23 نوفمبر، 2024 6:41 ص
Search
Close this search box.

هل الدول الكبرى في العالم مقبله على التفتت؟ و هل سنشهد عالم جديد يتساوى به الجميع؟؟

هل الدول الكبرى في العالم مقبله على التفتت؟ و هل سنشهد عالم جديد يتساوى به الجميع؟؟

ما الذي يجري في دهاليز واروقة العالم؟ وماذا يدور من حراك محموم؟ وبماذا تتحدث شعوب البلدان الاوربيه؟ وعن ماذا؟؟
احداث كتلونيا تمثل للكثير مؤشراً لحدث عميق بدأ يظهر كحدث جديد وفريد بحيث جلب انتباه شعوب اوربا وعزز رغبتها في الخروج من هيمنه المكون الاكبر. هو ليس انتفاضه ولا بثورة مسلحة او عصيان ولا حتى احتجاج، وانما هو قرار شعب اقليم بحكومته كلها تحرك باسباب اعتبرها موجبه ومن حقه ان ينال استقلاله!
طبعاً كللٌ يحتفظ بمبررات قراراته و نحن لا ندخل بصدد ذلك حتى لا ندوخ بالتفاصيل، ولنعود بالذاكره لما حدث بالقرن الماضي من قيام كيوبك الكنديه بالانفصال عن كندا مجرد انها تتكلم الفرنسيه وكندا تنطق باللغه الانگليزيه، وخضعت للاستفتاء لكن لم يفز المطالبون بالاستقلال وبقيت المشكله نائمه دون حل. وكذلك قيام ايرلندا الشماليه التي طالبت بالخروج من سلطة بريطانيا، لكن الانفصال لم ينجح بضمها الى ايرلندا البروتستانيه وتمت تسويات لكن النار لم يخمد جمرها بعد! وبدات الان حركة المعارضة الديمقراطيه الكبيره وردود الفعل القاسيه على قرار حكومة اقليم وشعب كتلونيا واصطفاف جميع دول الاتحاد الاوربي الى جانب اسبانيا.
لكن هناك اشارات بدأت لحراك قد يمتد لاكثر من بلد وقد يفاجئ العالم، ان هناك تحرك في منطقتي لمبارديا والبندقيه في ايطاليا وقد تحدث هزات غير متوقعه في فونسا والمانيا وبلجيكا ودول اخرى حتى سويسرا قد يمتد لها الحراك!!
اذاً ستنهض الكثير من شعوب اوروبا التي تم دمجها مع شعوب ومكونات اكبر بفعل عوامل وظروف مختلفه وربما سيحدث تفتيت للدول التي تضم اكثر من مكون! لكن الكثير كان مسرور من تفتيت الاتحاد السوفيتي في نهاية القرن الماضي وحل حلف وارشو وظهور دول جديده وابتعاد دول قائمة عنه وتم انزال العلم الاحمر ورفع علم روسيا القديم وظهرت افكار وتوجهات جديده وتطلعات جديده وغابت الافكار التي سادت لاكثر من ثمانية عقود وتقلص دور روسيا في الساحة الدوليه وظهرت امريكا كقطب اوحد دون منازع، وبدأت الصين ودول كبرى بالظهور على المسرح الدولي.
لنعد لبلادنا ومطالبة الاكراد بالانفصال من الجسد العراقي ومشكلة الجميع ان عملية رسم الحدود بعد الحرب العالميه و بعد ان تم تقسيم الامبراطوريه العثمانيه ان هذا التقسيم ظلم دول وشعوب كثيره وبهذا أجهز السيئين ( سايكس وبيكو ) على تقطيع كردستان بين تركيا وايران والعراق وسوريا ولم يتم انصاف شعبها وكذلك ظلمت الكثير من الشعوب وخسر العرب عربستان والاسكندرونه وسبته ومليله في المغرب وهكذا، وبهذه القرارات الغير عادله اختفت شعوب وخلقت اسرائيل وهجرت شعوب وقهرت طموحات بشر وهكذا عمل الغرب الاستعماري مستغلاً سطوته على العالم، اما اليوم فقد بدأ العالم يشهد تحركات كبيره تحدث في صلب الدول الاوربيه ذاتها وتتوقع مراكز الابحاث المختلفه حدوث تغيرات كبيره غير متوقعه على الكثير من الدول القائمه وقد تفاجئ الجميع، ولربما ستكرر كيوبك انفصالها عن كندا من جديد وايرلندا الشماليه عن انگلترا وربما ستلحق بها اسكتلندا وربما حتى ويلز! وستتوحد كردستان عاجلاً او اجلاً بعد ان تتمتع شعوب تركيا وايران بحرية التعبير وفق القرارات الدوليه وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وستتفتت روسيا من جديد وكذلك دول اخرى وربما ايران وباكستان وافغانستان والمغرب ( بين العرب والامازيغ ) وهكذا وما نسوقه مجرد توقعات لاغير، جوهرها رفض هيمنة المكون الاكبر..
وقد تختفي اسرائيل او تحجم بتسويه تقيدها وقد تلغيها تماماً بعد ان تصل حمى التفتيت الى الولايات المتحده الامريكيه ذاتها، ومن يدري قد يكون هذا اليوم ليس ببعيد، فقد تقلب الطاوله على الجميع!
فهل سيشهد القرن الواحد والعشرين نهاية هيمنة وتحكم دول الاتحاد الاوربي من خلال تفتيت بلدانه الحاليه القائمة؟ وهل ستتفتت امريكا ذاتها لتعود كما كانت مقاطعات واقاليم مستقله وتترك العالم يعيش في وضعه الجديد بامان؟؟
ويبدو ان الساعة قد اقتربت، وستظهر دول جديده على المسرح الدولي وستتكاثر اعداد المنتمين الى الامم المتحده وستظهر منظمات مختلفة تحكم العلاقات الدوليه وستظهر ادارات جديده مختلفه ووسائل حياة متقدمه من اجل عالم واعد حيث لا وجود لاسلحة الدمار فيه وانما ستتسحر كل الجهود من اجل اسعاد جميع بني البشر دون تميز ، عالم لا كبير فيه ولاصغير، الكل متساوون كاسنان المشط.
دول جديده وشعوب بعقليات جديده مختلفة تماماً عن عقلياتنا، فهل كل ما سيحدث هو مجرد حلم ام هي الحقيقة بعينها؟؟ وقد لا نبصرها نحن ونتذوق طعمها لان زمانهم غير زماننا، ولان اجيالها سيكونوا مختلفين عنا تماماً في سلوكهم وتطلعاتهم وفي تصرفاتهم لكنها ستحدث وربما باشكال مختلفه الا أنها ستظهر بالتاكيد!
وسنرى.. ويا ليتنا نبصرها ونتذوق طعمها..!

أحدث المقالات

أحدث المقالات