منذ قرون والجهل يسابق الفقر و المرض, في ظل الاحتلال و الحروب الداخلية والانقلابات, وتخبط برامج الحكومات المتعاقبة على إدارة المشهد السياسي, الاقتصادي, والاجتماعي, هذه التداعيات أرخت بظلالها على المشهد العام وأنتجت شريحة كبيرة وجاهلة, في طرف المعادلة يحتل المثقف الرقم المهم, و تتحمل شريحة المثقفين مسؤولية انتشال المجتمع من الواقع المزري الى دائرة الوعي, على اعتبار انها الشريحة التي يعقد عليها الرهان في الدافع عن المظلومين ومحاربة الجهل, فالمثقف كما يصفه الفيلسوف الفرنسي” سارتر” هو الذي يقوم بمهام لم يكلفه بها احد, وهو الضمير الشقي, إنقاذ المجتمع لا يأتي بالتمني ولا بعصا موسى, أنما يأتي بالانفتاح على المجتمع وإشاعة الرغبة للاندماج شريحة الشباب من كلا الجنسين في الساحة الثقافية, والنزول الى مستواهم الثقافي ومن ثم الارتقاء بهم الى مراحل متقدمة , للأسف لم نجد هذا واضحا في الأوساط الثقافية, بل نجد النرجسية المفرطة عند البعض ممن ادرجوا على قائمة الثقافة, يمارسون الثقافة كفكر صعب جدا متخم بالتعقيد والإنشائية اللغوية, واللهجة المنفعلة, نراهم يوظفون اللفظة غير متداولة وأسماء ما انزل الله بها من سلطان, لاعتبارات الظهور باللباس الثقافي, او من مستلزمات الإبداع, وسحب الأضواء, ناسين او متناسين بان هذا الضجيج يصدع الرؤؤس المتخمة بمشاكل الحياة الاجتماعية, أتذكر الشاب الذي رد على محاضرة “توعوية” كانت تطالب الشباب الاندماج في الوسط الثقافي , قال أستاذ بعض المثقفين يقول كلمات تصدع الرأس, استوقفتني هذه المفردة العفوية, لكني وجدتها حقيقة, للطما انتقدناها بأكثر من موقف.
وهنا نقول بان هذا المثقف النرجسي, ساهم بطرد الشباب, والابتعاد عن المجتمع, بنرجسيته وتعاليه, والدليل نجد الكثير من المنتديات الثقافية خالية من الشباب , مجرد وجوه مسنة مستهلكة , تحضر هنا وهناك وتتبادل شهادات التقدير فيما بينها. مع ثلة من الطارئين على الثقافة.
نقول لهم انزلوا من كراسيكم العاجية, وتعاليكم, وتفاعلوا مع المجتمع ببساطة, والقيادة من الداخل, لتحضوا باحترام ومحبة المجتمع وتتعرفون على مشاكله,فان العناية بالخطاب الثقافي, لا تعني التزويق اللفظي, والإكثار من الاستعارات والكنايات,ة نعم العبارة ومتانة البناء تأتي بالكلام جامعا بين الدقة والوضوح والبساطة, وأخيرا نقول الشباب والمجتمع مسؤولية الطبقة المثقفة.الاهتمام بالاجيال مسؤولية.
وهذا لا يأتي بالتمني تاريخ المشهد السياسي العراقي عبر تاريخه الموغل بالدماء و الكثير من التراكمات السلبية المشهد السياسي العراقي شهد العديد من السياسات الخاطئة من المشاهد المخزية ا والسياسات الخاطئة التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة على أدارة الدولة أنتجت لنا مجتمع يشكو من الثالوث المدنس (المرض, الفقر ,الجهل )الكثير من الحروب والانقلابات والثورات الكثير ممن يخوضون في غمار الثقافة لإنتاج خطاب ثقافي يتمادون في إقحام المنجز في الكثير المصطلحات والكلمات الغيرة مفهومة لدى شريحة واسعة