خاص : كتبت – نشوى الحفني :
يبدو أن مسلسل العقوبات الأميركية على إيران لن ينتهي وسيظل العالم أسبوعياً يسمع بها.. حيث أعلنت وزارة المالية الأميركية، الثلاثاء 31 تشرين أول/أكتوبر المنصرم، عن فرض عقوبات ضد 41 شخصية وشركة إيرانية، بما في ذلك “القوة الجوية الفضائية” التابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني.
وتأتي هذه العقوبات، بحسب وثائق للوزارة نشرت على موقعها الرسمي، في إطار عمل الولايات المتحدة على مواجهة انتشار أسلحة الدمار الشامل.
الحد من القدرات الدفاعية الإيرانية..
يستهدف مشروع “قانون العقوبات الأميركية” الجديد ضد إيران، والذي يعرف بقانون “كاتسا”، بالدرجة الأولى، القدرات الدفاعية الإيرانية، حيث ينص على فرض إجراءات حظر ضد كافة الجهات المعنية ببرنامج إيران الصاروخي و”الحرس الثوري” الإيراني.
يمكننا الوصول للقوات الأميركية..
رداً على تلك العقوبات، قال قائد قوات “الحرس الثوري” الإيراني، إن بلاده لا تحتاج إلى زيادة مدى صواريخها “الباليستية”، لأنها قادرة حالياً على الوصول إلى القوات الأميركية المتمركزة بالمنطقة.
العقوبات ستزيد عدد الصواريخ !
قائلاً الجنرال “محمد علي جعفري”، قائد قوات “الحرس الثوري” الإيراني، إن “العقوبات لن تؤدي سوى لزيادة عدد الصواريخ الإيرانية ودقتها”.
ونقلت وكالة “تسنيم” للأنباء عن “جعفري” قوله: “مدى صواريخنا 2000 كيلومتر، ويمكن زيادته لكننا نعتقد أن هذا المدى كاف للجمهورية الإسلامية، لأن معظم قوات الولايات المتحدة ومعظم مصالحها بالمنطقة تقع في هذا النطاق”.
تستهدف اقتصاد إيران..
مضيفاً: أن “الأميركيون يسعون إلى فرض عقوبات جديدة على الحرس الثوري بشأن برنامجه الصاروخي، لكن هذه ذريعة للإضرار باقتصاد إيران”.
وسبق أن هدد “جعفري” بضرب القوات الأميركية المتواجدة في منطقة الشرق الأوسط، في حال أدرجت واشنطن “الحرس الثوري” في قائمة الإرهاب.
عقوبات مسبقة..
أعلنت واشنطن في 12 تشرين أول/أكتوبر المنصرم، عقوبات قاسية جديدة ضد “الحرس الثوري” الإيراني، المتهم بدعم الإرهاب في المنطقة والعالم. وأكد “دونالد ترمب”، الرئيس الأميركي، في خطابه حول استراتيجية بلاده إزاء إيران؛ على أن “الحرس الثوري يستحوذ على جزء كبير من الاقتصاد الإيراني لتمويل الحرب والإرهاب في الخارج”.
وكان وزير الخزانة الأميركية، “ستيف مونش”، قد قال بعد إعلان “استراتيجية ترمب”، إن وزارته “ستواصل استخدام صلاحياتها لعرقلة النشاطات التخريبية للحرس الثوري الإيراني”.
الصواريخ قادرة على ضرب إسرائيل..
تملك إيران واحد من أكبر برامج الصواريخ بالشرق الأوسط؛ وبعض صواريخها دقيقة التوجيه قادرة على ضرب إسرائيل.
وتقول الولايات المتحدة إن برنامج إيران الصاروخي ينتهك القانون الدولي، لأن الصواريخ يمكن أن تحمل رؤوساً نووية في المستقبل.
وتنفي إيران السعي لامتلاك أسلحة نووية، وتقول إن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط.
تشكل تهديداً للولايات المتحدة وحلفاؤها..
من جانبها، ورداً على تهديد قائد الحرس الثوري الإيراني “محمد علي جعفري” حول زيادة حجم ومدى صواريخ بلاده “الباليستية”، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، “هيذر ناويرت”، على أن الصواريخ “الباليستية” الإيرانية تشكل تهديداً للولايات المتحدة وحلفائها.
وقالت “ناويرت”: “مدى 2000 كيلومتر، أيضاً مدى كبير، ومن المؤكد أن بعضاً من بلدان حلفائنا تقع في هذا المسافة”.
مضيفة بأنها لا ترغب بالرد على تصريح قائد “الحرس الثوري” الإيراني أو أي مسؤول آخر حول هذا الموضوع.
لكن “ناويرت” أكدت في نفس الوقت قائلة: “جميعنا نعلم، وحلفاؤنا في المنطقة أيضاً يعلمون، أن صواريخ إيران الباليستية، ليس تهديداً ضد الولايات المتحدة فحسب، بل هي تهديد ضد حلفائنا في المنطقة ومن بينهم كثير من البلدان العربية”.
موضحة متحدثة الخارجية الأميركية: “صواريخ إيران، زادت من حدة التوتر والأزمات في المنطقة منذ فترة طويلة، وكما تعلمون أن الصواريخ الباليستية تشكل انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الدولي”. مؤكدة على ضرورة التزام طهران بالقرارات الدولية.
تقوم على إنعدام حسن النية..
في نفس الوقت، أكد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، “محمد جواد ظريف”، على أن سياسة الولايات المتحدة الأميركية مبدئياً تقوم على إنعدام حسن النية، وقال أن الإدارة الأميركية لا يمكنها أن تختفي وراء قرارات الكونغرس، مبيناً أن طهران ستتخذ القرارات اللازمة ضد أي قرار يصدر من الجانب الأميركي.
الاستفزازات تحول دون الاستفادة من الاتفاق النووي..
أفادت وكالة (مهر) للأنباء؛ أن وزير الخارجية الإيراني أشار إلى مدى تأثير قرارات الكونغرس الأميركي على مصير تنفيذ الاتفاق النووي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تمارس استفزازات للحؤول دون استفادة إيران من الاتفاق النووي، مشيراً إلى أنه من الناحية الدولية فإن الإدارة الأميركية هي المسؤولة عن تنفيذ التزاماتها الدولية.
مضيفاً أن القرارات الأميركية الداخلية تخص هذا البلد، ولكن من وجهة نظر المجتمع الدولي فإن الإدارة الأميركية هي المسؤولة عن تنفيذ التزاماتها الدولية، وهذا الموضوع يحظى بأهمية كبرى.
مشيراً إلى أن سياسة أميركا قائمة على انعدام حسن النية، وخاصة في سياسة الإدارة الأميركية الجديدة، “فمنذ تولي (ترامب) رئاسة الجمهورية أصبح سوء النية ضمن سياسات أميركا”.
منوهاً “جواد ظريف” إلى أن الأميركيين يسعون، من خلال ممارسة الاستفزازات، إلى توتر الأجواء وليمنعوا الجمهورية الإسلامية الإيرانية من الاستفادة من الاتفاق النووي، وهذه الوتيرة ليست فقط تتعارض مع مبدأ حسن النية، بل إنها تتعارض مع البنود 26 و28 و29 من الاتفاق النووي.
ولفت وزير الخارجية إلى أنه في التقرير الأخير، الذي تقدمه الخارجية الأميركية مرة كل ثلاثة أشهر بشأن الاتفاق النووي، أوضح بشكل مسهب عدم التزام إيران بتعهداتها، بما في ذلك تصريحات “ترامب” في واشنطن، وسائر الإجراءات الأميركية التي تتعارض مع التزامات هذا البلد.
مفتشو الوكالة يمارسون مهامهم دون مشاكل..
قبل يوم واحد فقط من إعلان العقوبات الأميركية، أكد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، “يوكيا أمانو”، في أبوظبي، أن مفتشي الوكالة يمارسون مهامهم في إيران “دون مشاكل”، غداة إعلانه أن طهران “تفي” بالتزاماتها.
وكان “أمانو” يتحدث في مؤتمر صحافي في اليوم الأول من “المؤتمر الوزاري الدولي للطاقة النووية في القرن الحادي والعشرين”، والذي تستضيفه العاصمة الإماراتية.
وقال رئيس الوكالة الدولية، رداً على سؤال: “بالنسبة إلى أنشطة مفتشينا، فإنهم يقومون بواجباتهم من دون مشاكل”.
ورفض “ترامب”، في وقت سابق من الشهر الماضي، التصديق على التزام إيران بالاتفاق النووي الذي وقعته مع القوى العالمية؛ ويقضي بالحد من أنشطة برنامج طهران النووي مقابل رفع معظم العقوبات الدولية عنها.
وسيلتها الوحيدة لمنع تمويل الجماعات المسلحة..
يقول المتخصص في الشأن الإيراني، “د. محمد محسن أبو النور”، معلقاً لـ(كتابات)، بشأن استمرارية العقوبات الأميركية على إيران، أن العقوبات هي الوسيلة الوحيدة التي تراها أميركا وسيلة مادية لتحجيم “الحرس الثوري” الإيراني؛ ومنعه من تمويل الجماعات المسلحة في سوريا وليبيا واليمن والعراق.
النواب الأميركي يؤيد فرض العقوبات..
صوت مجلس النواب الأميركي، الأسبوع الماضي، بتأييد فرض عقوبات جديدة على برنامج الصواريخ “الباليستية” الإيراني، وحث “ترامب” حلفاء الولايات المتحدة على الانضمام إلى واشنطن في القيام بتحرك قوي لوقف “سلوك إيران الخطير والمزعزع للاستقرار”؛ بما في ذلك فرض عقوبات تستهدف برنامجها لتطوير الصواريخ.
تنتهك روح الاتفاق.. وقرار مجلس الأمن..
كان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، قد صرح أن إيران انتهكت روح الاتفاق النووي المبرم بين الدول الست وطهران عام 2015، بسبب تجاربها الصاروخية “الباليستية”.
ويطالب قرار مجلس الأمن 2231، الذي صدر في أعقاب الاتفاق النووي عام 2015، من إيران بعدم تطوير صواريخ “باليستية” قادرة على حمل رؤوس نووية، الأمر الذي لم تلتزم فيه طهران، حسب ما تؤكده الولايات المتحدة الأميركية.