8 مارس، 2024 12:16 م
Search
Close this search box.

تقويض محور المقاومة وتقوية النفوذ الإسرائيلي .. أهم تبعات توطيد العلاقات العراقية – السعودية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

اتسمت العلاقات السعودية – العراقية على مدى العقود الماضية بالتذبذب، إذ قدمت السعودية إلى العراق دعم مالي كبير إبان الحرب مع إيران، وعلى مدى ثماني سنوات قدمت دول “مجلس التعاون الخليجي” أكثر من 120 مليار دولار إلى “نظام البعث”.. وبعد هجوم “صدام” على الكويت عام 1990؛ تراجعت العلاقات السعودية – العراقية بشدة، وبعد سقوط “حزب البعث” تدهوت علاقات البلدين بشدة.. ومنذ احتدام الخلاف بين البلدين، لاسيما في عهد “نوري المالكي” قُطعت العلاقات بين البلدين تقريباً.

رشوة العراق بعضوية مجلس التعاون مقابل ابتعاده عن إيران..

حالياً تسعى السعودية، كما يقول “حسن هاني زاده” في مقاله التحليلي المنشور حديثاً على موقع “المركز الدولي لدراسات السلام” الإيراني؛ بعد نجاح حكومة “حيدر العبادي” في القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي، إلى التقارب مع العراق بغرض عزل العراق عن إيران.. وعليه تسعى الحكومة السعودية، عبر تقديم الوعود إلى “العبادي” بضم العراق إلى عضوية “مجلس التعاون الخليجي” شريطة زيادة الفجوة بين العراق وإيران.

وفي هذا الصدد يبدو أن زيارة “العبادي” الأخيرة إلى الرياض؛ ولقاءه وزير الخارجية الأميركي، وكذلك المسؤولين السعوديين، يكتب وضعاً جديداً.. في غضون ذلك تتعهد السعودية وأميركا بمساعدة الاقتصاد العراقي مقابل الحد من النفوذ الإيراني.. من ناحية أخرى تسعى المملكة بالتقارب مع العراق إلى التدخل نوعاً ما في الشأن العراقي الداخلي.. وأحد الآليات التي تنتهجها السعودية هو التقارب مع الطيف السني بالعراق. بمعنى أن السعودية تسعى حالياً عبر إقرار العلاقات مع العراق إلى التقارب مع أهل السنة بالعراق واستخدامهم ضد الشيعة.

وبخلاف أهل السنة تضع السعودية العراق في مواجهة إيران بالشكل الذي يخلق فجوة في المجتمع العراقي.. كذلك فقد سعت في عهد “نوري المالكي” إلى تحريك أهل السنة ضد “المالكي”، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل.. والحقيقة أن المملكة العربية السعودية تسعى حالياً إلى تقويض مكانة الشيعة من خلال تحفيز أهل السنة وفصلهم عن العراق.. هذا بالاضافة إلى مساعيها الرامية إلى الحد من النفوذ الإيراني بالعراق.

يضيف “حسن هاني زاده”، موضحاً أنه تبحث السعودية حالياً، علاوة على الأبعاد السياسية والجيوسياسية من ملف تحسين علاقاتها مع العراق، في إثر عدد من الأهداف.. ومن المنظور الجيوسياسي تقع العراق ضمن المثلث الإيراني – السوري، لذا تسعى الرياض إلى عزل أحد أعضاء هذا المثلث، وهو “العراق”، والسيطرة تدريجياً على المنطقة.. بمعنى أنها تستطيع السيطرة على الجنوب الإيراني عبر النفوذ في العراق، وكذلك السيطرة على سوريا، ومن ثم تقويض محور المقاومة.. كما تستهدف الرياض بخلاف ذلك إلى تدعيم نفوذها بالعراق من خلال الاتفاقيات العسكرية والتعاون الأمني مع العراق.. وأحد شروط السعودية لقبول العراق كعضو في “مجلس التعاون الخليجي” هو الحد من النفوذ الإيراني داخل محور المقاومة.. إذ يعتبر “الحشد الشعبي” في العراق حالياً؛ بمثابة قوى مقاومة ولذا تحاول السعودية تقويض “الحشد الشعبي”.

تبعات تدعيم العلاقات العراقية – السعودية..

لتدعيم العلاقات العراقية – السعودية تبعات مؤثرة في مجالات التعاون العسكري والسياسي والاقتصادي.. وقد يؤدي إلى زيادة النفوذ السعودي في العراق وبالتالي تقويض محور المقاومة.. إذ سيؤدي نفوذ السعودية بالعراق إلى تقويض مكانة إيران، وهذا ما تتطلع إليه الولايات المتحدة الأميركية.

على المستوى الثقافي؛ بمقدور السعودية نظرًا لخبراتها الكبيرة في صناعة “الوهابية” بالمنطقة، القيام بأنشطة ثقافية بالمناطق السنية شمال غرب العراق (وتأسيس المدارس الوهابية)، عبر المكونات الاقتصادية والمساعدات المالية، ومن ثم تقوية نفوذها والوهابية على حساب تقويض النفوذ الشيعي. ولهذا السبب تنتشر الأعمال الثقافية السعودية في سائر دول الجوار، وقد يكون مؤثراً على المدى البعيد.

من المنظور الأمني تستطيع السعودية بالنفوذ إلى محور المقاومة؛ الحيلولة دون اتصال “الحشد الشعبي” مع محور المقاومة، وبالتالي وقف النفوذ الإيراني بالعراق، كذلك تشديد الاضطرابات في سوريا.. وتتخوف السعودية من قمع الفصائل الإرهابية داخل سوريا وتقوية محور المقاومة مجدداً.

بخلاف ذلك يبدو انطلاقاً من التعاون القوي بين السعودية والكيان الصهيوني، أن نفوذ السعودية بالعراق من شأنه تشديد النفوذ الصهيوني في المنطقة.

ويخلص الباحث الإيراني “حسن هاني زاده” في تحليله، إلى نتيجة مفادها أن أميركا تطلع وكذلك إسرائيل إلى تغيير الهيكل الإقليمي لصالح الكيان الإسرائيلي.. ولذلك تسعى السعودية بعد تشكيل “إقليم كردستان العراق” إلى تشكيل جبهة جديدة تضم “تركيا والعراق” إلى جانب الكيان الإسرائيلي، وتقويض محور المقاومة من خلال هذه الجبهة، وبالتالي تقوية المستوى الأمني للكيان الإسرائيلي في المنطقة.. لكن مدى نجاح السعودية في كل هذه الأمور منوط بمناورة رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب