قال رب العزة والجبروت, في كتابه المجيد:” مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قضى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا”- الأحزاب أية 23.
للمجاهدين الذين سبقوا أخوتهم, حق علينا بذكرهم, ليكونوا حافزاً لمن حَقَّ عليه الجهاد, بوقتنا الجهادي الحاضر, لاستلهام فيض الجهاد, من جديتهم وإخلاصهم لعقيدة الجهاد, ضد الأنظمة الظالمة, التي سلكت الطغيان, والتَجبر, ولابد من بقاء تلك التضحية, صرخة تحدٍ ترعب من تسول له نفسه, على سلب الشعب حريته, وجعله خادماً لمصالح الظَالمين.
الشهيد السعيد زاير عبد الله محسن جاسم البخاتي؛ وحسب ما يروي معاصريه, سيد من مواليد 1/7/ 1951, يعود أصله لعشيرة البخات, من سكنة لواء العمارة, محافظة ميسان حالياً, ناحية المشرح – قرية شط العمى, عُرفت عائلته بالالتزام الديني الفطري السليم, وقد كان مشهوداً للشهيد, عند اكبر العشائر كالسواعد و آلبو محمد, بالأخلاق العالية والشجاعة, إلا أنَّه عليه الرحمة, لم يكمل الدراسة, كحال اغلب من كانوا في عصره.
اندلعت الحرب الصدامية, ضد الجمهورية الإسلامية, عام 1980م, ليجد السيد زاير نفسه, بين صفوف مجاهدي الداخل رسمياً, ضد جلاوزة نظام الطاغية, عام 1981- 1983م؛ إيماناً منه بعدالة الجهاد, حيث هاجر بعد انكشاف أمره, إلى الجمهورية الإسلامية, ليكمل مسيرة الجهاد, ليلتحق فورا في صفوف المجاهدين, ليعمل على تنظيمات الداخل, وفي تلك المرحلة, وجدتُّ شهادات بحقه, في الصدق والشجاعة والكرم المنقطع النظير, ليضرب للمجاهدين مثالاً, يُحتَذى به وسراجاً ينير لهم, الدرب الحقيقي للحرية.
كان المجاهد الشهيد, من الرعيل الأول للمجاهدين, كان رحمه الباري جلت قدرته, صابراً محتسباً رغم الظروف الصعبة, لقد كان التواضع وسعة الصدر والإيثار, ما شهد به رفاقه, ما جعل اهله يُسرون لسماعها, عام 2001م تم تكليفه بواجب جهادي, داخل العراق وبالتحديد, في منطقة الزاية الحدودية, فوقع الفريق الجهادي, بكمين أزلام البعث المقبور, ليلتحق السيد زاير بركب الشهداء.
هذه الذكرى المكتوبة باختصار, ليست كافية بحق الشهيد السعيد, إلا انها أسطرٌ كتبتها, حتى يعلم المجاهدون, أننا نَذكر شهداءنا ولو بعد حين, وعذراً من أرواحهم الطاهرة, لتقصيرنا, فركب الشهداء كبير.
فسلامٌ على شهداء الرعيل الأول, وهم يستقبلون شهداء العصر, وسلام عليهم يوم تلتقي أرواحنا بأرواحهم, في دار النعيم.