إحتار أهل الرأي في تفسير ما جاء في خطاب كاكه مسعود من عدم طرحه لأستقالته من رآسة الأقليم بشكل واضح ومن تكراره عبارات قال فيها أنه سيعود ليكون من جديد بيش مركه وأن الكل هجرنا وناصبنا العداء وليس لنا صديق سوى الجبل…فمنهم من فسرها على أنها تهديد مبطن بالعودة للتمرد العسكري وآخرون قالوا أنها مجرد عبارات فارغة من المضمون يريد بها حفظ ماء الوجه بعد الهزيمة الماحقة التي لحقت به داخل الأقليم وخارجه,وغيرهم إستنتجوا أنها عبارات يريد منها إستدرار عطف الجماهير عليه وبالتالي حثهم على النزول الى الشارع بمظاهرات مليونية تنادي بضرورة التمسك به كزعيم أوحد….والحقيقة أن الرجل ومن خلال رسالته المكتوبة والباهتة وكأن كاتبها أحد العرضحالية الجالسون على باب البرلمان,والتي يطلب فيها نقل صلاحياته والرغبة في عدم تغيير المواد المتعلقة بالرآسة بالشكل الذي يسمح له بولاية جديدة,وكأن الأمر في متناول يده, أصبح بعد الإنتهاء من قرائتها فاقدا للوزن وفي مهب الريح,رغم كرشه الثقيلة,أي دون أي غطاء رسمي أو أعتباري,مما يجعلنا نعتقد, وتداركا للأمر, بمسارعة أحد مستشاريه أو أصدقائه,الواعين لخطورة الموقف من الناحية القانونية, لحثه على الظهور وإلقاء كلمة بكائية متلفزة,نكاد نجزم أنها كتبت له من قبل ذلك الصديق أو المستشار,لدرء النتائج المترتبة بعد تنحيه عن رآسة الأقليم بالتنويه بأنه سيستمر في ممارسته لأنشطته كزعيما لحزبه, فمذا كان يخفي وراء العبارات التي أطلقها؟ والتي ظاهرها التمسك بقيم المقاومة وأنه سيعود لحاضنته الشعبية كبيش مركه بسيط ويحتمي بالجبل كصديق وحيد ومخلص…والتي باطنها الحقيقي الخوف من قادم الأيام وأمكانية صدور أحكام قضائية بحقه سواء كانت من قبل الحكومة الأتحادية أو حكومة الأقليم مستقبلا بتهم مختلفة تتراوح بين الجرائم العسكرية وتعريض أمن الدولة والأقليم للخطر والتخابر والتعاون مع العدو وسرقة المال العام والفساد الأداري….وهي جرائم سيحكم عليه بها على أقل تقدير بالسجن مدى الحياة.فيما عدا البكائيات التي جائت في كلمته,فهو أراد أن يوصل رسالة تقول سأحتمي بحزبي, وهو يقصد ربعه وعشيرته, وسأكون بيش مركه وأحتمي بالجبل متى ما صدر بحقي أمر قضائي,فلن أسلم نفسي وسأقاوم.ولكن هل حقا سيستطيع أن يناطح الدولة إذا ماقررت جلبه مخفورا؟طبعا لا وهو يعرف تماما أنه وبعد كل هذه السنين من حياة الترف والأكل والنهب بشغف لن يستطيع صعود ربوة فكيف بالجبال.الحقيقة التي لايستطيع كشفها أنه سيختفي عن الأنظار تدريجيا وسيبحث عن بلد يلجئ عندها هربا من مصيره المظلم تاركا وراءه بعض السذج ينظرون للجبل بقدسية