يعتقد جميع البشر انهم يحبون الحق وانهم يمكن ان يعطوه معاطفهم في الشتاء وقد لايوجد بشر يعتقد بانه يكره الحق لكن الحقيقة
ان الحق ليس له الا اصدقاء قلة يمكن عدهم على اصابع اليد في كل مكان وزمان ومثل هؤلاء الناس يواجهون العداء والعزلة اما الكثرة
فاذا جاءهم الحق مرتجفا نزعوا جلده ودبغوه وباعوه على انه جلد الحق.
فارس حق والعرب باطل
هذه شهادة
اعاد الاعلام العراقي انتاج مقولة ( الفرس المجوس) وهي مقولة من مقولات العرب الكثيرة ضد الشعوب الاخرى ومنهم اليهود
والنصارى والغجر والغرب حيث العربي يجد حياته في العداوة فاذا عرض عليه الحب اضطرب وشعر بفراغ رهيب داخل روحه
ونظرا للحاجة للكره داخل الروح العربية اتخذت بلاد فارس عدوا دائما مهما كان موقفها.
ماهي المشكلة ان يكون المرء فارسيا؟
ماهي المشكلة ان يكون المرء مجوسيا؟
لكن هل الفرس مجوس؟
واذا كانوا مجوسا هل هم درجة دنيا عن البوذيين والمورمون والسيخ والهندوس وهذه جماعات دينية للعرب علاقات معها بين تحالف وتجارة وتصاهر
وتبادل ثقافي؟
لايوجد في ايران اكثر من خمسة عشر الف من اتباع الديانة المجوسية وهي ديانة توحيدية غالبيتهم من القومية الكردية خمسة عشر الف مقابل خمسة وسبعين مليون
نسمة عدد نفوس ايران.
اذا لايوجد سبب منطقي يجعل اطراف العربي ترتجف حينما يسمع بمقولة ( الفرس المجوس) ولايوجد سبب مقنع لشراءه الاسلحة من ( الروس الشيوعيين) لمحاربة ( الفرس المجوس)
يعتبر العرب الدولة العباسية من مفاخرهم فاذا جاءوا على مؤسسيها من الفرس وقعوا بهم شتما.
تتذكرون ان العرب كانوا يقولون انهم على عداء مع ايران الشاهنشاهية لان لديها علاقات مع اسرائيل وكانت هذه سبة تلحق بفارس اليوم يعادي العرب ايران لانها على عداء مع
اسرائيل وقد تحول دعمها للفلسطينيين الى جريمة وعار واعتداء على العرب.
كان العرب يقولون ان ايران عدوة للعراق الان اصبحت الصداقة العراقية الايرانية تهمة.
من مراكز الدعاية العربية الثابتة ضد فارس انها تتعرض للصحابة والقاعدة هنا تقول اذا جاء شخص غربي وبحث في تاريخ الاسلام سماه العرب مستشرقا وترجموا كتبه وطبعوها
فاذا كان هذا الشخص من بلاد فارس سموه رافضيا فهل تتعرض ايران بالفعل للصحابة؟
اتحدى اي شخص ان ياتي بنص لمسؤول في الدولة الايرانية كبيرا كان ام صغيرا او بنص منشور بجريدة رسمية او كتاب مدرسي او صادر عن جهة رسمية فيه تعرض لصحابة رسول الله
او احدى زوجاته.
لايريد العرب ان يفهموا ان هناك حرية بحث في ايران وما يسوغونه لغير ايران لايسوغونه لها وعليه يتعمدون الخلط بين الدولة وبين حرية الافراد لذلك ينسبون للدولة ما يقوم به هذا الشخص
او ذاك.
الخلايا النائمة كذبة عربية جديدة لادامة روح العداء مع بلاد فارس فالخلايا لاتنام الاف السنين وفارس جارة للعرب منذ ان ظهروا في التاريخ ولم يحصل ان حاولت ولا مرة احتلال ارضهم
ثم لماذا الخلايا تنام بالبحرين والسعودية والكويت ولاتنام بدولة عمان ؟
الا يلفت نظرك اخلاق الجوار الرفيعة التي يتحلى بها العمانيون مبتعدين عن كل عداء مفتعل؟
الجزر الاماراتية، تاسست الامارات عام ١٩٧٥ فكيف تكون هناك ولاية لدولة تاسست لاحقا على ارض وجدت سابقا؟
الخليج الفارسي، لايوجد مرتسم دولي واحد يضع اسم العرب على هذا الخليج والخرائط الدولية ظهرت وطبعت حتى قبل ان تولد الدول العربية فكما ان البحر اسمه بحر عمان والمحيط اسمه المحيط الهندي
والشط اسمه شط البصرة كذلك هناك وجود مائي اسمه الخليج الفارسي فلماذا يرتجف العرب من هذه التسمية ويعدون استخدامها احدى المحرمات؟
يستخدم العرب اسم اسرائيل مع ان هذا الاسم يعني النبي يعقوب.
يستخدم العرب اسم السعودية مع ان هذا الاسم اسم شخص وهو عنوان شخصي جدا يطغى على الدين الاسلامي وعلى مكة والكعبة وعلى كافة القبائل العربية التي تسكن الحجاز ونجد ويلغي اسماءها.
يسمي العرب بحر الملح بالبحر الميت والظاهر انهم يودون التعايش مع اسم الموت على ان لايسمعوا باسم حضارة حية تجاورهم وتصنع حياتهم واذا تيسر لهم ذلك سموا الخليج الفارسي بالخليج الميت.
واحدة من اسباب كره العرب لفارس انها اتخذت من ائمة قريش ائمة لها فيما اتخذوا هم ائمتهم من فارس وهذه عقدة لايستطيع العرب حلها وتؤثر فيهم ايما تاثير.
تهمة جاهزة جديدة…لماذا لم تمنع ايران احتلال العراق وافغانستان؟
لماذا لم يمنع العرب انفسهم هذا الاحتلال؟
هل كان العرب ضد احتلال العراق وافغانستان؟
هل كان الفكر الايراني ام الفكر العربي هو المسؤول عن تربية واعداد الارهابيين الذين هاجموا مراكز الحضارة الغربية ؟
لماذا لايقوم العرب بمراجعة شاملة لتعبئتهم الذهنية والنفسية ومقولاتهم الجاهزة ويبنوا علاقاتهم مع العالم على اسس منطقية بعيدا عن الحب او الكره ؟
تجد العرب دائما بين حدين
العداء والعداء
لقد استهلكوا ٥٠ سنة من تاريخهم في العداء مع اسرائيل ثم العداوات فيما بينهم وكامل تاريخهم استهلكوه في العداء مع فارس هذه الامة التي يمكن لو انهم تعاملوا معها وفقا للمصلحة لكان
الشرق الان مكانا مختلفا عما هو عليه.