17 نوفمبر، 2024 8:35 م
Search
Close this search box.

السعودية وتحولات الشرق الاوسط

السعودية وتحولات الشرق الاوسط

من يتابع التحولات الجيوسياسية في الشرق الاوسط ،وخاصة بعد هزيمة تنظيم داعش في العراق وسورية، وتفاهمات الفصائل السورية والتوصل الى هدنة وسلام دائم ،بمعزل عن التنظيمات الارهابية كداعش والنصرة ، يدرك تماما أن الشرق الاوسط مقبل على تحولات جيوسياسية وإجتماعية وإقتصادية واسعة ، وتحالفات عسكرية وسياسية كبيرة،للانطلاق نحو بناء شرق أوسط جديد ، ولكن ليس كما تريده الادارة الامريكية ، ولكنه يدور في فلكها ، ومباركتها ودعمها اللامحدود له ،يضمن تحقيق إستراتيجيتها العسكرية، وهيمنتها على المنطقة لقرون طويلة، ويكون بديلا عن المشروع الكوني الايراني التوسعي الفارسي(عدو الطرفين) الذي أصبح واقعا ملموسا،وبذلك يضمن الطرفان نجاح قيام الشرق الاوسط الجديد، بعيدا عن إيران وأذرعها وميليشياتها الطائفية في المنطقة،والتي تقاتل إيران بها بالانابة عن جيشها وحرسها الثوري،في كل من العراق ولبنان وسوريا واليمن،اليوم تقوم المملكة العربية السعودية بشخص ولي العهد الامير محمد بن سلمان ،بمهمة تحديث الدولة ،والحرب على الفساد ،داخل المملكة ، ويقوم بدور محوري أساسي في ترميم العلاقات وتنقيتها،وإخراجها من النفوذ والهيمنة الايرانية ،والعراق وسورية ولبنان واليمن إنموذجا لهذا الدور العروبي الهام، بعد ان وصل الخطر الايراني الى عمق هذه الدول،وأخذ يهدد الدول الخليجية بالقوة العسكرية لاجراء التغيير وضمها الى إيران،كما يحصل في البحرين والكويت ،وما إستقالة السيد سعد الحريري رئيس وزراء لبنان ، إلا دليل على ما تقوم به إيران من دور تخريبي لإحتلال دول المنطقة ،وإسقاط أنظمتها في حربها الناعمة ،وخلاياها النائمة هناك، إن الدور الذي يضطلع به الاميرمحمد بن سلمان لهو دور إستباقي ،وإستثنائي في المملكة العربية السعودية،والمنطقة الشرق الاوسط عموما، وقد بزغ نجمه التحديثي في مؤتمر التنمية في العام الماضي عندما أعلن عن مشروعه(العام 2030 ) التحديثي ، ثم تلاه إعلانه لأكبر مشروع في تاريخ المملكة العربية السعودية والشرق الاوسط،وأقصد مشروع تحديث الاسلام الوسطي المعتدل في السعودية ومواجهة التطرف وإلغاء مناهج التطرف الراديكالي وكل أنواع الغلو الاسلامي ،اي عصرنة الاسلام السياسي برؤية تحديثية تتماشى مع روح العصر الناهض،النابذ لكل أشكال الغلو والتطرف والتخلف والرؤية القاصرة لفهم روح الاسلام الحضاري ،ونزعته في التعايش السلمي مع الاديان الاخرى، كما عاش نبينا الاكرم محمد في المدينة،وهي صورة ناصعة لاسلام حضاري متنور ،يعتمد الفكر المعتدل الوسطي أساس حوار الحضارات ، لاتصادمها ، وما تقوم به التنظيمات الاسلامية المتطرفة التكفيرية في المنطقة ، هو من شوه سمعة الاسلام روحا وحضارة وفكرا منحرفا ،لذلك كانت دعوة الامير محمد بن سلمان ،وثورته التحديثية ضد هذه الافكار المنحرفة التي شوهت وتشوه الاسلام الحضاري التنويري، وما قيادته الثورة الثانية ضد رموز الفساد في المملكة ،إلا إيمانا منه ومن قيادة والده الملك سلمان بن عبد العزيز ،في موجهة الفساد المالي داخل الاسرة الحاكمة ،وظاهرة نادرة قامت بها المملكة لتحذو حذوها دول الخليج التي تغوص اسرها في الفساد المالي الذي أزكم الانوف، إن قيام المملكة بمواجهة رؤوس الفساد من أمراء ومسئولين كبارفي المملكة وإحالتهم الى القضاء، لهو عمل لايقوم به إلا من هو مؤهلا لقيادة المملكة لمرحلة مابعد تنظيم داعش،ومواجهة المد الفارسي المحدق بالمنطقة والمتغول باسم حرسه الثوري وميليشياته ،وهي مرحلة التحولات الكبرى في الشرق الاوسط، وتحتاج لقيادة شجاعة وجريئة ،وقائد قليل الكلام وكثير الافعال كالامير محمد بن سلمان،

نحن نرى التحولات التي تنتظر الشرق الاوسط واقعة بقيادة ولي العهد ،الذي يعول عليه العالم عامة ودول الخليج خاصة ،لامرين اساسيين هما ، مواجهة الخطر الايراني وميليشياته،لحماية المنطقة وايقاف الزحف الايراني لها، مستغلا الدعم الدولي اللامحدود له، ومشاركة وتحالف الإدارة الامريكية معه ،في الحرب الناعمة على نظام طهران،وحسب الاستراتيجية الامريكية ،التي أعلنها الرئيس ترمب هي إسقاط النظام الايراني في العام 2018،بعد القضاء على تنظيم داعش الارهابي في العام 2017، وهو ما حصل، والان التحضيرات لمرحلة مابعد داعش قد بدأت أمريكيا، وما التهديدات والقرارات الامريكية ضد إيران إلا دليل على إصرار امريكا على أزاحة حكم الملالي في العام القادم، رغم تشاؤم البعض،وعدم تصديقه للرؤية الامريكية، والاستراتيجية الامريكية ،فالحصار البري والبحري والجوي، وسحب الاتفاق النووي الايراني وإعلان حزب الله والحرس الثوري والميليشيات الايرانية في العراق واليمن منظمات إرهابية ، ووصف قادتها بالإرهابيين ،والتوتر اللبناني مع إستقالة الحريري، وأزمة إستفتاء كردستان، ومشاركة قاسم سليماني في الحرب مع ميليشياته وحرسه الثوري ،في معركة كركوك (كما إعترف السيد مسعود برازاني نفسه)،ماهو إلا تمهيد لشن الحرب ضد إيران، نعم السياسة الامريكية بطيئة جدا في المنطقة ولكنها فعالة ،وتعاملها وتنسيقها مع روسيا حول مجمل ملف الشرق الاوسط ،هو مدخل لتنفيذ استرتيجيتها طولية المدى في الشرق الاوسط ،وصولا الى تحقيق مشروعها الشرق الاوسط الكبير،وهذا أكده الرئيس ترمب ووقع عليه في آخر لقاء له ،مع الرئيس بوتين في فيتنام قبل يومين، ما نريد قوله هنا ،أن المملكة ذاهبة الى التغيير الجذري،الداخلي والخارجي، وتنتظرها تحولات كبرى في الشرق الاوسط،يجب أن تكون المملكة العربية السعودية طرفا أساسيا فيها وفي مقدمتها، إن لم تكن قائدة لها ، لاسيما وان الامير محمد بن سلمان ،أصبح الان معادلا موضوعيا للسياسة الخارجية للادارة الامريكية والاوروبية نبسبب النجاحات التي حققتها سياسته المعتدلة والحكيمة في المملكة والمنطقة معا ،نعم تأثير التحديث السعودي أصبح واقعا على دول الخليج العربي والمنطقة عموما، وما إنفتاح الدول العربية ،وفي مقدمتها العراق على المملكة وتبادل السفراء والزيارات ،إلا إشارة إيجابية لاعادة العراق الى محيطه العربي بضغط ودعم امريكيين ، على جعل المنطقة كلها تدور في فلك السياسة الامريكية،نحن نرى أن المنطقة ودول الخليج تحديدا قد ايقنت أهمية دعم المملكة وتحولاتها السياسية ن بكل ما أوتيت من قوة ، لإدراكها حجم الخطر الايراني ، وصحة التوجه السعودي ،بوصفه يمكن أن تلعب دورا محوريا في المنطقة والعالم، وتقف بوجه التمدد الايراني وخطر ميليشياته ،الذي بات يقلق ويؤرق ،ويدق أبواب الانظمة الخليجية كلها، فلابد من ظهور قوة التوازن العربي، بعد غياب العراق ، كما حصل في التحالف العربي بعاصفة الحزم ، ونتذكر جيدا ، إنشاء جيش التحالف العربي والاسلامي، الذي تقوده المملكة وإنضمت له، كبرى الدول الاسلامية لمواجهة الخطر الارهابي، الذي ترعاه وتقوده إيران وميليشياته كما تعلن إدارة ترمب ،وتقول بأن إيران وحرسها وميليشياتها هم رأس الافعى الارهابية، وهم من يغذي ويدعم الارهاب في العالم ، إن التركيز والاهتمام بالدور ،الذي سيلعبه محمد بن سلمان في المرحلة المقبلة ،لهو دور تنتظره الامة العربية برمتها، لإن إسشتعرت مكامن الخطر ، وترى في شخصية وحكمة وقيادة الامير محمد ،منقذا وحاميا لها ،

وهكذا تدعم الدول الاوروبية وأمريكا، بكل قوتها المملكة، للحفاظ على مصالحها ومشاريعها الاستراتيجية في العالم ،ومنطقة الشرق الاوسط، ولانستبعد تماما قيام حرب عالمية ثالثة، كما تشير الاحداث والوقائع على الارض، وأن طبول الحرب تدق في الخليج، ومن لم يسمع بها فهو أصم وأبكم كما يقول هنري كيسنجر ، فهل الحرب قادمة لامحالة ، هذا ما نراه الان مجسدا في تهديدات إيران وتغولها في المنطقة ومحاولتها تغذية الحروب ، بإصرارها على صنع القنبلة النووية ،وتطوير التسليح الصاروخي البالستي رغم الحصار، ورغم أنها وقعت الاتفاقية النووية مع الدول الكبرى وأمريكا، ومع هذا فهي تخرق الأتفاقيات وتصر على إشعال الحرب ،ودعم المنظمات الارهابية والميليشيات لزعزعة أمن وإستقرارمنطقة الشرق الاوسط والعالم، أعتقد المملكة العربية السعودية ،بشخص ولي العهد الامير محمد ستلعب دورا أساسيا في تغيير شكل المنطقة ، بعد زوال نظام طهران الذي اصبحت الحرب عليه قاب قوسين أو أدنى ، مما يؤهلها أن نكون الرائدة في بسط الامن ،وفرض الاسلام المعتدل في المنطقةن بعيدا عن الغلو والتعصب والتكفير،والذي سيبدأ من داخل المملكة أولا ، بتغيير الرؤية السعودية الى واقع متجدد ومتفرد خال من الظواهر الارهابية التي تغذيها جهات موغلة في الغلو والتطرف، الامل كله معقود بدور ولي العهد للعمل على ازالة آثار الحروب والعنصرية والتطرف ، ومواكبة الحداثة والتنويرالفكري ،والتطور الحضاري والتقدم التكنولوجي ….

أحدث المقالات