يتطلب العمل الاداري العديد من المهارات والادوات التطويرية التي تمكن العامل في هذا الحقل من الابداع وتقديم المنجزات بشكل مرض .. ولكن فوق هذا وذاك لابد من توفر القدرة والقابلية والاستعداد النفسي لدى القائد الاداري ..للتعامل مع شرائح المجتمع على مختلف المشارب والاتجاهات والامزجة .. ومعلوم ان رضاء الناس غاية لايمن ادراكها او بلوغها .. ولكن بشكل تقريبي او نسبي ممكن ذلك … فعلى العامل في حقل القيادة الادارية ؛ أن يراقب نفسه، حتى يكتشف فيها نقاط الضعف والقوة، فيسعى بينه وبينها لتقوية نقاط القوة وتجاوز الضعف، وهذا يتطلب ان يكون مخلصاً مع ذاته قويا في إرادته للإتصاف بالصفات الحسنة، وتجاوز كلما هو سيئ لكي يتمكن من ذلك، ومعلوم ان الاستعداد و الإيحاء النفسي لهما أكبر الأثر في التخلق بالأخلاق الحميدة، حتى يمكن أن يصبح القائد الاداري اكثر ابداعا . فبالاضافة الى النزاهة. قوة الاحتمال والصبر والمثابرة والاستقامة. وطيبة القلب وكرم النفس. واعتبار الوظيفة مسؤولية أكثر من كونها وجاهة ومعاشاً. وجعل المصلحة العامة كأنها هدف خاص لا بد من الوصول اليه حتى ولو تطلب ذلك مناورة ومعاناة وتثبيط عزائم من قبل المتربصين من الحاسدين والحاقدين ، الذين يرون تقديم مصلحتهم ومنفعتهم اولا ؛ وامتلاك القدرة على الفصل بين المصلحتين، ويجعل الناس تتكلم عن عمله بعيدا عن البهرجة والنفخ الاعلامي الاجوف .. لعمرك هكذا ينبغي ان يكون عليه المتصدي للادارة .. والسيد عادل الدخيلي ، عندما اختير من قبل حزبه او تيارة ان يكون النائب الاول لمحافظ ذي قار .. كانت امامه طرق متفرقة .. رغم ان مجيئه كان في زمن التقشف ونقص في التخصيصات والاموال التي من شانها ان تحد من حركة المسؤول بل وتكتّفه .. حيث زمنه غير زمن السيد عزيز كلظم علوان ، والتخصيصات الكبيرة ، وكذلك غير زمن السيد طالب الحسن الذي شهدت فترته اعلى امكانات الرصد المالي للمحافظة ، والتي كانت تتيح للمسؤول المزيد من مساحات التحرك والابدالع ..( ولكن الذي حصل منهما يعرفه ابناء ذي قار ) اقول .. ان الدخيلي جاء في وقت التقشف .. وانا ( كمراقب ) اعتبر ذلك من حسن حظه … فالساحة قليلة الاموال والتخصيصات .. ومطلوب منك ان تعمل وتنجز فماذا تعمل ..؟؟؟ هنا فقط يبرز معدن الرجال .. وهنا يختبر المسؤول ليكون موطن فخر لاهله وجماهيره بل ولحزبه الذي ائتمنه على المهمة .. ولاشك ان السيد الدخيلي حاز على اعجاب حزبه واستدعوه وكرموه ( كصاحب احسن اداء وظيفي في العراق ، الذي لا يعوزه الا الاخلاص ) .. وهذا التكريم لم يات من فراغ او هو حسب المزاج او المداهنة .. ابدا كان باستحقاق عال جدا .. وبما هو معروف عن الدخيلي الذي يعمل بالمتيسر من اموال على شحتها .. ويعمل بخلقه الكريم ويتعامل مع الاخرين بنفس كريمه وروحية سمحة وبصبر واناة قلما نجدها عند مسؤول .. فهو الذي يستقبلك بالترحيب غير الاعادي والابتسامة الصادقة والوجه المسفر الذي ينم عن ود وتقدير للمراجع او الزائر .. وينصت لك بكل جوارحه ليتفاعل مع همومك التي طالما اعتبرها همومه الذاتية .. وقطعا لا يعدم وسيلة لانجازها او ايجاد الحلول لها .. واحيانا الاعتذار بشكل كريم ينم عن ادب جم يصاجبه استحياء لم نالفه من مسؤول .. فلم نجرب عليه تكبرا او ترفعا عن المواطن .. ولم نحسب عليه جفوة ادارية او غلظه .. الا اللهم في بعض الاحيان ، تلك المسافة التي يحمي بها نفسه من بعض ضعاف النفوس ، وهي بشكل محدود جدا .. والا فهو متابع قلما يهجع ، ليلا او نهارا .. ابواب دائرته مشرعة .. ولم يضع على ابوابه جفاة غلاظ .. بل اناس بسطاء سرعان ما تحبهم من فرط اهتمامهم بك او ترحيبهم والطلب اليك ان تنتظر الى ان يحين دورك للدخول على المسؤول .. وقطعا ان مكتب استعلاماته انعكاسا لاخلاقة الراقية جدا .. اما ابواب بيته فهي الاخرى مشرعة لضيوف الليل .. وابدا لا يتضايق او يمتتعض من اي مواطن .. ومن فرط كرمه لم يغلق هاتفه .. بل وعندما ترده مكالمه يغلق الهاتف المتصل .. ويهاتفه من تلفونه لكي يوفر على المواطن ثمن المكالمة .. نعم انه الخلق الرفيع .. بعينه .. كما أن القيادة موهبة فطرية تمتلكها فئة معينة قليلة من الناس حيث لا تستطيع تعلم القيادة، كونها موهبة شخصية وحكمة وهما شيئان لا يمكنك تعليمهما بل ينشآن مع الفرد من بيته وعائلته ، الى جانب أن القيادة فن يمكن اكتسابه بالتعلم والممارسة والاختلاط والاطلاع على تجارب الاخرين .. ولكن يبقى السلوك الفطري هو الموجه الاساس للقائد فبعض الناس يرزقهم الله تعالى صفات قيادية فطرية ، فهنيئا للسيد عادل الدخيلي برضا جماهير ذي قار .. وهنيئا له بتكريم قياداته له .. والى مزيد من الخلق الاداري الرفيع ومن الله التوفيق والحمد لله رب العالمين..