هكذا علمنا من يريد الوصول الى كرسي الحكم على رقاب الآخرين يتخذ من العناوين الجميلة غطاء للوصول الى غايته ، وهو تنفيذ حرفي للطريقة الميكافيلية في السيطرة على مقاليد الحكم ، فتارةً يكون العنوان الخيانة وتارةً الإنقلاب العسكري وتارةً مكافحة الفساد وغاية طرح هذه العناوين هو تصفية الخصوم بشكل قانوني ومقبول من قبل الشارع بل يكون العنوان مرعب لكل من تسول له نفسه في مواجهة القوة التي طرحت هذا العنوان ، وهكذا محمد بن سلمان الذي قام بتصفية جميع معارضيه تحت عناوين مختلفة كتنحية محمد بن نايف تحت عنوان الاستقالة ومن ثم وضعه تحت الإقامة الجبرية ، وقتله لناصر بن مقرن بن عبد العزيز وعبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز وطرح عنوان مكافحة الفساد لكي يصفي به جميع المعارضين وفي مقدمتهم الرجل القوي متعب بن عبد الله (وزير الحرس الوطني) وأخويه فهد (مساعد وزير الدفاع) وتركي (حاكم منطقة الرياض) أبناء عبد الله بالإضافة الى عمه احمد بن عبد العزيز والوليد بن طلال وتركي بن ناصر بن عبد العزيز وخالد التويجري (رئيس الديوان الملكي السابق) بالإضافة الى مجموعة من رجال الأعمال مثل بكر بن لادن وعادل الفقيه (وزير الاقتصاد والتخطيط) وصالح كامل ومحمد العمودي ووليد الإبراهيم وسعود الدويش و ابراهيم العساف (وزير المالية السابق) وآخرين ، بعض هذه الأسماء دخلت في قائمة الفاسدين حتى تكون الخطة كاملة تنطلي اللعبة على الداخل السعودي بالإضافة الى المحيط الخارجي ، فجميع الشخصيات التي تم احتجازها هم من المنطقة الغربية من ضمنها مكة والمدينة ، وهذه الشخصيات هم رجال الدولة السعودية وأيدي آل سعود وامتدادهم المالي والإعلامي بالإضافي للعسكري وكل ما يملكون هو من صفقات مختلفة يبرمها الأمراء ويقومون بتنفيذها ، ولم يتم احتجاز اي رجل أعمال من خارج المنطقة الغربية وهل الفساد لم يدخل باقي المناطق السعودية ؟؟؟؟ وهل الفساد لم يدخل بابه إلا الأسماء التي تعتبر من أركان المملكة السعودية ؟؟؟؟ ، علماً كل عملية مكافحة الفساد هذه كانت معنية بإزاحة خمس أشخاص من المشهد السياسي السعودي وهم الأمير متعب بن عبد الله وأخويه الأميرين فهد وتركي بالإضافة الى عمهم الأمير احمد بن عبد العزيز لأن هؤلاء هم المنافسون والمعارضون الاقوى لتولي محمد بن سلمان لملك السعودية بعد أن يزيح أبيه الملك سلمان في الأيام القليلة القادمة ، وهذا المخطط تم بإشراف خبراء من أمريكا وبريطانيا بالإضافة الى دعم الشيخ محمد بن زايد ولي عهد الإمارات ، وبعد هذه الخطوة ترقبوا إزاحة الملك سلمان تحت عنوان الحالة الصحية ، وهكذا سيصبح أو ملك للسعودية يستلم الكرسي بعد أبيه وعمره لم يتجاوز الثلاثين ، ولكن هل سينجح محمد بن سلمان بهذه المهمة الخطرة وهل يتركه الأمراء الآخرون يسيطر على مقاليد الحكم بدون أي ضجيج ، هذا ما تخبأه الأيام والساعات القادمة .