22 نوفمبر، 2024 6:50 م
Search
Close this search box.

نصف قرن على رحيله.. محمد رضا الشبيبي: النائب المعارض.. والوزير اًلكفء.. والعالم الجليل.. وأعلى درجات النزاهةٌ

نصف قرن على رحيله.. محمد رضا الشبيبي: النائب المعارض.. والوزير اًلكفء.. والعالم الجليل.. وأعلى درجات النزاهةٌ

سريع البديهة.. حلو النكتة.. هادئ الطبع.. يكظم غيظه في فورة غضبه.. لا ينافق.. جاد المظهر.. متواضع الهيئة.. وقوراً.. متزناً.. عرف بالجرأة.. والصراحة.. وعدم الممالأة والمداهنة على حساب مبادئه ووطنه.. لا يقول إلا ما يصح في معتقده.. ولا يعتقد إلا ما يصح في رأيه.. محبوب حتى من خصومه.. لم يتخاذل.. كما تميز بتقواه مع شغف كبير بالمعارف.. والأدب والعلم.. وتشجيعه دخول الفتيات للمدارس.. وحبه للعراق وأهله.. والفقراء منهم بشكل خاص..
كان بسيطا إلى الحد الذي تجاوز فيه ثوابت أبناء طبقته.. ولم يملك من حطام الدنيا شيئاً لا مال.. ولا عقار.. فقد كان بيته مرهوناً يوم وفاته بمبلغ ثلاثة آلاف دينار..
كان مصلحاً اجتماعياً.. وسياسيا بارعاً.. ومعارضاً للسياسة العثمانية.. وللسياسة البريطانية.. ولأية سياسة أجنبية في العراق.. ومفاوض محنك.. وكاتب قدير.. وشاعراً.. تميزت لغته وقصائده بالفصاحة.. والبلاغة.. والسلاسة.. ودقة التعبير..
حياته ونشأته:
ولد محمد رضا جواد الشبيبي في النجف العام 1889.. ينتمي في الأصل إلى منطقة الجبايش في محافظة الناصرية.. نشأ في حي البراق بالنجف ليقضي فيها شطراً من حياته.. ويدخل في أحد كتاتيب النجف لتعلم القراءة والكتابة.. وحفظ الآيات القرآنية على يد سيدة فاضلة تعرف باسم (مريم البراقية) كان ذلك في الخامسة من عمره.. ليتعلم بعدها الخط على يد الشيخ هادي مصير أحد خطاطي النجف المعروفين آنذاك..
فكانت بداية تعلّمه لا تختلف عن بداية أقرانه.. فالكتاتيب هي التي كانت تقوم بدور مؤسسات التعليم.. ولم تكن المدارس منتشرة آنذاك وحتى عندما فتحت المدارس الحديثة.. فقد كانت حكراً لأبناء الموظفين والقلة القليلة من أبناء المتصلين بهم من وجهاء ذلك الزمان..
انقطع الشبيبي عن الدراسة التقليدية بعد أن اجتاز المرحلة الأولى.. ليتجه اتجاهاً خاصاً به بعد أن أحسّ بالنفور منها بسبب ما لمسه من جمود وتقيد فيها.. فاتجه إلى الدراسة الحرة والتفكير المجرد..
الشبيبي.. ضابطاً في الجيش العثماني:
كان الشيخ الشبيبي ضابطاً احتياطاً ضمن القوات العثمانية ببغداد.. وقد شارك القتال معها ضد القوات البريطانية.. حيث يقول : (كنا من طلاب مدرسة ضباط الاحتياط التي أنشئت في بغداد.. عقب إعلان الحرب العالمية الأولى العام 1914.. ويضيف الشبيبي قائلاً: وقد التحق بمقر القائد العام للحملة العسكرية الكبيرة.. التي جهزت لاسترداد البصرة المحتلة من قبل القوات البريطانية.. وأسمه – عسكري بيك – من كبار قادة الجيش التركي.. وقد انتحر عقيب فشل الخطة المرسومة لاسترداد البصرة.. في معركة الشعيبة الطاحنة العام 1915.. وقد شهدنا المعركة في الخطوط الأمامية.. وعاصرنا بكثير من الوقائع والأخطاء العسكرية والإدارية.. التي ارتكبتها السلطات المسؤولة في ذلك الحين…. وقد ثابرنا على هجومنا نحواً من أربعين ساعة.. واستطاعت بعض فرق الجيش التركي أن تحتل بعض الخطوط الأمامية من معاقل الشعيبة.. لكن الانكليز قاموا بهجوم مقابل عنيف استرجعوا فيه تلك الخنادق الأمامية.. التي احتلها الجيش التركي)..
تأثره بالأفكار الإصلاحية:
تأثر الشبيبي بآراء عبد الرحمن الكواكبي في أن التربية هي أداة لتقويم الخلق ولسمو الروح.. وأن التربية يجب أن تكون أداة لمحاربة الشرور والاستبداد.. وفي إطار التربية لدى الشبيبي يتعدى المدرسة ويتعدى الجيل الناشئ.. بل أنها أداة إصلاح للجميع من أجل المجتمع المنشود لا يستثني منها أحداً..
يرى الشبيبي في حجر الأم المدرسة الصغيرة.. التي تربيك على قدر استعدادك.. ثم يأتي دور الأب ثم الأسرة في تربية الطفل.. أما تربية العقل وتثقيف الشعور فهما وظيفة المدرسة.. حيث يقول: (نحنُ نريد للطلاب ملكات تجعلهم يقرؤون ويكتبون وينشئون ويخطبون)..
كما تأثر الشيخ الشبيبي بالأفكار السياسية الإصلاحية.. بأفكار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا التحررية الإصلاحية التي كانت تصل العراق عن طريق مجلتي”العروة الوثقى”و”المنار” وغيرهما.. كما تركت ثورة الاتحاديين في الدولة العثمانية العام 1909 تأثيراً كبيراً على الشبيبي.. لاسيما مدحت باشا والي بغداد (1869-1872).. الذي كان العراقيون من اشد المعجبين به بحكم لاحتكاكهم المباشر بإصلاحاته في بلادهم..
كان أهم ما دفع الشبيبي إلى الترحيب بثورة الاتحاديين هو ما علقه من آمال كبيرة عليها.. بأن تؤدي إلى انعتاق العراق من مشكلاته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.. التي تفاقمت بصورة خاصة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909).. فكان من شأن شعارات الاتحاديين (الحرية والعدالة والمساواة).. أن تهز وطنياً متحمساً ومخلصاً مثل الشبيبي.. لكن سرعان ما أصيب الشبيبي كأقرانه الوطنيين بخيبة أمل كبيرة من سياسة الإتحادين.. التي انصبت في اتجاه قومي متعصب معاد للطموحات المشروعة للشعوب غير التركية في الإمبراطورية العثمانية..
نشاطات الشبيبي خارج العراق:
التقى الشيخ الشبيبي الشريف حسين بن علي ملك الحجاز بمكة المكرمة.. ويقول الشبيبي: بادرني بالسؤال عن الأوضاع في العراق.. فوصفتُ له الحالة الراهنة في ذلك الحين.. ولا أنسى أنني قلتُ له أن العراقيين علقوا على الثورة العربية الكبرى آمالاً جساماً.. وأنهم واثقون بأن استقلال العراق وحريته وسيادته في مقدمة ما يشغل بال الدولة الهاشمية.. وأنكم معنيون..
فقال ليً: أجل وسأضحي بكل ما عزّ وهان.. حتى عرشي في سبيل انتزاع حقوق العرب من الطامعين والمستغلين.. إلى غير ذلك.. مما ترك في نفسي أبلغ الأثر.. ثم ناولني كتاباً بهذا المعنى صادراً بتوقيعه.. لكن الانكليز أبعدوه إلى قبرص.. بعدما جربوا منه صلابة العود وقوة الشكيمة.. وأطلعناه على توتر العلاقات الشديد بين الشعب العراقي والسلطات العسكرية البريطانية المحتلة.. وأكدنا له أن الشعب العراقي ينوء بأعباء ثقله من حكم المحتلين وسياساتهم الاستعمارية الغاشمة.. وجبروت الحكام السياسيين وطغيانهم.. وجلّهم من ضباط الجيش البريطاني المحتل رعناء لا خبرة لهم بشؤون العراق ولا بالشؤون العربية.. ولا يفرقون بين سكان الغابات والأدغال الأفريقية وبين سكان ضفاف الرافدين.. وهذا الجهل المطبق والطغيان مؤذنين بالانفجار.. ونشوء ثورة عامة لا مفرّ منها في البلاد.. ضد تعسف السلطات المحتلة..
ثم دفعتُ إليه مجموعة من تلك الوثائق المذيلة بتواقيع زعماء العراق وذوي الحل والعقد والمكانة في تلك البلاد.. وقد تضمنت نتيجة الاستفتاء الذي أجرته السلطات البريطانية المحتلة في بلادنا.. وخلاصتها أن العراقيين يطالبون بالسيادة والاستقلال السياسي التام.. وأن تكون في البلاد حكومة ديمقراطية دستورية حرة.. وقد لاحظت فور انتهاء الحديث التأثر البالغ على ملامح الحسين بن علي.. وقال ليً: كيف جرى الاستفتاء؟ هل أقدمت عليه السلطات البريطانية؟ فقلتُ: نعم جرى هذا الاستفتاء بعد أن ألقت الحرب العامة أوزارها.. ووقعّ على بنود الهدنة بين الحلفاء وتركيا وأذيع البيان المشهور.. من قبل الدول المتحالفة الكبرى.. وهي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا.. وقد منحت الشعوب في هذا البيان حق تقرير المصير.. لذلك انتهز العراقيون هذه الفرصة فأجمعت كلمتهم تقريباً على المطالبة بحقهم والتحرر والانعتاق..
عند ذلك دخلَ اثنان من الأمراء.. لا أنسى أن أحدهما كان الأمير عبد الله إذاك فقال ليً: أنت تعلم أن الأمير فيصل قد بارحنا إلى فرنسا لتمثيل المملكة الهاشمية في مؤتمر الصلح.. وقد كُلّفَ بالدفاع عن حقوق العرب كافة.. طبقاً للعهود والمواثيق التي حصلنا عليها قبيل إعلان الثورة.. ولما كانت هذه الوثائق التي حصلنا عليها قبيل إعلان الثورة.. ولما كانت هذه الوثائق التي حملتموها من العراق ثمينة جداً.. ولا غنى لنا عنها في المطالبة بالحقوق فسنرسلها إليه فوراً.. وفعلا وصلت هذه الوثائق إلى الأمير فيصل.. الذي كان قد أتجه إلى الغرب إلى لندن وباريس.. ومثّل الحكومة الهاشمية الحجازية في مؤتمر فرساي مطالبا بالعهود المقطوعة لوالده ملك العرب.. وأن الملك فيصل أدخل مطالب العراق في مقدمة مطالب العرب استنادا إليها..
لم أمكث طويلاً في الحجاز.. وبارحتُ تلك البلاد المقدسة إلى الشام.. وواجهتُ هناك قادة الثورة العربية.. وجلهم من الضباط العراقيين.. وحدث ما حدث في الشام بين الحكومة الهاشمية وبين السلطات الفرنسية المسؤولة عن الساحل.. بعد أن عاد الملك فيصل إلى الشام من أوروبا.. فتأكدت ذلك منه ثم تتابعت الأحداث.. وتآمر الحلفاء على نكث عهودهم.. وكان ما كان من عدوان الفرنسيين على المملكة الهاشمية في الشام.. وبعد فاجعة ميسلون في تموز 1920 التي أندحر فيها السوريون.. وأحتل الفرنسيون سوريا.. غادر الملك فيصل سوريا..
كنتُ على اتصال دائم وأنا في الشام بأخواتنا المواطنين العراقيين.. وطلبتُ إليهم التريث.. غير أن أخواننا لم يطيقوا الصبر.. فأعلنوا الثورة تلك الثورة المجيدة على السلطات البريطانية المحتلة.. واستبسلت عشيرة الظوالم بقيادة زعيمها شعلان أبو الجون بطل وقائع الرميثة.. فكانت ثورة عامة على السلطات المحتلة الغادرة.. أكرهت الانكليز على تغيير سياستهم تجاه العراق تغييراً أساسياً.. ومنحهم قسطاً من السيادة والاستقلال.. ووافتنا الأنباء بمجريات الثورة المعروفة بـ ( ثورة العشرين).. ومن ذلك يفهم من أن كلاً من الثورة العربية والعراقية قامت على مبادئ نبيلة.. وهي طلب الحرية والاستقلال.. والتمتع بما تتمتع به الأمم الناهضة.. من الحقوق..
عاد الملك فيصل من أوروبا إلى مكة في أعقاب الثورة العراقية.. حيث كان فيها رهطُ من قادة الثورة وزعاماتها.. فعرفَ كلُ واحدٍ منهم للآخر.. وكان الملك فيصل هو المرشح الأول ليكون الوازع في هذه البلاد.. وافق على ذلك والده الملك حسين بن علي.. كما اقترن الأمر بموافقة الحكومة البريطانية..
وتعددت الاجتماعات بين قادة الثورة العراقية.. وهم في الحجاز وبين الملك فيصل.. وكانت علامات الاستفهام تتراقص على شفاههم.. ولذلك قصدوا في أحد الأمسيات الأمير فيصل.. ووجهوا إليه هذا السؤال: هل قطعَ لكم وعداً بالاستقلال التام لا تشوبه شائبة أم قطع لكم بعض الشؤون السياسية ؟ فأجابهم الأمير فيصل: جئتكم بالاستقلال مع نظام يسمى نظام الانتداب المؤقت.. وهو نظام سينتهي بدخول الدولة العراقية إلى حضيرة عصبة الأمم.. فساور بعض أولئك العراقيين ما ساورهم من القلق.. وبعد ذلك دعيً قادة الثورة إلى جلسة خاصة ترأسها ملك العرب الحسين بن علي.. وقال لهم فيما قال: هيا مع ملككم إلى بلادكم.. ولم تمض على هذا الاجتماع مدة قريبة حتى رست في ميناء جدة بارجة حربية من قطع الأسطول البريطاني.. فأقلت الأمير فيصل وأكثر أولئك القادة إلى البصرة.. وأستقبل العراقيون مقدم الأمير فيصل بحفاوة بالغة معروفة في التاريخ.. وتلا ما تلاه من الحوادث التاريخية المعروفة)..
مناصبه ونشاطاته السياسية:
لعب الشبيبي دوره السياسي جلياً في المناصب العديدة التي تقلدها خلال حياته اعتباراً من وزارة المعارف وحتى مجلس الأعيان ومجلس النواب ودوره في حركة المعارضة فيه في العهد الملكي.. فقد شغل عدّة مناصب سياسية.. منها:
ـ وزيراً للمعارف (أربع مرات:1924 ، 1935 ، 1937 ، 1948)..
ـ عضو مجلس نواب (لثلاث دورات انتخابية: 1925 ، 1933، 1934)..
ـ عضو مجلس الأعيان 1935..
ـ رئيس مجلس الأعيان 1937..
ـ رئيس مجلس النواب 1944..
ـ عضو مجلس الأعيان 1954 حتى قيام ثورة تموز 1958..
نشاطاته الثقافية والعلمية:
في شباط العام 1912 أسس فريق من الشباب العراقيين نادياً أدبياً ذا أهداف سياسية.. باسم (النادي الوطني العلمي) وضم: الشيخ محمد رضا الشبيبي.. وتحسين العسكري.. وبهجت زينل.. وعبد المجيد كنه.. ورزوق غنام.. ويوسف عز الدين.. وعبد الحميد الشالجي.. وصبيح نجيب.. ومزاحم الباجه جي.. وكان النادي تحت سيطرة الوجيه البغدادي يوسف السويدي.. وقد انتخب النادي طالب النقيب رئيساً فخريا للنادي.. وهذا الأخير كان يدعم النادي مالياً ومعنوياً..
وفي 22 أيلول العام 1913 أصدر مزاحم الباجه جي صحيفة( النهضة) لتنطق باسم النادي.. لكن الاتحاديين لم يحتملوا دعوات النادي ضدهم.. فجرت حملة ضدهم.. كذلك تم إغلاق جريدة النهضة.. وتمكن مزاحم الباجه جي.. والصحفي إبراهيم حلمي العمر من الهرب إلى البصرة والالتجاء لدى طالب النقيب في البصرة..
لم يتوقف نشاط محمد رضا الشبيبي الثقافي والأدبي.. فكان:
ـ عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق..
ـ عضواً المجمع اللغوي في القاهرة..
ـ عضواً في نادي القلم العراقي..
ـ أسس المجمع العلمي العراقي وظل رئيساً له إلى أن استقال منه بعد انقلاب البعث في 8 شباط العام 1963..
أعماله الشعرية ومؤلفاته:
للشيخ الشبيبي العديد من الآثار.. أبرزها:
ـ ديوانه الذي طبع في القاهرة العام 1940.. والديوان نماذج اختارها المترجم له من شعره الكثير.. ويضمّ عدّة أبواب منها: الشعر الحماسي.. والشعر الحكمي.. والشعر الاجتماعي والسياسي.. والرثاء..
ـ مجموعة مراث في زوجته تعد من أجمل الأشعار الوجدانية.. ومن بين الأغراض النادرة في الشعر العربي.. وقد نشرها الباحث قصي سالم عثمان في ذيل دراسته بعنوان: (الشبيبي شاعرًا).. وهذه المجموعة بعنوان: (رنين على الأجداث).. كما وردت نماذج كثيرة من شعره ضمن كتاب: (شعراء الغري).. وأغلبها مما أسقطه الشاعر من ديوانه.. لأنه ينتمي إلى مرحلة البدايات الفنية..
ـ مذكرات الشبيبي (نشر منها عدة فصول في مجلة البلاغ)..
ـ رحلة في بادية السماوة..
ـ رحلة إلى المغرب الأقصى..
ـ تراثنا الفلسفي – حاجته إلى النقد والتمحيص..
ـ القاضي ابن خلكان ومنهجه في الضبط والإتقان..
ـ مؤرخ العراق أبن ألفوطي ـ جزأين..
ـ بين مصر والعراق في ميدان العلاقات الثقافية..
ـ التربية في الإسلام..
ـ أدب المغاربة والأندلسيين في أصوله المصرية ونصوصه العربية.. محاضرة ألقاها في معهد الدراسات العربية العالية بالقاهرة..
ـ منحته جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب.. تقديرًا لبحوثه في الأدب والتاريخ (1952)..
نزاهته.. أعلى درجات النزاهة:
ـ خدم العراق بنزاهة وإخلاص.. ولم يستغل المناصب التي أتت إليه.. ولم يسع إليها للثراء أبداً..
ـ كان متنوراً ترى في الإصلاح ضرورة.. وأكد على العلم والمعرفة من كلا الجنسين ..
ـ فأنشأ مدارس البنات أسوة بمدارس البنين.. فحبه للوطن لم يكن محابياً لذكر على أنثى..
ـ لم يملك من حطام الدنيا شيئاً.. لا مال ولا عقار.. سوى سكنه في منطقة الزوية بالكرادة مدينة بغداد.. كان بيته هادئاً وجميلاً.. مملوءاً بالأشجار من أطرافه وأكنافه.. مرهوناً يوم وفاته بمبلغ ثلاثة آلاف دينار.. لكن صدام أمر بهدم دار الشبيبي متعمداً.. في محاولة بائسة هي الأخرى لمحو تاريخ قامة عراقية أصيلة.. ولم يبق من الدار إلا جزء من حديقته الخلفية وبعض أشجارها..
ـ بعد تأسيسه المجمع العلمي العراقي.. تم اختياره ليكون أول رئيس له.. وكان آنذاك وزيراً للتربية.. إلا انه آثر التخلي عن منصب رئاسة المجمع العلمي.. لعدم جواز الجمع بين وظيفتين..
ـ تم تنصيب رجل امن لحراسة داره العامرة بالزوار.. لكن الشبيبي رفض ذلك بشدة.. وقال: أنا حارس للشعب.. فلمً أحتاج شرطي لحراستي؟؟..
نهاية المطاف:
توفي الشيخ محمد رضا الشبيبي في بغداد في 26 تشرين الثاني العام 1965.. ونعته إذاعة بغداد والعديد من الإذاعات العربية.. وكتبت الصحف والمجلات العراقية قصائد ومقالات في رثائه.. وحمل جثمانه الشريف إلى مثواه الأخير في النجف الاشرف..

أحدث المقالات