26 نوفمبر، 2024 3:06 م
Search
Close this search box.

ألأُميّةُ آلفكريّةُ؛ سِمةُ آلمُتَحاصِصِين

ألأُميّةُ آلفكريّةُ؛ سِمةُ آلمُتَحاصِصِين

من أسوء صفات الشخصيّة العاديّة و السّياسيّة خصوصاً في المسؤولين في الخط الأوّل؛ هي آلأُميّة آلمدرسيّة (القراءة و الكتابة و الشّهادة) و التي إمتاز بها معظم النواب و القضاة والرّؤوساء في عراق الجهل و المآسي و النهب و السلب عبر الأزمان المتلاحقة, لكنّ الأمرّ و آلأسوء و الأخطر من ذلك؛

هي الأميّة (آلفِكريّة) و (العقائديّة) التي مَيّزَتْ بوضوح أكثر كقاسم مشترك معظم ألشخصيّات ألسّياسية و ألمسؤوليين المتصدين في عراق الحرائق و الخراب و آلظلم, خصوصاً في آلرئاسات الثلاث و معهم البرلمانييون و الحكومييون و القضاة و المستشارين و المحافظين و رؤوساء المؤسسات, لسببين لم يَعُدّا خافيّين على أبسط متابع للشأن العراقي؛

ألأوّل: سطحيّة .. بل تفاهة و فساد عقائدهم الفكريّة و الأخلاقيّة وأهدافهم المركزية في الحياة, و بآلتّالي متبنياتهم ألسّياسية و الأقتصاديّة و الاجتماعية و التربوية و الهندسية و الزّراعية و الصناعية و غيرها من التي تعتبر نتاجاً للمتبنيات الفكريّة المُشوّهة و التي لخّصوها بإطار ضيق من خلال نهب الأموال في سبيل مصالحهم الشخصية و العائلية على حساب الوطن و المواطن..

ألثّاني: فساد التربية الحزبيّة و الأجتماعيّة و العشائريّة التي ميّزت العراق – و حتى الدول و الشعوب العربية – مع المنهج التربوي و التعليميّ الذي كان فاعلاً و لا يزال في مدارس و جامعات العراق و العرب, و المشتكى لله!

لذلك و بناءاً على ذلك, رأينا و لمسنا المعطيات الواقعيّة كإنعكاس لتلك الأميّة الفكرية و التربوية و الأخلاقية و السياسية, و التي بيّنا تفاصيلها من خلال الفساد الحكومي و البرلماني و القضائي على أرض الواقع في مئات بل آلاف المقالات بجانب عشرات بل مئات الدّراسات العلمية و الأكاديمية, حتى حكمنا على الواقع و المستقبل من خلال تلك المعطيات كنتيجة طبيعية بآلقول؛

(لا مستقبل للعراق و العراقيين بسبب ذلك ما لم يُغيّروا أسس و مناهج النقطتين الأساسيّتين الآنفتي!؟
و بغير ذلك ستنتشر الأمية الفكريّة بين الجّميع و في مقدمتهم أؤلئك الفاسدين الحاكمين ألّذين حَدّدوا فلسفة إقامة ألحكومة – الوطنية – الأسلامية و كذلك الهدف من آلمناصب و المسؤوليات؛ بكونها غنائم و حصص يجب أنْ يتقاسموها و يضربوا من خلالها ضربة العمر بنهب الأموال و المناصب كفرصة وحيدة و هدف أساسي للفائز برئاسة البلد أو مسؤولية وزارية أو برلمانية أو نيابية أو مؤسساتية لبناء القصور و الفلات و الحسابات المليونية لهم و لذويهم في البنوك الأجنبية و كما رأينا و شهدنا ذلك على حساب حقوق الخلق و الخالق جلّ و علا!

لذلك ذهبت هدراً موارد العراق التي بلغت ترليونات من الدولارات على مدى 15 عاماً ناهيك عن الفساد الصدامي الذي بلغ الخافقين من قبل, بجانب تحميل العراق أخيراً الدّيون ألمليارية التعجيزيّة من البنك الدولي و غيره و التي ستقع كاهلها على أعباء الأجيال ألبريئة – المسكينة – التي لم تلد بعد و التي ليس لها أيّ ذنب في هذا الفساد و الأجرام!

و هل نتاج الأميّة الفكرية غير هذا المصير المحزن الأليم و التي ستمتدّد لأجيال و أجيال لتشرعن الهيمنة الأستكبارية على البلاد و العباد!؟

و ما سيرافقها من نتائج محزنة و كوارث عظيمة .. كنتاج طبيعي للأميّة الفكريّة و العقائديّة و قوة الشهوة و روح التسلط التي ميّزت المتحاصصين و المسؤوليين:
و ستستمر حرائق العراق لتقضي على الجّميع بشكلٍ عادل و متوازن .. بإستثناء الفاسدين ألّذين يحتمون بغطاء آلقانون الوضعيّ و بإلاههم في الغرب الذي شرّعه الأميين فكرياً بأنفسهم وعلى مقاسات جيوبهم!

مع هذا المستوى المتدني لفكر المُتصدّين .. و الأتجاه التربوي و العقائدي الفاسد و الخطير للمسؤوليين فأنّ القادم هو آلأسوء و ألأكثر سواداً, و يكفيك أن تنظر و بتأمل الوضع من خلال الفيدو المرفق و تعامل المسؤوليين مع بعضهم و آلأتهامات الخطيرة المعززة بشهادات واقعيّة أحدهم بحقّ الآخر, مدعمة بتقارير على لسانهم و إعترافاتهم بأنفسهم, علماً أنّ جميع الحاكمين بمن فيهم المدعو (رحيم الدراجي) عضو البرلمان العراقي و من معه؛ يَدّعون الوطنيّة و الأخلاص و العدالة و المساواة في الأعلام, بينما الحقيقة هي لأجل إستحمار الشعب و الأستمرار بنهب الأموال و الرواتب!

فهذا الفاسد (رحيم الدراجي) نفسه و رغم ما قاله من الحقّ؛ لا يختلف عن أقرانه أو أيّ مسؤول آخر, لكونه يستلم راتبين في آن واحد و بآلملايين و يعتبر ذلك من حقهِ, بينما هناك عوائل شهداء و حتى موظفين كانوا يخدمون العراق قبله بنصف قرن و جاهدوا في الله بأنفسهم و أموالهم .. لكنهم لم يستلموا لليوم حقوقهم الشرعيّة بسبب المتحاصصين!

ووووو غيرها من الجرائم ألسّرية و العلنية كفقدان التخطيط العلميّ لأنشاء البنىة الزراعية و الصناعية و الأروائية و الصناعات التحتية, بل بعكس ذلك؛ خرّبوا بسياساتهم و غبائهم معظم مدن العراق على أيدي الدواعش و من أحتضن الدواعش (العرب و الكرد و غيرهم) من الذين تكفلت الحكومة المركزية أخيراً بإعادة بناء مدنهم و بيوتهم على حساب جيوب فقراء و شهداء الوسط و الجنوب الذين ظلمتهم كافة الحكومات التي تعاقبت على العراق و لحدّ هذه اللحظ!

إنّ هذا التوجه الخطير أخيراً من قبل حكومة السيد العبادي لهو تفريط كبير لحقوق الفقراء و المستحقين و المجاهدين خصوصا في بدر و الحشد الشعبي ؛ فبعد ما بنت الحكومة للأكراد مدنهم و شوارعهم و بيوتهم و أشبعوهم بآلمليارات و النفط و الدعم على كل صعيد و على حساب جيوب و حقوق المظلومين في الوسط و الجنوب – و المشتكى لله – جاء الآن دور الرّماديين و البدو في الغرب لبناء مدنهم و جيوبهم بعد ما خرّبوها بأيديهم على حساب المستضعفين!

و إليكم هذا الفيدو ألمُرفق الذي يتهم فيه (الدراجي) (العبادي) بآلجهل و الأميّة و بآلتسلط على المال العام و التصرف به بحسب مقاسات حزبه و عشيرته و عائلته, بجانب الأمية الفكرية التي تميّز بها الجميع, حيث أصبحوا مجرد ببغاوات يعلنون من خلال التصريحات و التقارير ما يحدث على أرض الواقع و كأنهم مراسلين ببغاوات يعكسون ما يحدث على الأرض, و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
لا قيمة للعراق مع السياسيين .. بدون الفلاسفة و المفكريين .. و على رأسهم المفكر الكونيّ الوحيد الذي حصل على هذا اللقب و لأوّل مرّة في الوجود من قبل الفيلسوف الكبير سروش الذي يعد من الفلاسفة العشر المعاصرين في العالم؛؛

 

أحدث المقالات