17 نوفمبر، 2024 9:44 م
Search
Close this search box.

الأعلاف الحيوانية إرادة برلمانية!!

الأعلاف الحيوانية إرادة برلمانية!!

الأعلاف من ضرورات الحياة الحرة الكريمة , قد يستغرب القارئ من هذا القول , لكن الواقع الحياتي في المجتمعات المتقدمة يشير إلى أهمية الأعلاف في الحياة , والأعلاف هي غذاء الحيوانات أو طعامها الذي يؤسس لثروة حيوانية ذات قيمة إقتصادية مهمة وضرورية للحياة , فعندما تقل الأعلاف تصاب الثروة الحيوانية بخسائر كبيرة ويصعب توفر الطعام أو يصبح غاليا.
ولهذا فأن المجتمعات المتقدمة تولي إهتماما كبيرا بوفرة الأعلاف الحيوانية , لأن حياة البشر معتمدة على حياة الحيوان , ومنذ الأزل لولا الحيوان لإنقرض الإنسان , وبموجب ذلك تجد الإهتمام الخاص بالأعلاف الحيوانية , بل وتصنيعها وإبتكار الوسائل الكفيلة بخزنها وتكديسها لإطعام الحيوانات بأنواعها منها.
أما في مجتمعاتنا التي ما فهمت ماهيتها ودورها وغايتها في الحياة , فأن الإعتماد يكون على الطبيعة والمطر , والركض المرهق خلف المواطن والبقع التي إخضوضرت بسبب المطر , وما تعلمنا كيف نعلف المواشي ونتطور بإنتاج الأعلاف وتحقيق التنمية الحيوانية الضرورية لدعم الإقتصاد.
قد لا تصدقون ماذا سيحصل في أوربا وأمريكا لو تناقصت أعلاف المواشي والأبقار , إن هذا الأمر سيهز برلماناتها ويزعزع عروشها , لأن آلية بقائية ضرورية من أركان الحياة قد فقدت أو ضعفت , بينما في ديارنا لا نفهم في هذه المفردات ونتصورها عيبا وشيئا ثانويا , وما سمعنا نقاشا أو قرارا في برلمانات العرب يتحدث عن الثروة الحيوانية وكيفيات توفير الأعلاف.
لكن البرلمانات الساذجة منهمكة بمناقشات عقيمة عفا عليها الزمن وتجاوزتها البشرية , وآخر تقليعاتها إقرار تزويج الأطفال القاصرين من البنات لذوي العاهات النفسية والعقلية والفكرية والروحية المقنّعة بدين, فهذا مستوى برلماناتنا المخزية , أما النظر بشؤون الحياة ومفرداتها الضرورية للقوة والنماء فأمر لا يدركونه ولا يمكنهم أن يتصورونه , لأنه لا يتفق ونزعاتهم الغرائزية وتطلعاتهم اللذائذية التي عليها أن تتفوق وتسود.
ولهذا فالدعوة للنظر بأهمية توفير الأعلاف الحيوانية , أكثر أولوية وقيمة إقتصادية وحضارية من هدر الطاقات وضياع الوقت في النقاشات المفضية إلى ما هو مشين , ومخزي وعار في جبين صاحب كل عمامة وطرة ولحية ومتمنطق بدين!!
فإهتموا بالأعلاف الحيوانية وإمنحوها الأولوية في نقاشاتكم لأنها تصنع حياة وتبني إقتصادا , وتحرركم من الإستعباد بإستيراد ما تحتاجونه من الطعام من الآخرين , الذين يقبضون على مصيركم من أفواهكم الفاغرة التي تبحث عن لقمة لذة وجرعة رغبة , بعد أن إنفلت المطمور وشُيدتم القصور , وصار همكم بعد دمار البلاد وقهر العباد أن تمتهنوا البراءة وأنتم تترنمون بالحور!!!

أحدث المقالات