خاص : كتبت – آية حسين علي :
عندما تقرأ رواية فإنك تسرح بخيالك لمحاولة رسم صورة لكل شخصية، وخاصة تلك التي تمس وجدانك فتنقلك من عالمك إلى عالم آخر نُسج من خيال المؤلف، هم أبطال من ورق لكن لديهم القدرة على نقلك لتشاركهم عالمهم فتتعاطف مع هذا وتنتقد ذاك وتحزن لحزنهم وتفرح لفرحهم حتى تنتهي رحلتك مع آخر صفحات الرواية.
من هنا جاءت فكرة معرض صور “أحلام فترة النقاهة”، الذي يعتمد في الأساس على تجسيد 50 شخصية من أبرز الشخصيات المحورية في روايات الكاتب المصري الراحل، “نجيب محفوظ”، على هيئة صورة، بدءً من شخصيات مجموعة (همس الجنون) و(قلب الليل) و(أصداء السيرة الذاتية) و(حديث الصباح والمساء)؛ وانتهاء بـ(أحلام فترة النقاهة)، بالإضافة إلى روايات أخرى.
ويعتبر المعرض فرصة جيدة للأشخاص المهتمين بقراءة الروايات، إذ يمكنهم لأول مرة من رؤية صور لشخصيات يعرفونهم جيداً وعاشروهم فترة من حياتهم.
ويقام المعرض في “ساقية الصاوي” بالقاهرة، خلال الفترة من 11 وحتى 19 من شهر تشرين ثان/نوفمبر الجاري، ويعرض أعمال 15 فناناً من بينهم؛ “أحمد خالد، وحسين محمود، وحبيبة إبراهيم، ورحاب حسن، وسلوى كريم، وهاني سلطان”.
المعرض يهدف إلى إبراز الثقافة العربية والتراث..
صرحت المصورة الفوتوغرافية، “سلوى كريم”، أحد المشاركين في المعرض، لـ(كتابات)، بأن “هدف المعرض هو إبراز الثقافة العربية الشرقية، فالتراث العربي غريز للغاية لذا حاولنا الابتعاد عن كل ما هو غربي”.
وتشارك “كريم” في المعرض بمجموعة من الصور ركزت فيها على شخصية المرأة في روايات “نجيب محفوظ” مبرزة الجانب الشرقي بها.
وأضافت أن كل مصور مشارك في المعرض اعتمد على رؤيته الخاصة إلى جانب الحلقات النقاشية التي نظمها “إن فوكاس”، مشيرة إلى أن اختيار الشخصيات كان متروكاً لكل فنان لينتقي ما يراه مناسباً وملائماً لخياله، وتم استخدام أدوات الشخصية المذكورة في الرواية كي يتم تقديمها كما أرادها الكاتب.
وأوضحت أن المعرض أعطى اهتماماً خاصاً لاختيار الممثلين والأزياء والديكور كي يتوافق مع العمل النهائي.
ومن أبرز الشخصيات التي ركز عليها المعرض؛ شخصية “الفتوة المصري” واتباعه، وشخصية “محجوب عبد الدايم”، بالإضافة إلى شخصية “إحسان”، التي لعبت دورها الفنانة “سعاد حسني” في فيلم (القاهره ٣٠)، عن الفتاة الفقيرة المغرمة بشاب يهتم بالسياسية فتفرقهما الحياة.
ويعتبر المعرض نتاج ورشة قراءة وعمل احتضنها مقر نادي “إن فوكاس” للتصوير، الذي سخر إمكانياته لدعم ومساعدة المصورين على إنتاج إبداعاتهم الفنية، وكان النادي قد شارك في معرضين آخرين لتجسيد شخصيات أعمال الكاتب، “توفيق الحكيم”.
وقال مدير النادي، “كريم نبيل”، إن هدف النادي هو توفير المناخ المناسب لهواة التصوير الفوتوغرافي لإقامة جلسات المناقشة، كما يتيح لهم إمكاناته من إضاءة وكاميرات لإخراج كل ما في خيالهم على هيئة صورة تعبر عما نسجه خيال المؤلف برؤية مختلفة.
وأعرب المصور الفوتوغرافي، “مروان محمد”، وأحد المشاركين في المعرض، عن سعادته بالمشاركة في هذا العمل، موضحاً أن تجسيد شخصيات “نجيب محفوظ” من خلال صورة ثابتة ليس بالأمر السهل، نظراً لقوة العمل الفني الذي يقدمه في رواياته.
وأوضحت مصممة الأزياء، “مها أبو سريع”، أن الشخصيات المختارة منتمية إلى فترة الستينيات، لذا كان من الضرورة استخدام إكسسوارات وملابس ملائمة لهذه الحقبة كي تبدو واقعية وتعبر عن خيال المؤلف.
أول عربي يحصل على “جائزة نوبل” في الأدب..
يعد “نجيب محفوظ” أول عربي يحصل على “جائزة نوبل في الأدب”، وغالباً ما تدور أحداث جميع رواياته في مصر، ويهتم بتجسيد المجتمع المصري والعلاقات الاجتماعية بين الناس، وينتمي أدبه إلى المدرسة الواقعية، وجسدت العديد من رواياته في السينما.
ومن أبرز أعماله: (زقاق المدق)، و(بداية ونهاية)، و(الشحاذ)، و(عبث الأقدار)، بالإضافة إلى (أولاد حارتنا)، التي منعت من النشر في مصر حتى وقت قريب.
وحصل “محفوظ” على عدة جوائز مثل؛ قلادة النيل، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى، ووسام الإستحقاق من الدرجة الأولى.