الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليمٌ شديد(102)إن في ذلك لأية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع فيه الناس وذلك يوم مشهود(103) وما نؤخرّه إلا لأجلٍ معدود(104) يوم يأتِ لا تكلمُ نفسٌ إلا بأذنهِ فمنهم شقي وسعيد (105) فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفيـرٌ وشهيـق (106) خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعالٌ لما يُريد (107) وأما الذين سُعِدُوا ففي الجنةِ خالدين فيها ما دامتِ السموات والأرض إلا ما شاء ربك عطاءً غير مجذوذ (108) صدق الله العلي العظيم سورة هود الأيات (102_108) .
القرآن الكريم كتاب الله العظيم والمعجزة الخالدة لإثبات نبوة خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد بن عبد الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام وهو كتاب هداية ونور مبين وهو مصدر تشريع ومن النعم العظيمة علينا أن تكون نحن المسلمون أمة القرآن
ولكن بشرط أن لا نهجر هذا الكتاب ونجعله للبركة والتبرك في زاوية من زوايا المنـزل أو نتخذه أو نتذكره حينما يريد شخصاً أن يؤدي اليمين لأجل شهادة في محكمة أو تسلم منصب حكومي أو رئاسي …
لا وألف لا لم ينـزل القرآن لأجل هذه الأمور ولم يتحمل الرسول وأهل بيته وأصحابه وتابعيه كل تلك المصاعب لأجل أن يكون هذا الكتاب للتـبرك أو لأداء اليمين … بل هو كتاب الله الذي لم يفرط به شيء وهو منهج هداية وصراط مستقيم قال تعالى (( ألـم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتـقين )) وقال تعالى (( وما كان هذا القرآن أن يفتـرى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين )) (يـونس )
وقال تعالى (( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً )) ( الإسراء ) .
وهذه الآيات تدل بوضوح أنه كتاب هداية للتي هي أقوم . فالقرآن كتاب الله بمعنى أنه مرتبط بالله الحق المطلق اللآمتناهي وهذا الكتاب وهذا الكتاب مرتبط بعلم الله وحكمته وعدله وفضله ولطفه ..
واليوم أود في هذه الخطبة المباركة أن أسلط الضوء ( بعقلي القاصر الفاتر على جانب مهم في القرآن وهو جانب ((الهداية)) والهداية تستلزم أن هناك ضلالة وتيه وغواية وضياع ..
وعلى سبيل المثال الصحراء لا يستطيع أحد أن يسافر من خلالها بدون هداية بدون دليل يهدي المسافر إلى الطريق الصحيح إن المسافر يستطيع السير على قدميه ولديه دابة أو راحلة هذا كله صحيح ولكن هذا لا يعني أنه بها يستطيع أن يهتدي إلى الطريق المطلوب فيحتاج الأمر إلى الهادي الذي يحدد له طريق النجاة وإلا هلك في الصحراء أما عطشاً أو تأكله السباع …
أنتهى القسم الأول ويليه أن شاء الله القسم الثاني..