنــي في العراق ، ســلطات وشـــركات وفاعليـــن فـــي الميـــدان، العمـــل بـكل جهـد وفاعليـة للاسـتفادة مـن التجـارب العالميـــة الناجحـــة فـــي مجـــال التدريـــب، وألاخـــذ بألاســـاليب والمناهـــج المتبعـــة لـــدى المعاهـــد العالميـــة المعتمـــدة علـــى أســـس علميـــة تتواصـــل مـــع التطـــور التكنولوجـــي بهـــدف إنتـــاج الجـــودة المطلوبـــة.

تلعـب المنظمة الدولية للطيران المدني “إلايـكاو” دورا رياديـا فـــي قيـــادة آليـــات ومســـتجدات التدريـــب والمراقبـــة الفنيـــة مـــن خـــلال الالتـــزام بالمعاييـــر وإلاجـــراءات الموصـــى بهـــا فـــي هـــذا المجـــال, وقـــد توجهـــت إلايـــكاو نحـــو العديـــد مـــن المفاهيـــم التشـــغيلية الجديـــدة مـــن خـــلال ( الانتقـــال مـــن المســـار القائـــم علـــى ألانظمـــة والمعـــدات إلـــى التوجـــه القائـــم علـــى ألاداء) ، والـــذي يتطلـــب تدريـــب وتكويـــن طاقـــات بشـــرية قـــادرة علـــى تســـيير وتشـــغيل التجهيـــزات والمعـــدات التكنولوجيـــة الحديثـــة وتعميـــم الفائـــدة لمشـــغلي الطائـــرات ومســـتخدمي الفضـــاء الجـــوي، وإدارة المطـــارات مـــع ألاخـــذ بعيـــن الاعتبـــار الـــدور الجديـــد للمنظمـــات إلاقليميـــة الموصـــى بـــه مـــن طـــرف إلايـــكاو، والـــذي يدعـــو المنظمـــات إلاقليميـــة بتولـــي مسـؤولية تطويـر قطـاع الطيـران المدنـي كل فـــي أقليمـــه , وعلـــى هـــذا ألاســـاس، وطبقـــا للقواعـــد الدوليـــة المعتمـــدة وملاحـــق اتفاقيـــة شـــيكاغو، والوثائـــق ألاخـــرى الصـــادرة عـــن المنظمـــة أصبـــح حتميـــا اليـــوم ان نشـهد فيـه تقدم لصناعـة الطيـران متســـارع، لذلك يجب توخـــي الدقـــة فـــي اختيـــار العمالــة والفنييــن مــن ذوي المهــارة والكفـــاءة، بمســـتوى منهجـــي متطـــور، يفـــي بتطلعـــات ورغبـــات وطموحـــات الســـلطات والفاعليـــن فـــي الميـــدان, أن الجيل المقبل في سوق الطيران المدني سوف يعتمد علـــى الدراســـات وإلاحصائيـــات الميدانيـــة، أخـــذا بالاعتبـــار توقعـــات الباحثيـــن والفاعليـــن والمســـتثمرين فـــي قطـــاع الطيـــران المدنـــي.
ســـتعرف صناعـــة الطيـــران مزيـــدا مـــن التطويـــر والابتـــكار والتنـــوع فـــي المنتـــوج الفنـــي والصناعـــي والخدماتـــي، ممـــا يصاحبـــه، بـــلاشـــك، نمـــو متســـارع للحركـــة الجويـــة , ففـي 2020 ،مـن المرتقـب أن تنقـل شـركات الطيــران 4 مليون راكــب مقارنــة مــع مــا يناهــز 3 مليون راكــب حاليــا. وفــي عــام 2020 كذلــك، ســتزداد عــدد الرحــات مــن 28 مليونــا إلــى مــا يقــارب 36 مليـون رحلـة، وسـيعرف العالـم بنـاء وتشـييد المئـات مـن المطـارات الدوليـة، ليصـل إلـى 2000 مطــار دولــي، كمــا يتوقــع تزايــد عــدد الطائــرات مــن 17 ألــف طائــرة إلــى 25 ألــف طائــرة جديــدة. وبحلــول 2020 ،ســيحتاج قطــاع الطيــران إلــى 480 ألفــا مــن المهنييــن المتخصصيــن فـي صناعـة الطيـران المدنـي، و330 ألفـا مـن الطياريــن، و70 ألــف مراقــب جــوي، إضافــة إلــى إعــداد أخــرى مــن المهــن المتنوعــة الجديـدة، التـي تدخـل فـي صناعـة وخدمـات الطيــران.”مقتبس”
كمـــا أن هنـــاك الكثيـــر مـــن التحديـــات الموازيـة، التـي تواجـه قطـاع الطيـران، مرتبطـة بالتحـــولات والمتغيـــرات التكنولوجيـــة والاقتصاديـــة والتجاريـــة، التـــي ســـتعرفها البنية التحتية لقطاع الطيران وبالذات المطارات ، فـــي أطقـــم الطائـــرات الحديثـــة، واحتـــرام البيئـــة، وإدارات ألامـــن والسـلامة، علـى أن يتوافـق ويتـلائم مع التدريـــب على الاختصاصـــات الدقيقـــة المطلوبـــة فـــي ســـوق صناعـــة الطيـــران.

أن احتياجات منظومة الطيران المدني العراقي مـــن العمالـــة المؤهلـــة والكفـــاءات البشـــرية المتخصصـــة فـــي مجـــال الطيـــران ستزداد بشكل يصعب معه توفره اذا لم نتدارك الموقف الان , والانفتاح على بناء مؤسسات تدريبية متطورة لرفد القطاع بالكوادر المطلوبة مستقبلا, وفـــي ســـياق مـــا تـــم تقديمـــه كمؤشـــرات مســـتقبلية متوقعـــة، أوكد على ضـــرورة إيـــلاء التدريـــب والتأهيـــل كامـــل العنايــة والاهتمــام، لمسايرة ومواكبة التطــورات والمســـتجدات والتحـــولات الكبـــرى التـــي تشهدها صناعـــة الطيـــران، خصوصا مع تزايـــد نمـــو حركـــة النقـــل الجـــوي وتضاعـــف عـــدد الطائـرات والمطـارات الدوليـة والاسـتثمارات الضخمـــة فـــي كل مكونـــات القطـــاع، ومـــع الوتيـــرة المتناميـــة للموظفيـــن والعامليـــن الذيـــن ســـيحالون علـــى التقاعـــد فـــي العقـــد المقبـــل، فـــإن كل ذلـــك يســـتدعي الانخـــراط الفـــوري فـــي سياســـة التدريـــب والتعليـــم للجيـــل المقبـــل مـــن العامليـــن فـــي منظومـــة الطيـــران، وبالعـــدد المطلـــوب، حيـــث إن هـــذا الموضـــوع يمثـــل إنـــذارا لكافـــة المســـؤولين والفاعليـــن وبالخصـــوص ســـلطات الطيـــران المدنـــي العراقي وشـــركات النقـــل الجـــوي العاملة ومؤسســـات التعليـــم والتدريـــب وإدارات المطـارات , مـع التأكيـد علـى أهميـة الاحتياجـــات مـــن المـــوارد البشـــرية لســـوق العمـــل فـــي مجـــال الطيـــران المدنـــي للعشـــر ســنوات المقبلــة، خاصــة مــن مهــن الطيــران المتوقعـــة للجيـــل المقبـــل.
علمـــا أن واقـــع تطـور الطيـران المدنـي العراقي ، ســـوف تعـــرف أكثـــر نســـب للنمـــو ســـواء فـــي الحركـــة الجويـــة أو مـــع تضاعـــف اقتنــاء الطائــرات، وبنــاء المطــارات الضخمــة والاســـتثمارات الهائلـــة المخصصـــة للقطـــاع فـــي شـــتى مكوناتـــه الصناعيـــة والاقتصاديـــة والتجاريـــة والخدماتيـــة والتكنولوجيـــة الدقيقــة، التــي تدخــل أساســا فــي ألانشــطة المســتقبلية للملاحــة الجويــة، والتجهيــزات المتطـــورة للرفـــع مـــن كفـــاءة وجـــودة أمـــن وســـلامة الطيـــران المدنـــي
إن مســتقبل الطيــران المدنــي العراقي مرهـون بأجيالـه المقبلـة المؤهلـة والمتدربـة والمتخصصــة فــي كافة مهــن الطيــران الجديــدة, بالاضافــة إلــى مــا تحتاجــه منظومــة الطيــران المدنــي العراقي مــن طياريــن ومراقبيــن جويين ومهندسين طيران وتقنييــن وإدارييــن واقتصادييــن وتجارييــن ومتخصصيـن فـي مجـال التسـويق والترويـج، وذلــك لمواجهــة حــدة المنافســة، وإبـراز الجديـة المهنيـة لتحقيـق المردوديـة والجــودة المطلوبــة، التــي مــن ألاكيــد تنتــج الربحيــة، والبقــاء فــي الســوق، وضمــان الاســتمرارية. كما تسهم في دعم البنية التحتية للمنشئات التي تخدم المطارات و شركات النقل الجوي و الشحن و شركات صناعة معدات و قطع غيار الطائرات ,وتحقق الاستثمار الأمثل للموارد المالية والمادية والبشرية و الوقت .

أحدث المقالات

أحدث المقالات