هل رأيتم حوتا يُطعم سمكةً , أم أنكم إعتدتم على مشاهد لقف الحيتان للأسماك؟!!
فالواقع التفاعلي ما بين القوى الأرضية يمكن تلخيصه بعلاقة الحيتان والأسماك , ومادامت الحيتان الكبيرة بعافية وسلامة وشراهة فأنها ستأكل كل سمكة تواجهها أو تعترض مسيرها , وتعرقل رحلتها ما بين الرغبة والطموح والهدف المقصود.
وفي الدنيا حيتان متنوعة الأحجام وهي أقل عددا من الأسماك المنضوية تحت رحمتها والتي تحاول النجاة بنفسها من فم الحيتان الفاغرة , ولكن الحيتان لا تصبر على جوع ولا يعنيها من حياة الأسماك إلا أنها لقمتها السائغة المَرية.
ولهذا فأن الحيتان لا تعطي بل تأخذ , وفي زمننا المعاصر كشفت الحيتان الدولية عن طبيعتها ومضت تلقف الأسماك وبتنافسية غير مسبوقة , فكل حوت يريد أن يكون هو الأقوى والأعظم والأقدر على أكل أكثر الأعداد من الأسماك , بل والبعض من الحيتان تسعى لقتل الحيتان الأخرى والتفرد بولائم الأسماك الحية.
ووفقا لذلك فأنها إنطلقت تسعى بشراسة نحو ميادين الأخذ الفتاكة القاضية بحلب ثروات الشعوب وتجفيف عروقها , ومنعها من الشعور بوجودها والتمتع بحياتها ولو لبعض الوقت , وأينما وجدت الثروات تحركت نحوها الحيتان وتبارت في ميادينها , بعد أن روّضتها وأنهكتها وأسقطتها في أفواهها مذعنة مستسلمة , تريد التخلص من جميع ما تملكه , وما تنجو بروحها من إفتراس شديد.
وبما أن الأسماك تتكاثر حول حقول النفط فأن الحيتان لها بالمرصاد , ومتحفزة لأكلها فرادا بعد أن تخبط ماء وجودها وتعميها وتروعها وتشلها , وتأسرها في أصفاد الإقتتال والتشابك بالآيادي والعقال , وهي ماضية بلفطها وشفطها , والأسماك تتقافز على جرف الوعيد الذي غادره الماء.
فلماذا إرتأت بعض الشعوب أن تكون أسماكا والشباك من حولها تنتشر , والصيادون يكرفونها ويأنسون بقفزات موتها وخمودها اللذيذ؟!!
تساؤلٌ والحيتان لا تأبه لسؤالٍ رشيد!!