18 ديسمبر، 2024 11:02 م

زلزال بن سلمان ومستقبل المملكة

زلزال بن سلمان ومستقبل المملكة

تتواصل ارهاصات الوضع السعودي بعد ماسمي بمجزرة الامراء في وقت يهيئ ولي العهد محمد بن سلمان الاجواء والاذهان للاعلان عن تنحي والده الملك سلمان عن الحكم ليعلن نفسه ملكا على عرش البلاد .
ثمة خطوات قليلة تفصل الامير بن سلمان عن العرش ولكنها خطوات ضرورية واساسية بتقدير خبراء الموساد الاسرائيلي الذين يقفون وراء رسم المشهد السعودي بكل دقائقه وتفاصيله متجاهلين الواقع السعودي القائم اولا وواقع المنطقة التي لم تالف هكذا نمط من الانقلابات الداخلية .
الواضح ان زلزال محمد بن سلمان، في السعودية،لايكاد يكفّ عن إرسال الارتدادات داخلياً وخارجياً. حيث تبدو المملكة وكأنها تدخل نفقاً مجهول النهايات.فولي العهد بن سلمان ينقلب على نظام معقّد تبانى عليه الآباء والأجداد لمصلحة قبضة حكم عمودي تزرع من ورائه الكثير من الألغام والمخاطر في وقت يذهب بالبلاد الى متاهات مجهولة حيث تحاصر الرياض نفسها بنفسها، وتراكم الفشل تلو الفشل، بل ويلقي بالمسؤولية على طهران ويتهمها بشن حرب مباشرة على بلاده بعد ان دك اليمنيون قاعدة الملك خالد بصاروخ باليستي ويتوعد بشن حروب الانتقام ضد ايران وضد لبنان بل ويعتقل رئيس وزراء لبنان ويملي عليه خطاب الاستقالة .
كل شيء تغيّر في زمن بن سلمان فالامراء لم يامنوا كما كانوا سابقا الوضع الراهن والسعودية التي يعرفها الجميع لم تعد السعودية. لقد تغيّر وجه المملكة الموحدة منذ 85 عاماً كما تغير وجه النظام برمته، بتركيبته، وتعقيداته، وأصول الحكم فيه، لم يعد كما عرف طوال العقود الماضية. خطورة ما يقدم عليه ولي العهد محمد بن سلمان يكمن في أن التغيير الذي ينشد، لا يأخذ بعداً محدد المعالم، ولا يمضي في سيرورة هادئة أو سلسة بل انه عشوائي بامتياز وديكتاتوري متوحش والاكثر خطورة هو ارتكاز بن سلمان على البعد الخارجي مقابل صكوك مفتوحة متجاهلا كل تراث الاباء والاجداد والتناغم السياسي بين ال سعود وال بن عبدالوهاب مما يفتح باب جهنم على السعودية ويدخلها في اتون من الازمات .ان صعود بن سلمان يذكرنا بصعود الطاغية صدام الذي انقلب على تراث حزب البعث والوجوه المؤسسة والتاريخية ويفعل الافاعيل ويحرك خيوط المؤامرات لينال من رفاق الدرب ويتركهم الى مجازر باسم الانقلابات والطائفيات والفساد كما يفعل اليوم بن سلمان .
اعصار بن سلمان ضرب كل مؤسسات الحكم من سياسية وإعلامية ودينية واقتصادية، ليطيح بها ولكن الاخطر كيف سيحاول احتواء الاوضاع وماينتج عن الفراغ المنتظر ؟فالعملية لا تسير وفق قاعدة تبديل الحلفاء في هذه الأجنحة والقطاعات بناءً على الولاء الشخصي، فحسب، بل المطلوب أن تُستبدَل بالأصول والقواعد الحاكمة أصولٌ وقواعد حديثة، غريبة عن تاريخ المملكة مما يؤدي الى فراغات تتحول بالتدريج الى زلزال مدوية قد تطيح بكل شئ .
هذا النمط السياسي المدعوم اسرائيليا دفع اقرب الحلفاء له وهم الامريكان الى التنبه للمخاطر القادمة واعدوا العدة للبديل القادم اذا ماخرجت الاوضاع عن السيطرة حيث كشفت مصادر سعودية أن الأمير أحمد بن عبد العزيز, غادر المملكة متوجهاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية, قبل ساعات من تنفيذ مذبحة الأمراء وهو الشخص الوحيد الموثوق به امريكيا .
وقال حساب الشبكة العربية على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”, إن مغادرة الامير السعودي جاءت قبل ساعات قليلة من بدء حملة الاعتقالات.
والأمير أحمد بن عبد العزيز كان قد شغل منصب نائب وزير الداخلية في السعودية خلال الفترة من العام 1975 وحتى العام 2012، وهو أحد الأبناء الأقوياء للملك المؤسس، كما أنه ابن الأميرة حصة السديري
ويُشار له على أنه أقوى المرشحين لخلافة الملك سلمان كونه ينتمي لجيل أبناء عبد العزيز، ويشار له أيضا على أنه أكبر تهديد يواجه طموحات الأمير محمد بن سلمان. وفرض الحرس الملكي السعودي طوقاً مشدداً حول قصر الأمير أحمد بن عبد العزيز قبل تنفيذ حملة ما يعرف بـ”مذبحة الأمراء”, ومنع الدخول أو الخروج من القصر منذ ساعات صباح السبت الماضي.وحسب مصادر مطلعة فإن الأمير أحمد مُنع من مغادرة المملكة لدى وصوله إلى المطار في بداية الأمر، إلا أن ضغوطا أميركية تمكنت لاحقا من إتاحة الفرصة له للمغادرة كونه كان في طريقه الى الولايات المتحدة التي وصلها بالفعل ويتواجد فيها حاليا.
واكد مراقبون إن لجوء الأمير أحمد بن عبد العزيز إلى الولايات المتحدة يعني أنه يُراد أن يكون في مأمن حتى إذا ما غرق بن سلمان جعلته أمريكا بديلا لإنقاذ آل سعود. ولكن السؤال المطروح الى اين تتجه السعودية بعد هذه المتغييرات الطائشة والمفخخة وكيف يمكن قراءة الوضع السعودي جراء ما يمكن ان يحصل في القادم من الايام وهل المطلوب من بن سلمان شن حروب في المنطقة من اجل ان يكون كبش الفداء كصدام وبالتالي يمكن اطلاق رصاصة الرحمة على النظام السعودي الذي ادخل حاليا في مرحلة الموت السريري بانتظار ماتسفر عنه بقية الاحداث .