الثورة لاتقوم الا لتحقيق اهداف معينة وضعت من قبل القائد الثائر ولا شك ان هذه الثورات مختلفة فيما بينها منها ثورات ضد الانظمة العادلة يقودها اشخاص نفعيين لديهم اغراض شخصية او حب التسلط وهذا مالا يقبل في اسلامنا الحنيف حيث ان الحاكم العادل رحمة للناس وهذا كما ان هناك ثوار منحرفين ثاروا على حكام فاسدين ايضا لاغراض تسلطية ولنشر الفساد والانحراف وسرقة الاموال العامة ومن الامثلة على هكذا ثورات منحطة جائرة هي ثورة العباسيين السفاحين على حكم بني امية التكفيريين فكلا الفريقين ذاق الناس منهم الويلات والعذابات ولم يسلم من ظلمهم وجورهم حتى ال بيت الرسول صلى الله عليه واله وسلم بل كان من الاولويات لنجاح مشروعهم الثوري هو قتل وتهجير وسجن اهل بيت النبي سلام الله عليهم فهذان النموذجان من الثورات مشروع لتحقيق اهداف شيطانية مقيتة لا تحترم رعاياها بل جاءت لاستعبادهم واذلالهم واخضاعهم لرغباتهم الشخصية المنحرفة ومن يعارض فطوامير السجن بانتظاره وهذا اهون الامور ومايؤسف له ان اغلب الثورات التي حصلت في العالم الاسلامي خاصة والعالم بصورة عامة هي من النوع الثاني والثالث واغلبها ظفر ونجح بالتمكن من تولي الحكم والسيطرة ولو لفترة قصيرة , لكن هناك ثورات قل مثيلها نادرة جدا وهي ثورة المظلوم على الظالم فتكون مبنية على اساس اقامة العدل والمساواة فتكون اهدافهم سامية للاسف الكثير منها اخفقت ولم تنجح بسبب ان الاعلام والمال وسواد الناس دائما مع اهل الباطل لكن هناك ثورات نجحت وتحققت اهداف قادتها التي هي اهداف موضوعة وليست الهية ولا شيطانية بل وضعها اشخاص عاديون لربما لا يدينون بدين الله جل وعلا وخير مثال على ذلك الثائر نيلسون مانديلا وغاندي الهندوسي الذي قضى على اكبر فتنة طائفية في الهند بين الهندوس والمسلمين فعندما سئل عن سر نجاح ثورته اجاب بانه وضع المقياس والقدوة ثورة الامام الحسين عليه السلام فقال مقولته المشهورة ( تعلمت من الحسين بن علي كيف اكون مظلوما فانتصر) فوضع اسس اخلاقية وانسانية للمجتمع الهندي وصار مثالا ورمزا يفتخر به الكثير من القادة الثوريين فكيف لو كانت ثورته لتحقيق اهداف الهية على الارض وقائدها امام معصوم وابن بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الذي ثبت واستقام الدين بمقتله فانتصر الدم الثائر على السيف الظالم كيف انتصر ؟؟ انتصر لانه احيا القلوب التي اماتها الاموييون الظلمة انتصر لانه قال كلمة حق عند حاكم جائر ورفض الباطل بيده وقلبه ولسانه وتصدى للمد المنحرف بابسط الالات واقل الانصار وفي المقابل هناك المال والجاه والمناصب والتدليس والتحريف , انتصر لانه استطاع بدمه ان يجبر يزيد على الاعتراف بان هناك نبي اسمه محمد بن عبد الله وهناك قرآن وهناك دين اسمه الاسلام بعدما انكره عندما قال لعنه الله (لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل ) فلولا ثورة الحسين لكان الاسلام في خبر كان ولانتهت الرسالة والامتداد الحقيقي لها , فمن يستطيع القيام على يزيد اذا لم يقم الحسين عليه السلام لكن شاء الله لا ماشاء الظالمين ان يكون الحسين اعظم ثائر ضد الظلم يحمل رسالة سماوية فاصبح (شخص الحسين وكما ذكره احد العلماء المحققين الاسلاميين وثورته ونهضته وتضحيته تمثل المثل الأعلى والقدوة الحسنى والتطبيق الصادق الواقعي للقوانين الإلهية الروحية والاجتماعية ، حيث جسّد عليه الـسلام بفعله وقوله وتضحيته، توثيق العلاقة بـين العبـد وربّـه وتعميقها والحفاظ على استقامتها وكذلك جـسّد عليـه السلام العلاقة الإسلامية الرسالية بين الإنـسان وأخيـه الإنسان حيث الاهتمام لأمور الأخوان وهمـومهم ورفـع الضيم عنهم ومساعدتهم وتوفير الأمان والتضحية من أجل ذلك حتى لو كلّفه حياته عليه السلام .هكذا انتهج أهـل بيته وأصحابه المنهاج المقدس الذي خطّه الإمام الحسين عليه السلام .) هكذا هي ثورة الامام الحسين عليه السلام وهكذا يكون الاصلاح وهكذا يجب ان نكون مشروعا ناجحا لثورته المباركة من خلال السير القويم على خطى النبي والمعصومين عليهم السلام بالتزامنا بالامور العبادية والاخلاقية والتحلي بالصبر والحكمة والدعوة للدين الاسلامي المعتدل بعيدا عن النفس الطائفي والعرقي والفئوي عندها سنكون ممن يتنعم بمنجزات ثورته عليه السلام ولنأخذ العظة والعبرة من هذا الزحف المليوني الى كربلاء لزيارة الاربعين ولنسأل انفسنا هل نحن حسينيون ؟ هل سرنا ونسير على خطى الحسين عليه السلام؟ وماهي تلك الخطى والاهداف ؟فنحن اولى بتطبيقها واستثمارها.