22 نوفمبر، 2024 8:00 م
Search
Close this search box.

الأِعلام الداعشي

يُعتبر الأعلام من الأسلحة الخطيرة جداً خاصة في ظل التطور الهائل في مجال وسائل الأعلام المرئية والمقروءة والمسموعة . وقد يكون أخطر من الدبابات والمدافع والطائرات الحربية ، فهذه الأسلحة تؤثر في منطقة جغرافية محدودة ضمن امكانية تأثيرها من الناحيتين التعبوية والعسكرية . الأعلام بوسائله المتعددة يصل ويؤثر في كل بقعة ومكان ، في البيت ، السيارة ، المكتب ، المدرسة ، المقهى ، الشارع ، وفي غرف النوم .
ناهيكم عن تدريسه في ارقى جامعات العالم وهو عِلْم وفن ، ومن خلاله أصبح العالم قرية صغيرة من خلال شبكات الأنترنيت ووسائل الأتصال الأجتماعي المختلفة المعروفة .
بعد هذه المقدمة المتواضعة أقول ( وهو مربط الفرس ) : ان تنظيم داعش الأرهابي يمتلك جيشا اعلاميا الكترونيا من خلال ( تغريداته ) على مواقع التواصل الأجتماعي متبعا في ذلك سياسة اعلامية مدروسة تعتمد على بث الرعب باستخدام الخدع الماكرة عن طريق برامج هندسية ومعلوماتية متطورة تابعة للتنظيم الأرهابي . ويقوم في بث الأشاعات والأخبار التي تخدم وتتناغم مع اهدافه ، وهناك بعض القنوات الفضائية العربية المدفوعة الثمن خاصة بعض القنوات العربية المعروفة ، تروّج للأعلام الداعشي ، حتى اصبحت تلك القنوات ناقلة لأهداف داعش وبث افكاره المريضة والمنحرفة والطائفية والتحريض على العنف مستخدمة ورقة الدين الحنيف والدين منهم براء . وهناك العشرات بل المئات من وسائل الأعلام الداعشي رغم التكاليف الباهضة المرصودة من بعض الدول ، تلك الوسائل تستفز المتلقي وربما تؤثر فيه وفي عقليته ومعتقده من خلال حملات مدروسة ممنهجة الغرض منها تشويش الأفكار وبث الأشاعات . كما ان للأعلام الداعشي جيشا من المحترفين في صناعة الأفلام والبرامج التي تخدم أهدافه .
واذا ماعلمنا بأن الفكر لايواجَه الّا بالفكر المضاد ، لم نجد في الأعلام العراقي وفي هذه الظروف ، التقنيات الحديثة والمتطورة والبرامج التي ترقى الى الضد من الأعلام الداعشي ومقارعته ، ناهيكم عن الأصوات الخجولة والبعض من ( السياسيين الداعشيين ) الذين يتحدثون جهارا نهارا بالتصريح والتلميح بأنهم داعشيون بأمتياز …. يقول المناضل ( جيفارا ) : ( لاشيء أسوأ من خيانة القلم ، فالرصاص يقتل أفراداً ، بينما القلم الخائن يقتل أمماً .)
أقول لابد من وقفة اعلامية قوية تكون بمستوى او ربما أقوى من الأعلام الداعشي وكل ذلك يقع على عاتق المؤسسات الأعلامية المختلفة خاصة الرسمية المدعومة والممولة من الدولة والأعتماد على اعلاميين مهنيين اكفاء وتدريبهم وفق أرقى وأحدث اساليب العمل الأعلامي ، فلقد سئمنا وزكمت أنوفنا من اللقاءات والحوارات المكررة والبائسة احيانا مع السياسيين والتي لاتقدم ولاتؤخر حتى اصبح البعض منهم ( نجوما ) لبعض الفضائيات ….. فطوبى للأعلام الوطني الشريف ، وطوبى للأقلام الوطنية ، وطوبى للعيون الساهرة في ساحات الوغى وهم يرفعون الرايات ويحلّقون في سماء الوطن …. ففي الوطن تحلو الأغنيات وله تتزيّن الكلمات ….. ومَن لم يكن خيره لوطنه فلا خيرَ به , …… السلام عليكم

أحدث المقالات